نظمت محافظة الإسماعيلية، اليوم الأحد، "كرنفال الربيع السنوي" وسط حضور مكثف من قبل المواطنين ابتهاجًا بأعياد الربيع وشم النسيم، وذلك تحت رعاية إدارة السياحة بالإسماعيلية مع تشديدات أمنية مكثفة . وتتميز الإسماعيلية منذ نشأتها بمهرجاناتها السياحية والثقافية المختلفة، خاصة الاحتفال بأعياد الربيع والذي يشهد طقوسًا خاصة بتنظيم كثير من الفقرات التي لا تشهدها سوى المحافظة المعروفة برقيها وجمالها . وقال "ياسين طاهر" محافظ الإسماعيلية في كلمته على هامش حضوره ل "الكرنفال" إنه سعيد بتواجده وسط هذا الحشد الجماهيري الكبير، كما أكد على إعادة إحياء جميع المهرجانات التي اشتهرت بها الإسماعيلية منذ سنوات طويلة، ما سيساهم إلى حد كبير في تحقيق الرواج والتنشيط للسياحة . وأشار "طاهر" إلى أن استئناف وعودة مثل هذه المهرجانات السنوية على أرض الإسماعيلية إنما هو رسالة للعالم أجمع على أن مصر هي بلد الأمن والأمان وستظل على مر الزمان كنانة الله في أرضه بفضل سواعد أبنائها ورجالها المخلصين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إعادة بناء مصر من جديد . وتشهد الإسماعيلية طقوس خاصة للاحتفال ب "أعياد الربيع وشم النسيم"، وتنظم عدد من المسابقات التنافسية، إضافة إلى استعراض "ديفيليه الزهور" وغيرها من الطقوس . وكذلك يتم تنظيم مسابقة تسمى "أميرة الفراولة"، والتي تشارك فيها الفتيات الصغيرات لاختيار طفلة واحدة تحصل على لقب "أميرة الفراولة"، والتي اشتق اسمها نظرًا لاشتهار الإسماعيلية بزراعة الفراولة، كما هي معروفة بجوده الفاكهة الأخرى مثل المانجو . وشهد الاحتفال العام الجاري تقديم عروضًا فنية وغنائية لفرق كورال الأطفال وفرقة أطفال قصر الثقافة للفنون الشعبية، وعرضًا لفنون "التنورة" والعرائس . وشارك هذا العام ما يقرب من ال 100 فتاة في التقليد الذي بدأ مع عهد المحافظ "أحمد الجويلي" في فتره التسعينيات من القرن الماضي، إلا أنه توقف لعدة سنوات قبل ثورة يناير ليعود من جديد هذا العام . المظهر الثاني للاحتفال هو "ديفيليه وكرنفال الزهور"، والذي نظم هذا العام بمنطقة الطريق الدائري، بتقاطع شارع شبين الكوم، حتى المنصة الرئيسية أمام مدرسة "القديس يوسف"، وشارك فيه ما يقرب من ال 30 سيارة مزينة بالورود، ممثلة للمراكز والمدن والأحياء والمديريات والشركات في تقليد يعبر عن الابتهاج والفرحة بالربيع وسط "الأهازيج والغناء"، ليتم تتويج السيارة الأفضل في الشكل الجمالي كأفضل متسابق وسط فقرات فنية على أنغام السمسمية والفرق الراقصة للفنون الشعبية وغيرها من مظاهر الاحتفال . فيما يشهد ليل 12 ابريل تنظيم الأهالي داخل محافظة الإسماعيلية لحفلات غناء شعبية يحيها فنانين شعبيين، إضافة إلى عرض حلقات الضمة للاستماع لأغاني السمسمية . وفى منتصف الليل يتم إحراق دمى كبيرة في ذكرى رحيل اللورد "ادموند ايليمبي" أحد أشهر ضباط الاحتلال الإنجليزي على مر العصور، وهو تقليد لطالما اتخذ أشكال متعددة وأصبح رمزًا لمكافحة الطغاة على مر العصور . وعلى الرغم من أن الحرائق تعتبر غير قانونية وتسعى دائماً قوات الأمن والإطفاء لمجابهتها، وخاصة بعد دخول الغاز الطبيعي لأكثر من 60% من أنحاء المدينة، إلا أنها عادت من جديد للظهور بعد الثورة المصرية، وتم إحراق دمى الرئيس السابق "حسني مبارك" ورموز نظامه، كما أحرقوا دمى نظام الإخوان، فيما من المقرر أن دمى هذا العام ستتخذ شكل أعضاء تنظيم "داعش" . اليوم التالي بالمحافظة عادة ما تحتل الصدارة فيه الوافدين للمحافظة من المحافظات الأخرى، حيث يلجأ الأهالي والزوار إلى الحدائق المفتوحة والشواطئ التي تتميز بها محافظة الإسماعيلية . وقال الأستاذ "أحمد اليماني" المتحدث الإعلامي بمحافظة الإسماعيلية، إنه يتوقع استقبال الإسماعيلية لأكثر من نصف مليون زائر اليوم، فيما سيرتفع معدل الزوار غدًا ليصل للضعف على الأقل . وأضاف "اليماني" أن نسبة الإشغال وصلت في جميع الفنادق والشاليهات بأنحاء محافظة الإسماعيلية إلى 100% منذ أول أمس، ويستمر الحال حتى يوم الثلاثاء القادم، إذ جرت العادة أن يصل عدد الزوار لأكثر من مليوني زائر خلال أيام 11 و 12 و 13 من إبريل كل عام، ويكون الإقبال الأكثر على منطقة طريق البلاجات وجناين الملاحة، والتي تشهد وجود أصحاب الملاهي والسيرك بكثرة .