شهدت القاهرة اجتماعًا لرؤساء أركان القوات المسلحة للدول العربية لبحث مسألة تشكيل قوة عربية مشتركة، هدف هذه القوة بحسب المجتمعين وزعماء الدول مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، قوة عربية تكون اليد الضاربة للقرارات السياسية ولتحقيق التوازنات، وعلى رأس أولوياتها حماية الأمن القومي العربي ومواجهة تسونامي الإرهاب المتنامي، فما هي خلفيات هذه القوة؟. بعدما بدأت الدول العربية تنال استقلالها، وفي خضم المخاطر والأطماع التي كانت تعصف بالمنطقة، وقعت 7 دول عام 1950 معاهدة الدفاع العربي المشترك، ومن أهم بنودها، إعداد الخطط العسكرية ومواجهة أي اعتداء مسلح يقع على إحدى الدول الموقعة، تشكيل لجان فرعية دائمة أو مؤقتة من بين أعضائها لبحث أي موضوع من الموضوعات الداخلة في نطاق اختصاصاتها، إلا أنه ومنذ توقيع المعاهدة وحتى اليوم لم يتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة أو قاعدة انطلاق رغم كل الأزمات التي شهدتها المنطقة، وفي انتظار بلورة شكل وماهية وتعداد القوة العربية المشتركة، بالإضافة إلى تحديد أهدافها لا سيما أنها ستشكل لمكافحة الإرهاب من دون تحديد إن كان الإرهاب سيقتصر على الجماعات المتطرفة، والأهم دورها في إطار الصراع العربي الإسرائيلي. يبقى السؤال هل ستكون شبيهة بقوات الردع العربية التي شكلت عام 1976 لوقف النار المشتعلة في لبنان، لكن وبالرغم من أن أغلب الحروب التي خاضتها الجيوش العربية كانت ضد عدو وحيد، وبالرغم من الأجزاء المحتلة من الوطن العربي فإن القوة العربية بقيت حبرا على ورق. وترتفع وتيرة التحديات التي تواجه المنطقة بشكل كبير، بدءا من حروب إسرائيل على لبنان وغزة، مرورا بأوضاع السودان، وصولا إلى تمدد ما يسمى تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا، التي تعيش حروبا دامية تهدد وحدتها. قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي خلال اجتماع رؤساء أركان العرب ، إن القوة العربية المشتركة يجب أن تكون قادرة على حماية الدول الأعضاء، مؤكدًا أن التحديات الراهنة تستوجب إنشاء قوة عربية مشتركة لن تكون حلفا عسكريا جديدا وليست موجهة لأحد. واجتمع رؤساء الأركان في مقر الجامعة لبحث سبل تشكيل القوة العربية المشتركة والمهام التي ستوكل إليها وكيفية تمويلها، ومن المنتظر أن يتم عرض توصيات الاجتماع على مجلس الدفاع العربي الذي يضم وزراء دفاع وخارجية الدول الأعضاء. وسيكون الانضمام إلى القوة العربية المشتركة اختياريا، وأولى خطوات تأسيسها رهن بما سيقرره اجتماع رؤساء الأركان، الذين يبحثون في تحديد مهمات تلك القوة العسكرية وعقيدتها القتالية ونطاق عملها وتمويلها، إضافة إلى آليات تشكيلها. وتضطلع القوة العربية المقترحة بمهمات التدخل العسكري السريع وما يوكل إليها من مهمات أخرى لمواجهة الأخطار التي تهدد سيادة أي من الدول الأعضاء فيها بما في ذلك التهديدات الإرهابية، وذلك بناء على طلب الدولة المعنية. وقال الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أن القمة العربية المشتركة ليست موجهة ضد أحد ولا تمثل محور أو تحالف أو تهديد لأحد، وإنما تهدف لمواجهة الإرهاب وحماية الأمن القومى العربى، الأمر الذى جعلها محل تقدير من جانب الأطراف الإقليمية والدولية. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أعنلت تأيديها لتشكيل القوة العربية المشتركة حيث قال قال وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، إن الولاياتالمتحدة تدعم خططا للعرب لإنشاء قوة عسكرية موحدة للتصدي للتهديدات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط، وأن البنتاجون سيتعاون معها في المجالات التي تتوافق فيها المصالح الأمريكية مع المصالح العربية.