بدأت محافظة المنيا استعداداتها الشعبية والرسمية لاستقبال أعياد الربيع، ورصدت "البديل" مظاهر تلك الاستعدادات بمدينة المنيا. على كورنيش النيل الممتد بطول مدينة المنيا، ظهرت مبكرًا الخيول وعليها زينتها، حيث يعتاد الشباب ركوب الخيل والسير بها داخل الكورنيش، بمساعدة الخيالة، كما انتشر الباعة الجائلون والمقيمون، وافترشوا الأرض بالمأكولات والتسالي الشعبية (الترمس حب العزيز غزل البنات الفيشار الفول اللب). ومن داخل المراكب النيلية بدأ روادها في أعمال الزينة والصيانة الخاصة بها، ووقف يس جمعة صاحب مركبة نيلية أعلى المركبة لعمل الدهانات وصيانة الكاسيت، وأخذ يفرش الستائر والأرضيات، فيما استعد عم حسن بتجهيز مركبه الشراعي بتعبئته بالسولار اللازم لتشغيله وتنظيف أرضيته. يقول صاحب المركبة الشراعية إن شم النسيم بداية موسم عمله ورفاقه، لركود الحال خلال أيام الشتاء، وإنه يبدأ العمل في أيام شم النسيم منذ العاشرة صباحًا إلى وقت الغروب، من خلال رحلات نيلية لمدة نصف الساعة يستقل خلالها 20 راكبًا، ويتقاضى جنيهين من كل فرد. أما يس جمعة فيقول إنه اعتاد في كل عام الاستعداد مبكرًا لأيام شم النسيم؛ لكونه موسم العمل الأكثر ربحًا بالنسبة له ولرفاقه، إذ يقبل الشباب والفتيات على المراكب النيلية، ويتعرفون على بعضهم وينظمون حلقات، يبدءون بالدوران والرقص والغناء داخل المركب من خلالها، موضحًا أن مركبه يسع قرابة 25 شخصًا، ويعمل بالموتور، وإنه انتهى من تجهيز مشغل الصوت، والستائر، والأرضيات، ووضع أطواق النجاة في أماكنها. وبسؤاله عن عوامل الأمن والسلامة واحتمالية غرق أي شخص، قال إنه بالفعل سبق أن وقعت عدة حوادث غرق؛ بسب اندفاع بعض الشباب وإقدامهم على السباحة داخل النيل، مؤكدًا أنهم استعدوا لذلك بتعليق أطواق النجاة بجوانب المركبة كافة، ومن خلال تشغيل قرابة 3 شباب على المركب. وبدأت الأسر شراء البيض وتلوينه، وتجهيز أدوات ولوازم التنقل والجلوس على الكورنيش، كالأواني وحافظات الأطعمة والمشروبات الباردة والساخنة، وكذلك شراء الفسيخ والرنجة من المحال التجارية القليلة والمعروفة بالمحافظة. وافترش أصحاب منافذ بيع الأسماك المملحة الأرصفة المواجهة لمحالهم بالرنجة والفسيخ؛ لعرضها أمام المواطنين، إذ تشهد رواجًا كبيرًا خلال هذه الأيام. وعلى المستوى التنفيذي نظمت شرطة المرافق بمديرية أمن المنيا حملة مكبرة على طول شريط كورنيش النيل، بالتعاون مع الوحدة المحلية، لفحص التراخيص ورفع الإشغالات، وحررت الحملة 10 محاضر إشغالات لمخالفات متعددة، كما تم ضبط 250 كرسيًّا من أماكن متعددة، استغلت مساحات كبيرة لتشغيلها كمقاهي. كما أعلنت مديرية التموين على لسان وكيل الوزارة الدكتور محمود يوسف ضبط قرابة طن من الأسماك المملحة الفاسدة "الرنجة والفسيخ"، داخل محال تجارية كائنة بمنطقة أبو هلال بمدينة المنيا. كما أعلن محافظ المنيا اللواء صلاح الدين زيادة إلغاء الإجازات والراحات كافة لرؤساء الوحدات المحلية ونوابهم ورؤساء الأحياء والوحدات المحلية القروية ومديريات الخدمات، ورفع درجة الاستعداد القصوى، كما كلف رؤساء الوحدات المحلية بإعداد الحدائق وتجهيزها كافة وفتحها أمام المواطنين، وإعداد المعديات ومراجعتها كافة، سواء العامة أو الخاصة؛ لمواجهة أعداد الموطنين المتنقلين بين ضفتي النهر، مع ضرورة مراقبة الأسواق ومتابعة أعمال النظافة العامة ورفع الإشغالات من الطريق العام. وكلف وكيل وزارة الصحة بالقيام بحملات طبية وصحية للتفتيش على منافذ بيع الأغذية، وإعداد المستشفيات والمراكز الطبية. كما كلف مدير الشباب والرياضة بإعداد مراكز الشباب وحمامات السباحة، والتأكيد على صلاحيتها مع تواجد عمال الإنقاذ.