يبحث في مواضع الجدال بين مختلف المدارس الفقهية الإسلامية، ويتابع من جديد قراءته المعاصرة للتنزيل الحكيم، وذلك من خلال تطبيق منهجه على موضوع المحكم والمتشابه، متتبّعاً المفاهيم التي تحملها هذه الآيات حول هذين المصطلحين، وما يرتبط بهما من مواضيع ذات علاقة كالتأويل والاجتهاد. الباحث في الفقه الإسلامي، الدكتور محمد شحرور، المولود في دمشق عام 1938، ينتظر خلال أيام صدور كتابه «أمُّ الكتاب وتفصيلها: قراءة معاصرة في الحاكمية الإنسانية تهافت الفقهاء والمعصومين»، عن دار الساقي اللبنانية للنشر والتوزيع، الذي يقدّم فيه دراسة معاصرة لعملية الاجتهاد في نصوص التنزيل الحكيم، انطلاقاً من نسخ كل الاجتهادات الإنسانية السابقة في تفصيل المحكم من هذه النصوص، وإعادة الاجتهاد فيه بروح معاصرة، بعيداً عن القراءة التراثية الأحادية الملزمة وراثياً. شحرور معروف بإثارته الجدل في كتبه وما تتضمنه من آراء ودراسات «غير مألوفة» في الشأن الديني، وعن كتابه «الدِّين والسلطة.. قراءة معاصرة للحاكمية»، قال الكاتب والباحث البحريني محمد عبدالله محمد: الكتاب يعتبر في جوهره امتداداً لأبحاثه السابقة، يستعرض «جدلية العلاقة بين الدِّين والسلطة» الناتجة عن مفهوم الحاكمية، يُعيد الارتكاز على بُنية جديدة من التفكير والتفسير للحاكمية، منطلقاً في تفريقه للأحكام الصادرة من قول/ فعل/ تقرير النبي (ص) ما بين «مقام النبوَّة» و«مقام الرسالة»، وعلاقتها بقرارات «السلطة والدولة والقتال التي اتخذها النبي». وفي كتابه «فقه المرأة.. نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي»، الصادر عن نفس الدار البيروتية، يتناول مسألة طالما كانت موضع جدال بين مختلف المدارس الفقهية الإسلامية، ألا وهي مسألة "فقه المرأة" وما يتعلق بها من قضايا، كالقوامة والتعددية الزوجية والوصية والإرث، وخصوصاً "الفرائض" وما نتج عنها من إجحاف في حقّ المرأة على امتداد التاريخ الإسلامي. وينطلق المؤلّف من منهجه في القراءة المعاصرة لآيات التنزيل الحكيم، لا سيّما الآيات المعروفة من سورة النساء، الخاصّة بحقوق المرأة في الإسلام، وما يتفرّع عنها من تشريعات. لكن قبل ذلك، يعالج المؤلّف أسباب الجمود في التشريع الإسلامي، والدوافع التاريخية التي كانت وراء تعطيل العقل ووقف الاجتهاد، الأمر الذي أدّى إلى حرمان المرأة الكثير ممّا جعله الله عزّ وجلّ حقاً لها، بالاستناد إلى أحاديث "نبوية" مشكوك في صحّتها. وهذا ما يدفع بالمؤلف إلى تناول السنّة النبوية وخصائصها وتاريخيتها وكيفية التعامل معها، ومناقشة ما سمّي "علم أسباب النزول" وأسباب وضعه. وبعد أن يعالج الإشكاليات الاجتماعية – الدينية والسياسية واللغوية التي عانت منها مختلف المدارس الفقهية الإسلامية، يبيّن محمد شحرور موجبات قراءة التنزيل الحكيم قراءة معاصرة، حتى تتحقق بالفعل مقولة "إنّ الإسلام صالح لكلِّ زمانٍ ومكان". قدم المؤلف عدد كبير من الإصدارات في المجال ذاته، ومنها: "الكتاب والقرآن.. قراءة معاصرة، الإسلام والإيمان منظومة القيم، تجفيف منابع الإرهاب، السنّة الرسولية والسنّة النبويّة: رؤية جديدة، القصص القرآني: قراءة معاصرة.. مدخل إلى القصص وقصة آدم». فضلًا عن كتاب "الدولة والمجتمع"، الذي قدم فيه قراءة معاصرة للمجتمع والدولة، من وجهة نظر التنزيل الحكيم، استعرض فيه نشوء الأسرة والأمة والقومية والشعب، من الناحية التاريخية، والفروق بينها، وحدد مفهوماً معاصراً للحرية والشورى، وصل به إلى أن الحرية والعلم توأمان، وأن التقنية أس العلم وجوهره، تماماً كما أن الديمقراطية أس الحرية وجوهرها.