أصدرت الدعوة السلفية مؤخرًا عددا من الفتاوى المثيرة للجدل، أبرزها جواز قتل المسلم الذي يسب ويسيء للرسول وإن تاب، أكدها الشيخ أبو إسحاق الحويني عام 2012، مشيرا إلى أن الإساءة لله والتوبة بعدها لا تستوجب القتل، أما الرسول فلا، إضافة إلى فتوى أخرى لياسر برهامي، نائي رئيس الدعوة السلفية، حول عزل المسيحيين من مناصبهم السيادية وتوليتها للمسلمين. قال الشيخ حسين محمود، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن سب الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" جريمة تستوجب قتل مرتكبها، كما حدث مع صحفي شارل إيبدو والحادث الذي أسفر عن مقتل 12 منهم. وأضاف خلال محاضرة له، أن الدعوة لقتل كل من يسب رسول الله، ليست جريمة تستوجب القبض على قائلها ومروجها، متابعا: «الذين يعتدون على ثوابت الإسلام من عقائدنا وكتب السنة والبخاري، من باب حرية الرأي والتعبير، تجاوز لحدود الإنسان التي وضعها الله له، ومن يخالف ذلك فهو ظالم لنفسه، وعلينا أن نواجه هؤلاء الذين ينشرون في المسلمين الكفر والفواحش والمنكرات». وأوضح أن المسلمين غير قادرين الآن على المقاطعة الاقتصادية، كما طالب بمقاطعة فيديوهات وقنوات الذين يطعنون في البخاري وكتب السنة وعدم مشاهدة برامجهم أو مشاركتها، والتشنيع بهم ومحاربتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وفضحهم، حتى يتراجعوا عن ما يفعلوه. الحويني: يجب قتل من يسيء للرسول وإن تاب من جانبه، قال الشيخ أبو إسحاق الحويني، الداعية السلفي، إن من سب الرسول يجب قتله وإن تاب إلى الله على فعلته، أما من سب الله وتاب بعد ذلك فلا يجوز قتله، مضيفا أن الله لو سبه الخلق جميعًا لا يلحقه نقص، بخلاف سب الرسول، ومشيرًا إلى أن الإعفاء عن من يسب النبي أمر يرجع وحده إلى الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، أما نحن لا نملك هذا الحق. برهامي: تولية غير المسلم مناصب سيادية «احتلال» على جانب آخر، أفتى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بعدم جواز تولي غير المسلم كالمسيحي أو اليهودي وغيره، المناصب السيادية كوزير أو محافظ؛ لأنها مناصب بها سلطات وأموال. وأوضح في محاضرة جديدة له بعنوان "تولية الكفار أمور المسلمين من أمور الموالاة"، أنه لا يجوز تقلد غير المسلم منصب أو ولاية على أموال المسلمين أو على اليتيم المسلم، بالإضافة إلى المجالس الجماعية التي يتم أخذ القرار فيها بالتصويت؛ لأنها تأخذ قرارات تتعلق بالسيادة بطريقة جماعية، مثل مجلس الوزراء الذي كان له صاحب الرأي في قرار فض رابعة، والدفاع والداخلية والخارجية. ولفت إلى أن الوزارات السابقة لها سلطة آمرة على الجنود، وأن تولي غير المسلمين قيادة هذه المناصب السيادية، يعتبر احتلال، مضيفا أن المحليات كرؤساء الحي تدخل تحت بند الوكالة، ولا تصنف بالولاية على المسلمين. جمعة: الرد العلمى والإسلامى لمواجهة الإساءة للرسول وفي فتوى سابقة للدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وجد أن مواجهة سب الرسول والإساءة إليه بطريقة عملية: «يجب علينا أن نعمل على تفعيل دور الخريجين من كليات اللغات والترجمة بالأزهر للعمل بالمراكز الإسلامية بالخارج، مع إتاحة الفرصة لهم للمعيشة في تلك البلاد بصورة مستمرة، ولابد من إنشاء مرصدٍ تكون مهمته الرصد والتحليل لكل ما يُكتب ويُنشر ويُذاع عن الإسلام في الخارج باللغات المختلفة، ومناقشة ذلك كله، وتجهيز البيان الواضح بإزاء تلك القضايا، وعدم ترك الأمور تتراكم حتى تصل إلى حد الانفجار، كما نريد بصورة مستمرة عمل مؤتمرات الحوار». وفسر "جمعة" ما يحدث من إساءة للنبي قائلًا: «قد تكون الحكمة من سب رسول الله، أن الله يريد أن ينبهنا إلى تقصيرنا في حق سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، لَعلَّنا نتدارك خطأنا وتقصيرنا، وإلى هذا أرشدنا النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" في زمن الفتن؛ فقال: "الزم بيتك.. وابْكِ على خطيئتك.. ولْتكن عبدَ الله المقتول.. ولا تكن عبدَ الله القاتل.. فاعتزل تلك الفرق كلها.. ولو أن تموت وأنت عاضٌّ على جِذل شجرة".