مذابح الأرمن تعرف باسم "المحرقة الأرمنية" و"المذبحة الأرمنية" أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل القسري، وبحسب تقييمات بعض المؤرخين فإن "الإبادة المنتظمة للأرمن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، إذ يدور الحديث عن القتل الجماعي الذي وضع أساسه في أعوام 1894-1895 بغية تقليص عدد الأرمن في تركيا والقضاء عليهم قضاء تاما في المستقبل". ويعتبر 24 أبريل عام 1915 رسميا بداية لإبادة الأرمن الجماعية، إذ استمر القتل الجماعي في فترة حكم "مصطفى كمال أتاتورك"، حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير في سبتمبر عام 1922، وفي هذا السياق، قالت صحيفة "نيويرك تايمز" الأمريكية إن البرلمان الأوروبي ناشد تركيا للاعتراف بمذبحة الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية في عام 1915، حيث يصادف هذا العام الذكرى المئوية للمذبحة، كما اعتمد البرلمان قرار الاحتفال بالذكرى. وترى الصحيفة أن هذه المرة من المرجح أن يتأجج النقاش بشكل خاص بشأن الإبادة الجماعية للأرمن، والتي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى مع انهيار الامبراطورية العثمانية، وقد وصف بابا الفاتيكان " فرانسيس" الحدث، يوم الأحد الماضي بأنه أول إبادة جماعية في القرن العشرين. وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن تصريحات البابا أغضبت الحكومة التركية والتي استدعت سفيرها في الفاتيكان، موضحة أن تركيا منذ فترة طويلة ترفض الاعتراف بمذابح الأرمن، قائلة إن الكثير من الناس من بينهم الأتراك قتلوا خلال الحرب الأهلية والمجاعة خلال الفترة المذكورة، لافتة إلى أن نحو 1500 مسيحي أرمني تم ذبحهم في شرق تركيا خلال عمليات القتل الجماعي والتهجير القسري والمجاعة، وحاليا يضغطون بشكل كبير على المجتمع الدولي للاعتراف رسميا بالإبادة قبل الذكرى السنوية والتي تصادف 24 من الشهر الجاري. وتوضح الصحيفة الأمريكية أن القرار الأوروبي يدعو لتطبيع العلاقات بين تركيا وأرمنيا من خلال إقامة علاقات دبلوماسية والانخراط الكامل والتعاون عبر الحدود والتكامل الاقتصادي، وخلق أساس للمصالحة الحقيقية مع الأرمن، بالإضافة إلى تصالح الحكومة التركية مع ماضيها. وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن قرار البرلمان الأوروبي من الممكن أن يزيد التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ويؤخر محادثات التحاق أنقرة بالاتحاد والتي هي بالفعل متوقفة منذ فترة طويلة، موضحة أن البرلمان الأوروبي اعترف بمذبحة الأرمن لأول مرة في عام 1987، وثانيا في عام 2005. وتلمح الصحيفة إلى أنه في العام الماضي قدم "أردوغان" تعازيه بسبب الجرائم التي ارتكبت ضد الأرمن، وقد كانت خطوة تصالح، ولكن مع اقتراب الذكرى المائة للمذبحة يبدو أن "أردوغان" تحلى بالروح القتالية، قائلا إن تركيا ليست مضطرة للاعتراف بما يسمى بمذبحة الأرمن طبقا لأوامر شخص ما.