بين التخوين والتشويه والتهليل الإعلامي لهم تارة، ومهاجمتهم تارة أخرى، ظلت حركة شباب 6 إبريل تناطح صانعي الطغاة والأنظمة القمعية فى مصر، منذ أنشئت فى عام 2008 بعد الاحتجاجات التى شهدتها المحلة الكبرى. وعلى الرغم من دور حركة شباب 6 إبريل قبل الثورة وأثناءها، إلا أن الحركة واجهت عددًا من الاتهامات وحملات التشويه بشعارها ذى القبضة الشهيرة. وأمس استقبلت حركة 6 إبريل عامها الثامن والأصعب فى تاريخ الحركة، حيث يقبع أغلب قياداتها داخل السجون حاليًّا، بجانب الملاحقات الأمنية لإجهاض إحياء ذكرى تأسيس الحركة. البداية فى يوم إضراب 6 إبريل أسست حركة شباب 6 إبريل عام 2008 عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في نفس اليوم بدعوة من عمال المحلة الكبرى وتضامن القوى السياسية، فتبنى الشباب الإضراب، وبدءوا في الدعوة إلى إضراب عام لشعب مصر. أغلب أعضاء الحركة من الشباب الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين، وتحرص الحركة على عدم تبنيها لأيدلولوجية معينة؛ حفاظًا على التنوع الأيديولجي داخل الحركة، وكانت حركة شباب 6 إبريل من الأوائل في الدعوة إلى ثورة 25 يناير. وتمثل دور الحركة خلال إضراب 6 إبريل في تشكيل مجموعات لنشر فكرة الإضراب وإرسال رسائل إلى المصريين المشتركين بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وبعد فترة تناولت بعض الصحف المصرية فكرة الإضراب والحركة، وفى أيام قليلة بدأت تصل رسائل نصية قصيرة بشكل عشوائي داعية لإضراب عام يوم 6 إبريل، وبالفعل نجح الإضراب إلى حد كبير. التأسيس ومناهضة حكم مبارك في 28 يونيو 2008 نظمت الحركة مؤتمراً بنقابة الصحفيين أعلنت فيه الحركة عن نفسها بشكل رسمي، واستمرت الحركة بالظهور في مختلف الفاعليات الاحتجاجية بهذا الاسم، ولعبت دوراً في الحراك السياسي المصاحب لحرب الكيان الصهيوني على غزة من أواخر عام 2008 وبداية عام 2009، وشاركت في فاعليات القوي السياسية داخل الحرم الجامعي وخارجه؛ لتعلن عن نفسها مناهضة للحكم القمعي الذى يدار من وراء الستار الأمني بقيادة وزير الداخلية الأسبق "محمد حبيب العادلي". ومن ثم لعبت حركة شباب 6 إبريل دوراً مهمًّا فى الحراك السياسيى فى مصر قبل ثورة 25 يناير. وفى عام 2011 بدأت حركة شباب 6 إبريل الدعوات لعمل عدد من التظاهرات فى يوم عيد الشرطة والموافق يوم 25 يناير؛ لرفض أداء رجال العادلي وخصوصاً بعد تقجير قضية مقتل الشاب السكندري خالد سعيد والكشف عن عدد من حالات التعذيب داخل أقسام الشرطة. وبالفعل بدأت حركة شباب 6 إبريل الدعوة لهذا اليوم، فيما قامت بالتنسيق مع عدد من الحركات الشبابية حينها، مثل الجبهة الحرة للتغيير السلمي وكفاية وحركة شباب من أجل العدالة والحرية؛ للمشاركة فى هذا اليوم، وبدأت حملة الحشد الجماهيرى من خلال توزيع عدد من البيانات فى الأحياء الشعبية؛ لحث المواطنين على رفض أداء رجال العادلي ومشاركتهم فى يوم 25 يناير. الانشقاقات داخل الحركة فى عام 2009 بدأت خلافات عديدة تنشب داخل الحركة، وانتهت بخروج حملتين "لن تمروا"، و"مصر أهم" من داخل الحركة، بعدما أعلن عدد من الأعضاء الاستقالة والعمل داخل الحملتين خارج غطاء 6 إبريل. وبعد ثورة 25 يناير بدأت الخلافات تنشب مرة أخرى بسبب الانتخابات على المناصب القيادية داخل الحركة، ومن ثم شهدت الحركة أكبر انشقاقاتها في إبريل 2011، مع خروج عدد من أعضاء الحركة قدر ب 500 عضو؛ ليشكلوا حركة شباب 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية". فى عيدها السابع.. 6 إبريل تواجه تهمة "الكيان إرهابى" كانت أحدث الاتهامات التى لاحقت الحركة مؤخراً اتهامها بأنها منظمة إرهابية، تدعو إلى إثارة الشغب والعنف والإرهاب داخل المجتمع، بالإضافة إلى أنها تعمل على إسقاط مؤسسات الدولة، وأن أعضاء الحركة تلقوا تدريبات مسلحة فى الخارج وتمويلات؛ بهدف إسقاط الدولة، وهى الأسباب التى تدعو إلى إدراج الحركة ككيان وتنظيم إرهابي، بالإضافة إلى تنسيقها مع جماعة الإخوان المسلمين؛ لتحال القضية من القضاء فى آخر جلسة تم انعقادها بمحكمة الإسكندرية الدائرة الثانية للأمور المستعجلة، وتخرج بقرار إحالة تلك الدعوى للمكتب الفنى للنائب العام للتحقيق فيها وفقًا لقانون الجماعات الإرهابية الجديد والذى أقره الرئيس. وفى حلقة جديدة من الصراع الدائر بين الدولة وشباب 6 إبريل، التي حارت مؤسسات الدولة في توصيفهم بين الثوار والمناضلين وبين العملاء الممولين، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، فى أواخر مارس الماضي بقبول الاستشكال العكسي المقدم من المحامي أشرف فرحات، واستمرار تنفيذ حكم حظر حركة 6 إبريل، والتحفظ على أموالها وممتلكاتها. قوات الأمن تلاحق الإبريليين لمنعهم من الاحتفال أصدرت حركة شباب 6 إبريل بيانا مساء أمس الأول الأحد، أعلنت فيه أن الأجهزة الأمنية تدخلت لإلغاء حجز الحركة لمسرح الربع، بجوار بيت السحيمى، والذي كان من المقرر أن تعقد فيه الحركة مؤتمر إحياء الذكرى السابعة لتأسيسها، أمس الاثنين. وأكدت الحركة في بيانها أنها ستعقد المؤتمر رغم ما وصفته ب «محاولات الأمن للتضييق عليها والملاحقات الأمنية»، مهما كلفها الأمر، على حد قول البيان. وعلى الجانب الآخر كثفت قوات الأمن من تواجدها، صباح أمس الاثنين، بمنطقة وسط البلد، تزامناً مع إطلاق حركة شباب 6 إبريل دعوات للتظاهر بالميادين، لإحياء الذكرى السابعة على تأسيس الحركة، ودفعت وزارة الداخلية بتشكيل أمن مركزى بميدان طلعت حرب، بالإضافة إلى مصفحتين لمكافحة الشغب و3 سيارات حاملة لجنود الأمن المركزى، فيما تمركزت مصفحتان لفض الشغب وسط ميدان التحرير بين شارعى محمد محمود وباب اللوق، للانطلاق حال حدوث تظاهرات مفاجئة. الإبريليون يؤكدون على إحياء الذكرى رغم الملاحقات وأكد حمدى قشطة المتحدث الإعلامي لحرة شباب 6 ابريل (الجبهة الديمقراطية) أن الحركة ستحيي الذكرى السابعة للحركة رغم تدخلات الأمن لإلغاء الفاعلية ورغم التكثيف الأمنى الذى تشهده منطقة وسط البلد، مؤكداً ان هناك حالة من الذعر الأمنى بسبب ذكرى الحركة، وهذا ما يؤكد أن الأمن ما زال متخوفاً من تأثير الحركة فى الشارع المصري. وأضاف أنه رغم الملاحقات الأمنية ورغم أن هناك عددًا كبيرًا منهم يقبع داخل السجون، إلا أنهم سيواصلون نضالهم حتى تحقيق أهداف الثورة. وأشار قشطة إلى أن الحركة بجبهتيها لن تعلن عن الاندماج؛ لأنه ما زال يتوقف على مسائل تنظيمية لم تحسم بعد. ومن جانبه قال محمد نبيل عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 إبريل إن الربكة الأمنية المتواجدة أمس الاثنين من وزارة الداخلية والواضحة تمام الوضوح فى شوارع وسط البلد تؤكد أن الحركة ما زالت مؤثرة وسط الشارع جيدًا والنظام يعلم ذلك، لذلك هناك محاولات دائمة لإجهاض أى تحرك للحركة حتى فى يوم إحياء ذكراها. وأضاف أن الحركة بجبهتيها ستودع سنوات الخلافات، ولكن تظل قصة الاندماج مؤجلة لحسم عدة أمور تنظيمية مهمة داخل الجبهتين.