في الوقت الذي قضت فيه محكمة القاهرة للأمور المستعجلة باعتبار حركة المقاومة حماس منظمة إرهابية وحظر جميع أنشطتها في مصر، يجري أعضاء حركة الجهاد الإسلامي زيارة إلى القاهرة لمقابلة مسئولين مصريين لبحث القضية الفلسطينية والمصالحة وملف فتح المعابر الإسرائيلية الفلسطينية ومعبر رفح . هذه الزيارة والتي جاءت في وقت مفاجئ على الرغم من أن العلاقة التي تجمع مصر بحركة الجهاد الإسلامي جيدة، إلا أنها تشير إلى عدة تكهنات ربما تضعها القاهرة في حسابات السياسة الخارجية لمصر تجاه حماس خلال المستقبل القريب، لا سيما بعد التوتر القائم بين الحركة والنظام الحالي على خلفية اتهامات وجهتها القاهرة للحركة بالشروع في عمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية، ما يطرح العديد من الأسئلة هل هذه الزيارة إشارة من القاهرة لحماس بأن الجهاد الإسلامي سيكون البديل المتعاون مع مصر في غزة أم سيكون وسيط لتهدئة العلاقة مع الحركة؟. تجمع حركة الجهاد الإسلامي مع القيادة المصرية علاقة جيدة تشهد حالة من الاستقرار والنأي بالنفس في أغلب المواقف، بل كثيرًا ما يخرج قياديو الجهاد لتثمين المواقف التي تتخدها مصر تجاه القضية الفلسطينية، على عكس ما تشهده العلاقة بين القاهرة وحماس من تلاسن في الحديث هنا وهناك أدى إلى توتر العلاقات في الفترة الأخيرة، خاصة عقب الاطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي من السلطة في مصر. يقول القيادي بالجهاد الإسلامي خالد البطش، في تغريدة له على "فيس بوك": إن "الزيارة تأتي في إطار قيام الحركة بدورها الوطني تجاه أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد"، مشيرًا إلى أن "الوفد وصل القاهرة منذ السبت، ضمن زيارة مرتبة مسبقًا"، ليبحث مع الجانب المصري، سبل تعزيز العلاقات "المصرية – الفلسطينية" المشتركة، ومناقشة كل ما من شأنه تخفيف المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار الإسرائيلي، وإغلاق المعابر، وتهديد الاحتلال المستمر في القدس وقطاع غزة، وإجراءات التهويد بالأراضي المحتلة. نوه البطش إلى أن الزيارة تهدف كذلك إلى إعادة العلاقة الأخوية إلى سابق عهدها بين أهالي غزة والأشقاء في مصر، على ضوء التوتر والإرباك الذي ساد الأجواء مؤخرًا، بعد قرار محكمة الأمور المستعجلة باعتبار حركة حماس "تنظيمًا إرهابيًا"، وبعث الحياة لملف المصالحة الفلسطينية وإعادة الإعمار. وفي السياق ذاته يقول نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين إن هذه الزيارة ليست الأولى وتأتي في إطار الاتصالات المستمرة مع السلطات المصرية، نافيا أن تكون زيارة مفاجئة كون الاتصالات مع مصر لم تنقطع خاصة أن كل المنطقة تعيش مرحلة صعبة والقضية تمر بمنعطف خطير ومن الطبيعي وجود اتصالات مع الجميع كون الحركة تتمتع بسمعة طبية وعلاقة ممتازة مع جميع الجهات. ورغم إعلان حماس جماعة إرهابية في مصر إلا إن الكثير من الخبراء يؤكدون أن هذا الحكم لم يطبق على أرض الواقع خاصة أن مصر راعية للقاءات تجريها الحركة في القاهرة، حيث أجرى شلح الأمين العام للجهاد خلال زيارته للقاهرة اجتماعًا لم يشر إليه الإعلام كثيرًا مع ممثل حركة حماس في مصر موسى أبو مرزوق لتناول المصالحة الفلسطينية، وقضية معبر رفح وكيفية إيجاد الحلول لفتحه، كما تمت مناقشة العلاقات الفلسطينية المصرية وبالأخص العلاقة بين حماس ومصر". وحول علاقة القاهرة والجهاد الإسلامي قال الدكتور سمير الغطاس، الخبير فى الشئون السياسية والعربية إن العلاقة بين مصر والجهاد الإسلامي مستمرة منذ فترة طويلة فهي لم تنقطع أبدًا وصارت في خط مواز مع حركة حماس، مؤكدًا أن الجهاد الإسلامي ليس بديل لحركة حماس . وأضاف الغطاس في تصريحات خاصة للبديل أن مصر لم تستهدف المقاومة كما يدعي البعض فالقاهرة أبوابها مفتوحة لحركة الجهاد الإسلامي التي تعتبر من أكبر حركات المقاومة في فلسطين، مشيرًا إلى أن هناك تنسيق قائم بين هذه الحركة مصر. وأوضح أن مصر ستتناول مع قيادات الحركة القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني وعلى رأسها القضية الفلسطينية، موضحا أن حركة الجهاد الإسلامي تعبر عن المقاومة الحقيقية ولا تحمل أجندة خارجية، مؤكدًا أن هذه الحركة تعلم جيدًا وزن مصر الإقليمي الذي يمثل لها ثقلًا أساسيًا للدفاع عن قضيتها المشروعة.