الطيب: الهدف من الانتقادات هدم ثوابت الدين شومان: أيادٍ خارجية وراء الهجوم الممنهج على الأزهر تواجه مشيخة الأزهر حملات إعلامية ممنهجة وشرسة ضد قيادات الأزهر وعلمائه ومناهجه، والواضح من سياق هذه الحملات وتتابعها وتنوعها أنها محاولات لهدم تراث الأمة وتاريخها وقيمها ومبادئها، من خلال قنوات ووسائل إعلامية معينة تخصصت في هدم التراث بوسائل خبيثة ماكرة، وليس الأزهر إلَّا الرمز الذي توجه إليه معاول الهدم، وصولًا إلى التراث ذاته حتى يتولد في عقول العامة أن المقصود هو الإسلام وليس شخصًا بعينه، لكونه من الداعمين للإخوان في عهد مرسي أو سلفيًّا يتخفى بلباس الأزهريين ليعتلي منابر الدعوة لينشر فكره الوهابى بين الناس. لم يعد الأمر بجديد، لكن الأحدث الآن هو تطاول من لا ينتمي للمؤسسة الدينية والرسمية بالدولة والممثلة في الأزهر الشريف، ليخرج علينا بعض المصنفين ومدعي الثقافة بدون علم لبث فكر ما أنزل الله به من سلطان، هدفه اغتيال الدين برمته وليس المؤسسة، لينال من أمن الأمة واستقرارها، دون الاقتصار على الدولة المصرية فحسب. قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف: الأزهر الممثل الحقيقي للإسلام في مصر والعالم، والهجوم العنيف الذي يشن على الأزهر الشريف من بعض وسائل الإعلام لا يقصد به رجال الأزهر ورموزه، وإنما المقصود به هدم ثوابت الدين الإسلامي، تهديد سلامة المجتمع واستقراره، وإلحاق الضرر بمصالح الدولة وأمنها . وأكد خلال لقائه بمقر مكتبه بمشيخة الأزهر مع وفد من حزب النور، أن الأزهر في عقول الناس وقلوبهم، ويحظى بثقة المصريين على اختلاف توجهاتهم، وبمقدوره جمع الأمه على كلمة واحدة. أضاف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن الهجوم الإعلامي على المؤسسة الدينية منظَّم وممنهَج ومعلوم، لدرجة أننا نعلم بالخريطة التي يرسمونها في جلساتهم الخاصة والأدوار التي يُوزِّعونها على بعضهم بعض، من غير سعي مِنَّا أو قصد، لكن من خِلال بعض مَن يُشاركون في التخطيط. وأشار شومان إلى وجود أياد خارجية تقف وراء الهجوم الذي يستهدف المؤسسة الإسلامية الأعرق في العالم، مشيرًا إلى استخدام أعداء الأزهر فى الداخل والخارج، وأن بعض الأزهرين أنفسهم يستغلون موجة الهجوم لتحقيق مَآرِب شخصيَّة، منها الإطاحة ببعض مَن يقفون في طريق تطلُّعاتهم الجامحة. وبشأن استفحال السلفيين ومن يعتنقون أفكارًا مغايرة تمامًا للمنهج الوسطى الذي تبناه الأزهر داخل المشيخة، أوضح أن هيئة كبار العلماء أعلى هيئة علميَّة في الأزهر الشريف الذي هو أعلى مُؤسَّسة تُعنَي بالشأن الإسلامي في العالم، اختارَها الثقات من العلماء، كلُّ مَن فيها كبار العلماء فعلًا، والسادة العلماء هم مَن اختاروني أمينًا عامًّا لها ولست أنا مَن اختارهم، بل شرفٌ لي أن أجلسَ بينهم، ولا علاقةَ لعملي بتاريخهم الطويل في العلم والفكر، ولا يتخيَّل أحدٌ أنَّ شيخ الأزهر الذي أَشرَفَ على تكوين هذه الهيئة المحترَمة يُمكن أن يُوافِقَ على اختيار مَن يَعتنق منهجًا لا يَتَّفِقُ ومنهجَ الأزهر الوسطي. وتابع: أما من ثبَت بَقاؤُه على منهج وفكر السلفيين أو الإخوان، واتخذ مواقف تَتعارَضُ مع المصلحة العُلياء للوطن مثل الدكتور القرضاوي تمَّ استبعادُه من الهيئة، وبعض العلماء صدَر منه ما اعتَبَره الناس دليلًا على انتمائه للإخوان بعدَ استبعادِ مرسي من الحكم، لكن من خِلال عملي بالهيئة لا أراها دليلًا كافيًا؛ لأنَّ الدكتور حسن الشافعي والدكتور محمد عمارة المتَّهَمان بهذا، وافَقَا على بيان تهنئة الرئيس السيسي، وعلى عزل الدكتور القرضاوي في اجتماعات الهيئة ولم يبديا أي اعتراض، وغير ذلك من المواقف التي لا يُمكن أن يُوافق عليها الإخوان، مع أنَّ البيان الصادر عنهما بعد عزل مرسي لم يمرَّ مُرورَ الكرام من شيخ الأزهر. ودافع وكيل الأزهر في الوقت ذاته عن موقفه المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إبان وجوده في السلطة، قائلًا: "ليس في هذا عيب، ولا أرى هذا تلوُّنًا كما يُشير بعض المغرضين، فالارتباطُ ليس بالأشخاص وإنما بالموقع ومَن يشغله".