تصاعدت خلال الأونة الأخيرة العمليات الفدائية الفردية في الضفة الغربية ومدينة القدسالمحتلة، حيث يرى الشباب الفلسطيني في هذه العمليات رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال التي تتزايد بشكل لافت دون أي محاسبة سواء من قبل المجتمع الدولي أو الهيئات الحقوقية. أجمع مراقبون وخبراء في الشأن الفلسطيني، على أن المقاومة في الضفة الغربيةالمحتلة استردّت عافيتها خلال عام 2014 المنقضي، وبالأخص خلال الأشهر الأخيرة منه، إلا أنهم أكدوا أنه لابد من الجهد الجماعي، ورُصدت حالة من التصعيد الملحوظ طرأت على حجم عمليات المقاومة الفردية التي نفذها فلسطينيون باستخدام أدوات بسيطة كالسكاكين والحجارة، في ظل تراجع عمليات المواجهة العسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي عن طريق خلايا مسلحة تتبع للفصائل الفلسطينية، كما هو الحال في قطاع غزة. تحولت الحالة الفلسطينية بعد زيادة الانتهاكات الصهيونية، حيث انتقل نمط المقاومة من المواجهة عن بعد إلى مرحلة الاشتباك المباشر التي تمثّلت أبرز أشكالها بعمليات الدهس والطعن. الحوادث الأخيرة أصيب أربعة من جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي في عملية دهس نفذها شاب فلسطيني ببلدة الطور بالقدسالمحتلة، وهو ما جعل القوات الإسرائيلية تستنفر عناصرها، واقتحمت قرية الطور ونصبت الحواجز في شوارعها كما اقتحمت بعض الحارات، وأطلقت الرصاص الحي في الشارع الرئيسي بصورة عشوائية، إضافة إلى القاء القنابل والأعيرة المطاطية، وتفتيش كل السيارات بالمنطقة. تحول حي الطور صباح الأحد إلى ثكنة عسكرية في أعقاب إعلان اليوم عن "يوم غضب"، حيث انتشرت أعداد هائلة من الشرطة والوحدات الإسرائيلية الخاصة في كافة محاور الأحياء العربية. وفي حادث آخر اندلعت النيران بحافلة إسرائيلية تابعة لشركة "كافيم" بعد أن ألقيت عليها زجاجة حارقة في شارع موديعين القدس 433 قرب قرية بيت عور غرب رام الله، وتسبب اشتعال الحافلة التي كانت خالية من المسافرين بأزمة سير خانقة. اندلعت مواجهاتٌ عنيفةٌ بين شبان فلسطينيين وقواتِ العدو مساء السبت بالقرب من حي "ابو اسنينة" في فلسطينالمحتلة، بعد ساعات على استشهاد الشاب الفلسطيني "اسعد سلامية" على يد جنود الاحتلال في الخليل جنوب الضفةِ الغربية. جرائم قتل للشرطة الصهيونية تشعل الأحداث هذا التصعيد في القدس جاء في أعقاب جريمتي القتل اللتين ارتكبتهما قوات الاحتلال خلال أقل من 24 ساعة، حيث قتلت مساء السبت الشاب "على أبو غنام" البالغ من العمر 17 عامًا زاعمة أنه هاجم جنود الاحتلال بسكين، الأمر الذي تنفيه عائلة الشهيد بشكل قاطع، وارتكبت قوات الاحتلال جريمة مماثلة في الخليل مساء السبت، حيث قتلت الشاب "محمود يحيى يونس ابو جحيشة" البالغ من العمر 22عامًا من بلدة اذنا غرب الخليل، زاعمة أنه طعن جنديا إسرائيليا قرب الحرم الإبراهيمي. أصاب الجيش الصهيوني شابين فلسطينيين بالرصاص بينما كانا قرب الحدود مع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وقال مصدر طبي إن "مواطنين اثنين اصيبا برصاص قوات الاحتلال التي اطلقت النار على مجموعة من المواطنين والمزارعين في اراضيهم الزراعية في بلدة عبسان شرق خان يونس"، وأوضح أن "المصابين نقلا إلى مستشفى ناصر بخان يونس لتلقي العلاج حيث اصيبا بالرصاص الحي في قدميهما وحالتهما متوسطة"، وذكر شهود أن "جنودا اسرائيليين في برج عسكري للمراقبة في الجانب الاسرائيلي وفي اليات مدرعة تتمركز على الحدود قاموا بفتح النار تجاه عدد من الشبان والصبية عندما تجمعوا قرب الحدود الشرقية بخان يونس"، وأضاف الشهود أن "عددا من الصبية رشقوا بالحجارة الجنود الاسرائيليين الذين بدورهم اطلقوا النار تجاههم لتفريقهم". القدس تغلي وتنذر بانتفاضة أكد سكان من القدس أن التوتر الشديد والغليان يسود الأحياء العربية في القدس، وقالوا إن الأجواء شبيهة بالأوضاع التي خيمت على القدس غداة جريمة قتل الفتى "محمد أبو خضير"، وتنذر بتصعيد وبموجة احتجاجات واسعة، وتحدث عدد من السكان عن مؤشرات لانتفاضة جديدة ضد الاحتلال في المدينة المقدسة. سياسة الاحتلال العقابية ضد المقدسيين والتضييق على المشاركين في الاحتجاجات وأهاليهم وتوظيف كافة مؤسسات الاحتلال للتضييق على السكان ومعاقبتهم خلقت أجواء مشحونة، وبعد العمليات الأخيرة التي قام بها الاحتلال بقتل شابين فلسطينيين بدأت الأجواء تزداد احتقانا وتوترا وباتت مرشحة للتصعيد. في غضون ذلك شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك بعد ليلة ساخنة من المواجهات التي اجتاحت أحياء القدس العربية. السلطة الفلسطينية تتوعد إسرائيل توعدت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بأن "جرائم الاحتلال لن تمر دون حساب"، وذلك إثر مقتل فلسطينيين اثنين على يد القوات الإسرائيلية في مدينتي الخليل والقدس، وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان حول حادثة الخليل إن "هذه الجريمة الإسرائيلية الثانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تضاف إلى الجرائم السابقة للاحتلال، لن تمر دون حساب"، وأضافت أن "قتل شاب على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، مساء السبت يشكل تصعيدا خطيرا ممنهجا من قبل حكومة الاحتلال، يهدف لجر المنطقة إلى دوامة العنف". وأوضحت أن "القيادة الفلسطينية تقوم بإجراء الاتصالات مع مختلف الجهات الدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير، بما فيها التوجه إلى المؤسسات الدولية الضرورية لوضع حد لهذا العدوان". الجبهة الشعبية ترحب بالعمليات الفردية رحبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتصاعد العمليات الفدائية الفردية في الضفة الغربية ومدينة القدسالمحتلة، ورأت فيها رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال التي كان آخرها قتل فتى مقدسي بدمٍ بارد، وقالت الجبهة "إن الهبة الشعبية المتواصلة في مدينة القدس، ومبادرة الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس إلى الرد، يثبت تصميم شعبنا على المضي في طريق المقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال".