سادت حالة من الاستياء والغضب بين أهالي مدن الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، نظرًا لتوقف سائقي "فناطيس المياه" التي تنقل لهم المياه العذبة من شركة المياه وبالتالي توقف السيارات الخاصة أيضًا عن ري ظمأهم نتيجة لتكرار وقائع سرقة هذه السيارات وتفخيخها واستخدامها في اقتحام مقار أمنية بالمحافظة، لتضاف إلى معاناة أهالي المدينتين مأساة جديدة، ويبات "العطش" هو الشبح الجديد الذي يخيم على المحافظة . ويقول "" أحمد علي " موظف، إن أزمة انقطاع المياه من أكبر المشكلات التي تواجه أهالي شمال سيناء، فيضطرون إلى شراء المياه ونقلها لقراهم في فناطيس خاصة، تتراوح أسعارها ما بين 200 إلى 500 جنيه للفنطاس الواحد، ولكن مع تكرر سرقة "فناطيس" المياه واستخدامها في عمليات إرهابية، توقفت كافة السيارات عن دخول مدينتي رفح والشيخ زويد خوفًا من الاستهداف على أيدي المسلحين . ويقول " حسن عبد الله " عامل، إن ما تواجهه محافظة شمال سيناء ليس فقط من مواجهات داخلية للعمليات الإرهابية، ولكن أضيف إلى كاهل المواطنين أزمة العطش التي ينتظرها الأهالي مع توقف "فناطيس المياه" عن دخول مدينتي رفح والشيخ زويد . حيث أوقفت شركة المياه بشمال سيناء تحركات الفناطيس التابعة لها الخاصة بنقل المياه للأهالي بمناطق قرى الشيخ زويد ورفح من الآبار، كما توقفت سيارات نقل المياه الخاصة المملوكة للأهالي عن التحركات بهذه المناطق . وجاء ذلك في أعقاب تعرض سيارتي نقل مياه لاستيلاء مسلحين عليهما واستخدامهما في عمليتين انتحاريتين بمواقع أمنية بالعريش بعد تعبئة الفناطيس الخاصة بها بالمتفجرات . وأضاف سائق سيارة نقل مياه خاصة، إنه يعمل في نقل المياه منذ 20 عامًا، إلا أنه توقف عن ذلك واضطر إلى عدم تحريك سيارته التي تعتبر مصدر دخله الوحيد بسبب خشيته من استهدافها من قبل مسلحين وسرقتها أو تعرض سيارته لإطلاق نار عليها من قبل ارتكازات أمنية، نظرًا لخطورة تحركات السيارات التي تحمل فناطيس . وأكد مصدر مسئول بشركة المياه بشمال سيناء، أن الشركة بالفعل أوقفت تحركات السيارات في مناطق العمليات الأمنية، نظرًا لاستهداف أي سيارة متحركة في الوقت الحالي في هذه المناطق . وطالب أهالي قرى شمال سيناء، اللواء "عبد الفتاح حرحور" محافظ شمال سيناء، التنسيق مع القوات المسلحة والشرطة للتدخل لحل مشكلة نقص المياه بعد وقف الشركة إرسال "فناطيس" المياه للقرى لقيام الانتحاريين بتفجير "فناطيس" المياه في كمائن الجيش. يذكر أن تكرر في الآونة الأخيرة عمليات سرقة لسيارات "فنطاس مياه" من قبل التكفيريين بمحافظة شمال سيناء، بل وتكررت محاولات تفجير هذه السيارات عن طريق انتحاري في مقرات أمنية بعد أن يتم تفخيخها بكميات كبيرة من المتفجرات التي تجعلها إن اقتحمت مبنى تطرحه أرضًا في لحظة، ولكن تعامل القوات الحذر مع مثل هذه السيارات بإطلاق النيران قبل اقترابها من المباني هو ما يقلل من نسبة الخسائر التي يمكن أن تخلفها تلك العمليات الإرهابية .