مع الاحتفال بالذكرى ال 33 على تحرير أرض سيناء الغالية من الاحتلال الصهيوني، يعاني أهالي سيناء مشكلات ليس لها حصر على رأسها الموت الذي يلاحقهم أينما ذهبوا . وتعانى المحافظة خلال الآونة الأخيرة من الانقطاع المتواصل والمتكرر للتيار الكهربي مياه الشرب ونقص الوقود والشبكات التي تعمل لساعات معدودة، إذ تشهد محافظة شمال سيناء وخاصة مدينتي رفح والشيخ زويد أزمة حقيقة في الخدمات المقدمة للمواطنين، ما يجعلهم معزولون عن العالم الخارجي، منتظرين طلقة أو قذيفة صاروخية تودي بحياتهم وتخلصهم من الحياة الغير آدمية التي يعيشونها وتأخذهم نحو الموت البطيء لا محالة . أثار سؤال "ماذا تقول في عيد تحرير سيناء" استياء المواطنين بأرض الفيروز لتضررهم بشكل كبير، وزيادة معاناتهم على مر السنوات، ونظرًا لكم المشاكل التي يعاني منها أهالي سيناء من تراجع عمليات التنمية وهجمات الجماعات المسلحة والعمليات العسكرية وانقطاع المياه وانقطاع خدمات الاتصال وغيرها من المشاكل التي يعاني منها السيناوي . يقول "مصطفي الرميلي" من العريش عن عيد التحرير، "أهالي سيناء اللي يقول إنهم اتحرروا يبقى كداب، أهالي سيناء يتم تهجيرهم من منازلهم، الأمر الذي يجعل المنطقة خالية أمام الكيان الصهيوني ويجعلها أسهل في الاحتلال، دا عيد بيع سيناء مش تحريرها" . وأوضح "هديل اليمام" من أهالي الشيخ زويد، أن أهالي سيناء يتم تجريف زراعاتهم ويهجرون من منازلهم وقذائف تحصد أرواحهم هنا وهناك وانقطاع جميع الخدمات، فأين تحرير سيناء؟ بينما وجه "أبو لمار" حديثه للمسئولين في عيد التحرير قائلًا، "المفروض الحكومة تفتكر في نفس هادا اليوم كيف ضحي أهالي سيناء الشرفاء وتعمل إلهم إشي بدل ما الكهرباء والماء والإنترنت والاتصالات مقطوعة وكأنهم لم يكونوا هم السبب في الانتصار في مثل هادا اليوم من 33 سنة واخص بالذكر أهل الشيخ زويد ورفح" . يعاني أهالي سيناء المشكلات العديدة من تردي الخدمات والموت الذي يحاصرهم ليل نهار.. وفي عيد التحرير ترصد "البديل" جزءًا منها لتذكر المسئولين بحجم المعاناة انقطاع الكهرباء تكرر انقطاع التيار الكهربي على عدد من مدن وأحياء وقرى محافظة شمال سيناء في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يدوم لساعات وبشكل يومي، وذلك دون سبب محدد أو مبررات من المسئولين، مما تسبب في تذمر كبير بين الأهالي، والذين حملوا الحكومة الحالية المسئولية كاملة . أدى انقطاع التيار الكهربي بالساعات ويوميًا إلى حدوث كوارث داخل منازل العديد من الأهالي ومحالهم، بل وأدي إلى قطع أرزاق العديد من المواطنين، حيث تسبب ذلك في حرق وتلف الكثير من أجهزتهم الكهربائية، فضلًا عن تلف البضائع لدى العديد من الباعة وأصحاب المحلات، بخلاف الأضرار المعنوية . وقد أوضح عدد من الأهالي، أن الأمر لم يقتصر على المناطق السكنية فحسب، وإنما امتد إلى المستشفيات، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر، خاصة المرضى، بالإضافة إلى تعطل العمل في العديد من المؤسسات الحكومية وتعطل مصالح المواطنين نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي . ويقول "حمادة سيد" أحد أهالي الشيخ زويد، إن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر يمثل خطر كبير على الأهالي وأفراد الجيش والشرطة في الأكمنة والأقسام، والتي تتعرض بشكل مستمر إلى هجمات الجماعات المسلحة والتي تستغل أدنى فرصة لتنفيذ عملياتها الإرهابية . أزمة الغاز تعالت صرخات أهالي مركزي الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، بحثًا عن حلول بعد تفاقم أزمة انقطاع إمدادات الغاز عن المدينتين للشهر الثاني على التوالي . وأبدى المواطنون غضبهم الشديد لعدم وجود بدائل لانقطاع الغاز، بعد توقف شاحنات شركات نقل الغاز عن تزويد المحطتين الوحيدتين في رفح والشيخ زويد بالغاز بعد تعرض شاحنتين للشركات لإطلاق الرصاص . وأوضح الأهالي أنه يتم إرسال الأنابيب الفارغة إلى محطة العريش من خلال تجار محليين لا يحملون تراخيص لنقل الغاز، وهو ما يعرضهم لتوقيف أكمنة الأمن مطالبين بأن يتم وضع حد لتلك الأزمة . العطش يحاصر الأهالي سادت حالة من الاستياء والغضب بين أهالي مدن الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، نظرًا لتوقف سائقي "فناطيس المياه" التي تنقل لهم المياه العذبة من شركة المياه وبالتالي توقف السيارات الخاصة أيضًا عن ري ظمأهم نتيجة لتكرار وقائع سرقة هذه السيارات وتفخيخها واستخدامها في اقتحام مقار أمنية بالمحافظة، لتضاف إلى معاناة أهالي المدينتين مأساة جديدة، ويبات "العطش" هو الشبح الجديد الذي يخيم على المحافظة . يقول "محمد أبو سلامة" من أهالي جنوب رفح "لا نجد مسئولًا نشكو له فالجميع يعرف أننا بدون ماء أو كهرباء، وأصبحنا نستخدم ظهور الحمير لنقل جراكن المياه"، ناهيًا نتمنى أن ينظر إلينا مسئول بعين الرحمة . إذ أنه مع ارتفاع حوادث سرقة سيارات "الفنطاس" في المحافظة، امتنعت شركة مياه الشرب والصرف الصحي عن تسيير سياراتها إلى القرى، ما تسبب في أزمة بمياه الشرب بها . وبيّن مصدر أمني، أن القرار جاء لسببين وهما تدهور الوضع الأمني، والآخر التكلفة التي تتحملها الشركة بسبب سرقة تلك السيارات، التي تستخدم في عمليات إرهابية، كالتي تمت مؤخرًا باستهداف مقر الكتيبة 101 ومديرية أمن شمال سيناءبالعريش . إغلاق نقاط الإسعاف بعد سرقة مسلحين سيارة إسعاف بمستشفى الشيخ زويد الشهر الماضي، صدر تعليمات بإغلاق نقاط الإسعاف على الطرق الدولية السريعة، وسحب جميع السيارات من المستشفيات، ووضعها داخل المرفق الرئيسي بمدينة العريش، وعدم تسيير أي سيارة إلا بإخطار من الجهات الأمنية . ويبقى الأهالي أمام خيارين لا ثالث لهما حال وقوع طارئ أثناء حظر التجوال، إما أن يستسلم المريض لقدره، أو يخاطر أهله باستقلال سيارتهم لتوصيله إلى المستشفى، ويكونون عرضة لنيران الإرهابيين، أو بالخطأ من الأكمنة .