حالة من الغضب العارم أصابت سكان شارع مركز طنطا بمحافظة الغربية؛ لانتشار أكوام من المخلفات والنفايات الطبية الخطرة الخاصة بمستشفى الهلال الأحمر. ولا يزال المواطنون يعانون من استمرار مسلسل الإهمال والتقصير الطبي الذي يعانيه مرضى المستشفيات؛ نتيجة انتشار النفايات الطبية التي تعد خطرًا يهدد حياة آلاف المواطنين بالمحافظة. واشتكى أهالى المنطقة المجاورة لمستشفى الهلال من انتشار المخالفات الطبية والقمامة من حقن وشاش ورباط ضغط بساحات المستشفى والشارع في وضح النهار وأمام أعين كل المسئولين، الأمر الذي جعلهم في حالة من الاستياء والغضب، مؤكدين أنهم تقدموا بأكثر من شكوى واستغاثة للمسئولين، ولكن دون جدوى. وقال على الجندى (من سكان الشارع): "إن تلك المخلفات تحتوي على مسببات للمرض من بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها، وأطالب المسئولين بالمحافظة بالاهتمام بهذه المشكلة، بعدما أثبتت بعض الدراسات والبحوث مسئولية هذا النوع من المخلفات في إحداث أمراض وأوبئة فتاكة وسريعة الانتشار". وعلى مستوي مراكز المحافظة الثمانية يوجد 22 مستشفى مركزيًّا ونوعيًّا و57 للتكامل الصحي وطب الأسرة و3000 عيادة ومركز طبي خاص، وفي الوقت نفسه لا يوجد بمحافظة الغربية سوى 5 محارق متهالكة بمدن المحلة الكبرى وقطور وبسيون وكفر الزيات والسنطة، لا تستوعب سوى خمسة أطنان من النفايات الطبية. ففي مستشفى قطور المركزي تستمر الأعطال؛ مما يجعلها لا تعمل سوى بضع ساعات في الشهر، بالإضافة إلى كون المحرقة تشكل مصدرًا خطيرًا لنشر الأمراض الصدرية؛ لأنها تحاصر المساكن والمستشفى، كما أنه يتم إنشاء مبنى مستشفى جديد خاص بالحميات وتابع لمستشفى قطور المركزي؛ مما يستدعي نقل المحرقة بعيدًا عن المستشفى والكتلة السكنية. فيما تعاني مدينة المحلة الكبرى من عدم وجود محارق سوى محرقة مستشفى الحميات، والتي وقع بها أكثر من حريق؛ نظرًا لتكدس المخلفات الطبية بها، وقام على أثرها الأهالي المجاورون للمستشفى بالتظاهر وقطع طريق المحلة طنطا؛ احتجاجًا على عدم اهتمام المسئولين بالصحة العامة بهم. أما في مستشفى بسيون المركزي فإن المحرقة الموجودة هناك مكدسة بأكوام النفايات الطبية، حيث يتم نقل النفايات والمخلفات من مستشفيات طنطا إليها، بالإضافة إلى نفايات مستشفيات كفر الزيات؛ لكون المحرقة الموجودة هناك لا تستوعب سوى عدة كيلوجرامات فقط، ولا تعمل بسبب احتجاج الأهالى على تشغيلها بسبب التلوث. وعلى الرغم من وجود 11 مستشفى ومركزًا طبيًّا تابعة لوزارة الصحة و12 مركزًا للغسيل الكلوي بمدينة طنطا فقط من إجمالي 42 مركزًا على مستوى المحافظة، فإنه لا توجد محرقة واحدة بعاصمة المحافظة؛ مما ينذر بوقوع كارثة بيئية وصحية لا يعلم عواقبها إلا الله؛ مما يتيح الفرصة لعديمي الضمير اللاهثين وراء تحقيق مكاسب خيالية، حتى وإن كانت على حساب الصحة العامة للمواطنين، في المتاجرة بهذه النفايات الطبية الخطرة؛ ليستغلها أعوانهم في صناعة الأواني والأكياس البلاستيكية. من جانبها قالت سامية محرز سكرتير عام محافظة الغربية إنه تم وضع خطة تلزم مديري المستشفيات التي لا توجد بها غرفة تخزين نفايات مؤقتة بإنشائها وتحديد موعد زمني كحد أقصى لذلك، إضافة إلى إلزام المستشفيات بالتعاقد مع محارق؛ لمعالجة النفايات في حالة عدم وجود محرقة بها، وإلزامها كذلك بالتعاقد مع سيارات لنقل النفايات الطبية منها إلى المحرقة التي يتم التعاقد معها في حالة عدم وجود محرقة بالمنشأة. وأكد الدكتور محمد شرشر مدير مديرية الصحة بالغربية أن هناك مجمعًا للمحارق يتم إنشاؤه بالمناطق البعيدة عن المناطق السكنية، يكون مطابقًا للمواصفات البيئية، وسيتم نقل المحارق التي أغلقت بناء على شكاوى سكان بعض المناطق المجاورة للمستشفيات، وستزود تلك المجمعات بغرف تخزين للنفايات، وستكون الأولوية لتوفير المفارم المعقمة للنفايات الطبية لتلك المستشفيات الموجودة بمناطق آهلة بالسكان.