«يلهون داخل برك الطين» هو لسان حال أطفال القرى بمحافظة الغربية، بعدما اغلقت مراكز الشباب المهجورة ابوابها فى وجه الجميع، والدولة حرمتهم حتى من إنشاء ملاعب رياضية أو حدائق عامة مجهزة يلعبون بها ويمارسون هواياتهم، باتت برك الطين و "ملاهي الغلابة" هي ملاذهم الوحيد للفرحة. في الصباح والمساء يصادفك كل يوم كم هائل من أطفال القرى لا يعرفون أي سبيل للفرحة، فتراهم تعساء دائما لتجاهل الجميع لهم ولعل ما يثير ويشد الانتباه في تلك القرى ضعف الفضاءات الترفيهية، أن لم نقل انعدامها كالملاعب الرياضية ودور الشباب والمكتبات الثقافية وتبقى " الملاهى الشعبية " فقط ميدانيا لاستقطاب هؤلاء الأطفال المتعوسين وكأنه كتب عليهم الحزن والفقر دائما حتى انتشرت الملاهي الشعبية أو "المراجيح" كثيرا وسط المناطق الشعبية بالقرى تبعث الفرحة في قلوب الصغار وتنثر البهجة في نفوس الكبار وصار الاقبال علي هذه الملاهي كبيرا وملحوظا نظرا لتكلفتها المحدودة فتكفي جنيهات قليلة جدا ليركب الطفل أي لعبة من ألعاب ملاهي الغلابة وأشهرها "المرجيحة" و"النطيطة" و"نصبة النيشان" فرحات المسيرى، عامل يقف علي إحدي المراجيح بقرية مشال التابعة لمركز بسيون قال لنا انه يعمل في هذا المجال منذ سنوات مؤكدا كنا نتنقل باستمرار من قرية إلي اخرى ومن محافظة إلي أخري خاصة في مواسم الأعياد والموالد ولم يكن لنا مكان معلوم لكن الأمر تغير كثيرا خلال الأيام الماضية فنحن نتجمع في قرية ما ونظل مدة كبيرة نظرا لاقبال الاطفال علينا خاصة في فصل الصيف الذي يخرج فيه الناس يومياويكون في المكان حوالي "4 مراجيح" و"نصبة نيشان" و"نطيطة" وهذه الأنواع الثلاثة هي أشهر الالعاب شعبية فلا تجد تجمعا لنا يخلو من هذه الالعاب حيث يقبل عليها الأطفال بكثافة أوضح شعبان بدر، صاحب "مرجيحة" الألعاب لم تعد مجرد "سبوبة" يقف عليها ليقضي وقتا حتي يحصل علي أي عمل اخر لكنها أصبحت مصدر رزق بالنسبة له ويصرف منها علي أسرته وتعليم أولاده مضيفا لقد تغير الحال تماما ففي معظم القرى الكبيرة هناك تجمع يضم أكثر من لعبة يعمل عليها اثنان أو ثلاثة يوميا ويطلق عليها الأهالي لفظ "ملاهي" وأصبحوا يسمونها ملاهي الغلابة خاصة أنها رخيصة الثمن ولا تكلف كثيرا أضاف قائلا هذه الملاهى ليست مصدر رزق فحسب بل هي مصدر سعادة للصغار والكبار ونحن نكون سعداء عندما نلمح الفرحة في عيونهم والضحكات تعلو منهم رغم هموهم الكثيرة وقال شوقى العسال وهو شاب صغير السن لا يتجاوز عمره ال15 عاما يقف علي لعبة "النطيطة" أعمل هنا باليومية وأورد "الصافي" لصاحب اللعبة وأغلب الذين يلعبون عليها من الأطفال صغيري السن الذين لا يتجاوز أعمارهم ستة أعوام أما خالد غنيم – موظف – فقال اصطحب أولادي إلي الملاهي القريبة من شارعنا وأكون في غاية السعادة عندما أجد أبنائي سعداء ويقضون وقتا جميلا في مرح ولعب وهذا لا يكلفني سوي ثلاثة جنيهات في المرة أو عشرة جنيه علي أكثر تقدير ولو أنني أخذتهم لأي ملاهي كبيرة لتكلفت حوالي مائة جنيه في المرة الواحدة وهذا مبلغ كفيل أن أعيد النظر في الخروج مع الاطفال من أصله وبالنسبة لأمثالنا من محدودي الدخل الملاهى الشعبية خير وبركة واضاف ربيع حسام الدين – مدرس - وجود الالعاب منخفضة التكاليف مناسب جدًا للأسر البسيطة ويمنح الصغار فرحة حقيقية يشاركهم فيها الكبار حتي ولو كانت متواضعة مشيراً إلي ضرورة عدم ملاحقة أصحاب هذه الألعاب من قبل الحي أو شرطة المرافق علي أن يتم تقنين وضعهم في المكان الذي يتواجدون فيه. من ناحية أخرى أصبحت حديقة الحيوان بمدينة طنطا الشهيرة بحديقة الأندلس مثالا صارخا للإهمال وسوء الإدارة بعد أن تحولت الحديقة المقامة على مساحة خمسة أفدنة بشارع البحر الرئيسي وأنشئت منذ نحو 40 عاما لتكون متنفسا ومتنزها لأهالي محافظة الغربية إلى ما يشبه المناطق العشوائية نتيجة للإهمال الصارخ وسوء الإدارة الذي أدى لإهدار المال العام وعدم تحقيق الحديقة لأهدافها التي أنشئت من أجلها على تلك المساحة الكبيرة بوسط المدينة. وتشهد تدهورا في جميع مرافقها خاصة مسرح الحديقة الذي تم تدميره بالإضافة لمقالب القمامة وتلال العوادم والنفايات المختلفة التي أصبحت تملأ مساحات كبيرة من أرض الحديقة في ظل غياب المتابعة وسوء الإدارة الذي أدى لهذا الإهمال الجسيم للحديقة من قيادات محافظة الغربية التي تقع الحديقة في مواجهتهم ويمررون عليها يوميا دون أن يلفت أنظارهم هذا الإهمال والوضع المتردي الذي أصبحت عليه الحديقة التي لا يقل زائروها عن 500 زائر يوميا تقدم معظمهم بشكاوي عديدة لإنقاذ الحديقة من هذا الإهمال الجسيم من جانبه اكد سعيد مصطفى كامل، محافظ الغربية، تشكيل لجنة هندسية من أساتذة جامعة طنطا لإعداد دراسة وتخطيط مناسب لإعادة تطوير وتجديد حديقة حيوان طنطا الشهيرة بحديقة الأندلس؛ لتحقيق اكبر استفادة منها وذلك بعد موافقة وزير الزراعة على تسليمها لمحافظة الغربية لإدارتها وتولى مسئوليتها بعد حالة الانهيار التي شهدتها الحديقة أخيرا وتحولها إلى مكان شبه مهجور جعلها لا تؤدي الهدف والغرض الذي أنشئت من أجله. واشار المحافظ الى انه أمر بتجديد وتطوير حديقة الطفل بمنطقة الإستاد بمدينة طنطا والمقامة على مساحة 10 آلاف متر وزيادة مساحتها حتى نهاية شارع الجيش وتقاطعه مع الكورنيش على طريق محلة منوف وتزويدها بالمقاعد والالعاب الترفيهية للاطفال وإعادة زراعتها بالنجيل الصناعي وتبليط الأرصفة الداخلية والخارجية لتكون متنفسا حقيقيا لابناء المحافظة