تعد إحدى من أبرز المدن السياحية البارزة في مصر والعالم أجمع، كما تعتبر بؤرة جذب لقطاعات عديدة نظرًا لطقسها المعتدل معظم السنة، وصفاء شوطئها المترامية، وتشكل الجزر الطبيعية بها بيئة بكر للنباتات والطيور النادرة، وممارسة بعض رياضات الترويح كالصيد البحري والبري. إنها مدينة "الغردقة" التي تعرف باسم "هرغادة" أي "واحة الصحراء"، وتنقسم إلى جهتين، إحداهما على شاطئ البحر الأحمر وتعرف بالميناء، والثانية بالداخل وكانت تعرف ب"الشركة"، لإقامة العمال المشتغلين باستخراج زيت البترول من أراضي تلك المنطقة. تمتلئ المدينة بالأنتيكات والتحف والكاسات النحاسية وصور المصرية الفرعونية التي عرفت بها مصر على مر التاريخ، قام بتجميعها أصحاب المحلات والبازرات بأشهر الشوارع هناك، لتكون جاذبة لكل سائح يأتي إلى مصر، لكن تأتى الرياح دائمًا بما تشتهي السفن، فتدهور السياحة أصاب تجارة الانتيكات بالركود وتركها على الأرفف منتظرة الفرج بعد أن كانت تقدر بأغلى الأسعار. أصحاب البازارات يصرخون: الإيجارات تراكمت علينا لتراجع السياحة تجولت "البديل" في الغردقة وتحديدًا في الشوارع التجارية الشهرية كشارع "شيري"، ومنطقة "مارينا "؛ لترصد مشاكل ركود السياحة هناك. يقول حامد عثمان، صاحب بازار بشارع مارينا، إن السياحة في مصر تعاني ركودا منذ سنوات، وكانت بدأت تتحسن خلال الفترة الأخيرة، لكنها عادت مرة أخرى، مضيفا: «إيجارات المحل تراكمت علينا؛ لقلة أعداد الزبائن جراء تراجع السياحة، وأصبحنا نلعب الطاولة لنسلى أنفسنا أمام البازارات». وتابع "عثمان" أن الغردقة أصبحت الآن منقسمة إلى طبقيتن إحداهما لأغنياء السياح وهي أرض الجولف، وأخرى لفقرائهم التي تكاد تكون نسبتهم معدومة في مصر في الوقت الحالي، مطالبا الحكومة بالتدخل لإنقاذ تجارة مصر "السياحة". من جانبه، قال أحمد عبد الفتاح، أحد البائعين في شارع مارينا، إن السياحة مازالت في مرحلة ركود حتى بعد المؤتمر الاقتصادي، متمنيًا أن يكون موسم السياحة المقبل في شهر يوليو بداية خير للسياحة في مصر؛ لأن حالة الركود التي تشهدها الغردقة ليس لها مثيل في الوقت الحالي. وأضاف "عبد الفتاح" أن الغردقة وشرم الشيخ على وجه التحديد يعيشون على سياحة الروسيين والألمان، لكن تواجدهم أصبح معدوما خلال الفترة الماضية، مطالبا بضرورة عودة الروبل إلى طبيعته حتى تعود السياحة إلى مصر. كانت وزارة السياحة المصرية قد وفرت للسائح بمدينة الغردقة جميع الخدمات وسبل الترفيه لتحقيق أكبر مساحة من المتعة، فيمكن للسائح الإقامة في أفخم الفنادق، وأيضاً يمكنه تناول الوجبات في مختلف المطاعم الموجودة في أرجاء المدينة، والتي تتنوع من الايطالية والفرنسية والشرقية، إلا إن تلك المطاعم تعاني في الوقت الحالي من ركود تام. ويقول محمد خضر، شيف بمطعم فول وفلافل تابع لوزارة السياحة، إن المطاعم قد لا يدخلها أى سائح على مدار أيام، الأمر الذى يهدد مئات العاملين النازحين من محافظات الصعيد ومدن فقيرة ولا يحتملون أن يجلسوا شهورا دون رواتب حتى لإطعام أنفسهم. الروبل الروسي.. أزمة السياحة المصرية ومن الناحية الاقتصادية، أكد الدكتور أحمد السيد النجار، الخبير الاقتصادى، إن ما تتعبه أمريكاوروسيا من سياسات الحرب البادرة، أثر بشكل سلبي على الاقتصاد والسياحة في مصر وكافة بلدان العالم، مشيرًا إلى أن العقوبات التي فرضتها أمريكا وأوروبا على روسيا، أدت إلى انخفاض أسعار البترول والغاز بنسبة 05% تقريبًا وذلك على التدريج أدى لهبوط الروبل الروسي. وتابع "النجار" إن تراجع العملة الروسية أدى إلى ضعف الطلب السياحي على مصر، منذ سبتمبر من العام الماضي، وهو ما اتضح من خلال تراجع نسبة الإشغالات في الغردقة بشكل كبير، خاصة بعد أن بدأ المواطن الروسي التفكير في الإدخار بعد ارتفاع أسعار العملات هناك، مؤكدا أن مصر لم تتحرك منذ شهور لمواجهه الأزمة التي تهدد السياحة المصرية. وأوضح أن الحل يتمثل في عمل خطة من وزارة السياحة للتعاون مع الشركات الكبرى الروسية التي تسيطر على سوق السياحة هناك وتحفيز السائحين للتوجهه إلى مصر من خلال خفض سعر التذكرة، مشيرًا إلى أن السياحة تعد دخلا كبيرا لمصر، ولا يمكن التخلي عنه. من جانبه، يقول اللواء حاتم منير، مدير غرف المنشآت الفندقية بمحافظة البحر الأحمر، إن حركة السياحة بالفعل تشهد ركودا في الوقت الحالي، على الرغم من إن محافظة البحر الأحمر كانت ولا تزال تتمتع بالسياحة الفائقة. وأكد "منير" أن هناك تحركا من المحافظة ومسئولى وزارة السياحة مع شركات السياحة الكبرى لتنظيم رحلات من الدول الأوروبية، وبالفعل بدأت بعض الرحلات تصل واستقبل مطار الغردقة عددا من رحلات الطيران، رغم أن موسم الصيف سيكون مع بداية شهر يونيو المقبل.