مختصون: الزيادة طالت الأجرة الجديدة.. ومواطنون: نترجل في الممنوع بعد مضي قرابة عام على زيادة أسعار المحروقات، تحديدًا في يوليو 2014، وما أعقبها من زيادة التعريفة المقررة لوسائل المواصلات كافة، وإقرارها ب10% فقط، إلَّا أن غياب الرقابة المرورية بالمنيا، تسبب في مضاعفة التعريفة لتصل إلى 100% بالخطوط الداخلية كافة وعلى الطرق السريعة، ليتحمل المواطنون خاصة محدودو الدخل أعباءً جديدة. قال موظف بإدارة مواقف المنيا، رفض ذكر اسمه: كان على الجهات المعنية أن تقر الزيادة على التعريفة الأصلية لا القائمة التي يتعامل بها السائقون، لأنها مخالفة، مضيفًا: وكان لا بد وقتها من عقد اجتماع مع مسؤولي إدارة المواقف وإدارة المرور؛ لبحث آليات إقرار الزيادة وآليات ضبط التعريفة بعد زيادتها. وقال مفيد فوزي، مالك محطة تعبئة وقود مصر للبترول بمدينة المنيا: ندرة العملة المعدنية فئات (5 10 20) قرشًا، تتسبب في مضاعفة تعريفة المواصلات، مطالبًا الحكومة بإعادة استصدار تلك العملات لمواجهة جشع السائقين، المواطن يضطر إلى دفع ضعف الأجرة لندرة العملة المعدنية، والسائقون بدورهم يتعمدون عدم إعادة الباقي للمواطنين. وقال ممدوح عبد الجواد، من قرية تلة: التعريفة المقررة 75 قرشًا، وبالتالي يدفع معظم الركاب جنيهًا واحدًا، ونادرًا ما يعيد السائق ال25 قرشًا المتبقية، لتبلغ التعريفة أكثر من الضعف. التاكسي.. جملة مخالفات وعقب إقرار الزيادة على تعريفة المواصلات، اعتمدت المحافظة تعريفة موحدة للتاكسي بمدينة المنيا، بواقع 4 جنيهات بدلًا من ثلاثة، هي التعريفة المتعامل بها وقتها، ونظرًا لجشع السائقين، قررت المحافظة وضع ملصقات على التاكسي بالتعريفة الجديدة، مدونة عليها أرقام خاصة بإدارة المرور، وطالبت المواطنين بالإبلاغ عن أي سائق يخالف التعريفة عبر الأرقام. وبعد أشهر قليلة، ضرب السائقون بالتعريفة المقررة عرض الحائط، وفرضوا 5 جنيهات كتعريفة جديدة من قِبَلهم، في حين أزال معظمهم الملصقات الموضوعة من قِبَل إدارة المرور، رغم ارتباطها باستصدار تراخيص التاكسي وتجديدها. وتعددت صور معاناة المواطنين داخل التاكسي، فبحسب رواياتهم، أصبحت تعريفة الركوب 5 جنيهات في المسافات كافة، ويرفض السائقون الانتقال بهم لمسافات معينة، خاصة أوقات ذهاب الموظفين والطلاب وإيابهم، وكذا رفضهم التوقف للأسر ومفاضلتهم الفرد الواحد، ليتمكنوا من استقلال أكثر من فرد يدفع كل منهم 5 جنيهات، إضافة لرفعهم تعريفة الانتقال خارج المدينة وإلى القرى. ووصفت فتحية منتصر، موظفة بالوحدة الملحية، بأن التاكسي بات أشبه بالميكروباص في توقفه لجلب الركاب، رغم أنع مسموح له بالتوقف طالما به ركاب سواء فرد أو أسرة. بمواجهة بعض السائقين انحصرت ردودهم بين ارتفاع أسعار المحروقات وقطع غيار السيارات وصيانتها، وطول المسافات وتأزم المرور، وقال هشام سعد، سائق تاكسي: تعريفة المرور اشتملت الداخل كافة بمدينة المنيا، ولم تراعِ المسافات البينية وطولها، وضرب مثلًا بالمسافة بين حي أبو هلال أقصى جنوبالمدينة وجامعة المنيا أقصى شمالها، متسائلًا: كيف يرتضي السائق ب4 جنيهات فقط لتلك المسافة. وبعرض المشكلة على إدارة المرور بالمنيا، قال مصدر أمني: الإدارة تشترط لتجديد تراخيص التاكسي وجود الملصقات، وإنها تتعامل مع شكاية المواطنين ضد رفع تعريفة التاكسي، وتحرر مخالفات مرورية بذلك، وطالب المصدر المواطنين بعدم التردد في تحرير محاضر ضد المخالفين. وكشف سائق سابق، يعمل حاليًا مدرسًا بنظام التعاقد، أن السائق يزيل الملصق، ومع اقتراب تجديد الرخصة يعيد وضعه، وبالتالي لا يدفع غرامات نتيجة مخالفته، ورأى المدرس عيد عبد الملك أن ضرورة تشديد الرقابة على التاكسي أثناء سيره بالشوارع. أما عن خطوط الأرياف فحدث ولا حرج، ففي موقف سكة تلة نموذج وهو مجمع مواقف قرى غرب المنيا، زادت التعريفة لتصل الضعف حسب المتعامل بها، أو حتى الأصلية والقانونية، كما فرض السائقون تعريفة خاصة بفترات المساء. وعلى خط (المنيا/صفط الخمار) زادت التعريفة النصف، وقال مواطنون: التعريفة الأصلية 75 قرشًا لا جنيهًا كما اعتمدها السائقون، وعلى خط (تله/المنيا) زادت إلى 75 قرشًا، في حين أن التعريفة الأصلية كانت 25 قرشًا. وفي فترات المساء يدفع الركاب جنيهًا لسائقي تلة، وجنيهين لسائقي صفط الخمار، فضلًا عن عدم وضع أي ملصقات على السيارات العاملة على خطوط الأرياف، مما ساعد السائقين على فرض تعريفة خاصة على خطوط بعض القرى. "احنا بندفع 3 أضعاف.. من سنتين كانت ربع جنيه دلوقت بندفع جنيه على مشوار 5 دقايق"، هكذا عبر سامح فياض، موظف بشركة المياه، مضيفًا أن تعريفة السرفيس منذ عامين كانت 25 قرشًا، بعدها أضرب السائقون وقرروا رفعها لنصف جنيه، ثم زادت ل75 قرشًا بعد ارتفاع أسعار الوقود، وأضاف أن المواطن يدفع جنيهًا ولا يسترد الباقي، بحجة عدم وجود فكة، وهو أمر معتاد مع كل السائقين. تقطيع المسافة كانت التعريفة القانونية الأصلية للسيرفيس بوسط مدينة المنيا 25 قرشًا؛ لقصر المسافات البينية، إلَّا أن السائقين خالفوا التعريفة لتصبح الضعف، ولما أقرت المحافظة التعريفة الجديدة وصلت ل75 قرشًا، ما أكده مواطنون وعاملون بإدارة مواقف المنيا. وأضاف موظف بإدارة المرور ل"البديل" أن سائقي السرفيس لم يكتفوا بزيادة التعريفة، بل يقطّعون المسافة لمضاعفة الأجرة، وضرب مثلًا بخط (أبوهلال/الإخصاص) خط السير المعتمد، موضحًا أن السائق يخطر الركاب بخط سير من أبو هلال إلى منطقة أبراج الجامعة، نصف المسافة، ثم يتقاضى أجرة جديدة لمنطقة الإخصاص. بخلاف تعريفة المواصلات على خطوط القاهرة والمحافظات كافة، حطمت تعريفة (المنيا/القاهرة) الرقم القياسي، وبلغت 50 جنيهًا، مقارنة بالتعريفة بين محافظة بني سويف والقاهرة 17 جنيهًا، في حين أن بني سويف تقع في منتصف المسافة بين المنياوالقاهرة، تكون قاربت تعريفة المنيا على الضعف. ومما يزيد معاناة المتجهين من المنيا للقاهرة أن تعريفة الأتوبيس وصلت 40 جنيهًا، وكانت التعريفة المعروفة منذ عامين 25 جنيهًا فقط. "بروح شغلي على فترتين.. بتمشي عشان أوفر، وحتى المشي بقى شبه ممنوع" كذلك لجأت منى حيدر، تعمل بعيادة طبيب بشري بالمنيا، وقالت: أقطن بمنطقة الحبشي تبعد كيلو مترًا عن مقر عملي، وأفضل السير، بدلًا من استقلال السيرفيس للتوفير بدلًا من دفع 4 جنيهات يوميًّا، أي 120 جنيهًا شهريًّا أجرة سيرفيس، مما يعني أنها ستنفق قرابة ربع أجرها على المواصلات، واصفة الحالة المرورية بأنها حارة سد، لما تلاقيه من صعوبات أثناء سيرها، نتيجة التزاحم. واختتمت: "ربنا يدينا الصحة.. كتر خير اللي زي حالاتي وكبار في السن، المشي بقي حاجة صعبة بسبب الزحمة". وكان المحافظ صلاح الدين زيادة ومدير إدارة المرور بالمحافظة قد طالبا المواطنين بالإبلاغ عن أي مخالفات للسائقين تخص التعريفة المرورية، وتم وضع أرقام لتلقي شكاوى المواطنين على صفحة المحافظة بموقع "فيس بوك"، بخلاف الأرقام على سيارات التاكسي، واصفين استسلام المواطنين لجشع السائقين بالسلبية.