كشف مقتل الشيخ إبراهيم الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، عن حالة التشدد الدينى التى تعيشها بعض الطوائف التى تحمل أفكارا متطرفة، جعلتهم يعيثون في الأرض فساداً، رافعين رايات مزيفة باسم الإسلام، وتقوم علي مبدأ عدم قبول الآخر، بالمخالفة لصريح الدين. ويرى بعض الخبراء أن انتشار الأفكار المتطرفة؛ نتيجة تراجع دور الأزهر كمؤسسة دينية تهتم بنشر أصول الدين الإسلامي الصحيحة، إضافة إلي تضاؤل دور وزارة الثقافة في إزاحة غمامة الجهل عن عقول المواطنين، مؤكدين أن ما تشهده مصر حالياً من حوادث فردية، مرض فكرى يحاول النيل من المجتمع والقضاء عليه، وتقسيمه لطوائف وجماعات، ويجب التصدي له قبل أن يؤدي إلي انهيار المجتمع تماماً. تقصير وزارة الثقافة سبب انتشار التطرف والمغالاة يقول الدكتور حسن عبد البصير، مستشار المركز الإنمائى لمواجهة السلوكيات الخطرة والعضو المؤسس لحركة أئمة بلا حدود، إن الحادثة ليست الأولى من نوعها فى مصر والعالم الإسلامى، بل حلقة في مسلسل إجرامي على مر التاريخ بدأ بنشأة الجماعات الدينية المتطرفة التى تحمل فى طياتها الأسلحة الفكرية الفتاكة، التى تقوم علي مبدأ "نحن الفرقة الناجية"، استنادًا إلى الحديث الشريف:"تفترق أمتى إلى بضع وسبعين شعبة كلها فى النار إلا واحدة"، متابعا: "الوهابيون والسلفيون ومن يحمل نفس أفكارهم، يدعون أنهم الفرقة الناجية، وأنهم من سيأمن عذاب الله، ومن سواهم هو كافر وجب إهدار دمه، الأمر الذى دفع أحد الشباب لارتكاب الجريمة، معتقدًا انه بذلك يخدم الإسلام والمسلمين". وأضاف "عبد البصير" أن من قتل الشيخ إبراهيم الرفاعى، نفس اليد الضالة قليلة العقل التى اغتالت الشيخ الذهبى، وأن العلماء يُغتالون كضحايا لقلة العقل والدين والإيمان، إضافة إلي انعدام الحس الوطني وانحدار المستوي الثقافي، مؤكدا أن «تنظيم الجهاد» و«الناجون من النار» و«الجماعة الإسلامية» و«التكفير والهجرة»، جماعات بعيدة عن كنه الإسلام، والدين براء مما يعتنقونه من أفكار تكفيرية وهدامة تعتمد على استحلال وسفك دم الآخر. ولفت إلى أن هناك مشكلة كبيرة تسببت فى انتشار التطرف وانعدام الثقافة بجميع أنواعها، وهي تقصير وزارة الثقافة فى أداء عملها وواجبتها نحو المواطنين، إضافة إلى المركزية فى التعامل، مطالبا أن يكون نصيب المواطن من الثقافة في الإسكندرية وحلايب وشلاتين، نفس مايتلقاه غيره ثقافيًا في القاهرة، فالثقافة الجماهيرية تعد المدخل لمواجهة التطرف والتصدى إلى المد الوهابى الداعشى. من جانبه، قال الشيخ محمد عبد الله نصر، مؤسس حركة "أزهريون مع الدولة المدنية"، إن تصاعد التطرف الفكرى والفهم الخاطئ لعوام الناس، دليل على سيطرة الجماعات الدينية المتشددة في مصر، وجنوحها إلى العنف تأكيد على حضورها السياسي، وفرضا لتأويلاتهم ومافهموه من الدين، فضلًا عما أخذوه من التراث الدينى دون فهم وتدقيق ومراجعة، مضيفا: "ماحدث لشيخ الطريقة الرفاعية ومن قبله الشيخ حسن شحاتة، أكبر دليل التطرف والتشدد من قبل جماعات محدودة التفكير، تستبيح دماء المسلمين في كل وقت وحين". وأضاف "نصر" أن الجماعات المتشددة يغتالون أقرانهم المسلمين، بداية من اغتيال النقراشى باشا أحد قادة ثورة 1919، مرورًا بالسادات، وصولًا إلى مايحدث الآن، الأمر الذى يؤكد مرض فكرى يحاول النيل من المجتمع والقضاء عليه، وتقسيمه لطوائف وجماعات.