سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    خالد منتصر منتقدًا حسام موافي بسبب مشهد تقبيل الأيادي: الوسط الطبي في حالة صدمة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع وكيل الازهر الشريف
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 13 - 02 - 2015

موقفى من صكوك الاخوان اوصلنى الى وكالة الازهر الشريف
انا ضد الاخوان ولذلك قدموا على حرق بيتى وهددونى واولادى بالقتل
ازهر لايملك تكفير فكر داعش ..والقضاء صاحق الحق فى ذلك
الشافعى وعمارة وافقا على تهنئة السيسى وعزل القرضاوى لأنتمائة للأخوان
لامكان فى الازهر لغير القادر على العمل بتانى وأخلاص
الغش ميراث تركة لنا السابقون وجعلوة فى جزر منعزلة
الازهر ملك للمسلمين وليس للمصريين بأعينهم
قناة الازهر قريبا وليست دينية ولكن بها كافة البرامج والتوك شو
لجنة المصالحات ستقضى على الثأر قريبا ..مصر بلا دم
في بداية الحوار نود أن نتعرف على فضيلة الأستاذ الدكتور العالم الجليل عباس شومان وكيل الأزهر الشريف.. ما هي المحطات العلمية والمناصب التي تقلدتها إلى أن وطئت قدمك مشيخة الأزهر؟
الاسم: عباس عبد اللاه عباس شومان، مواليد شطورة – طهطا – سوهاج. عينت معيدا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر عام 1986م لأنني الأول على الدفعة، ثم مدرسا مساعدا عام 1991م، ثم مدرسا عام 1994م، ثم أستاذا مساعدا عام 2000م، ثم أستاذا عام 2006م، ثم رئيسا لقسم الشريعة عام 2013م، ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية عام 2013م، فوكيلا للأزهر الشريف في العام نفسه.
شغلت منصب رئيس وحدة الجودة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية فى الفترة من 2011م إلى 2013م، ومحكّم باللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة في جامعات الأزهر والأنبار بالعراق واليرموك بالأردن والجامعة الدولية بأمريكا حتى تاريخه، وعميد للمعهد العالي لدراسات التراث بأكاديمية الرائد بالقاهرة خلال الفترة من 2012م حتى 2013م، ونائب رئيس هيئة الرقابة الشرعية للمصرف المتحد، وممثل الأزهر الشريف في لجان الجودة وحلال وزارة الصناعة المصرية، والأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عام 2013م ورئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر.
وبالنسبة للمؤلفات العلمية فمن أهمها كتب عصمة الدم والمال في الفقه الإسلامي – طبع مرتين بمصر في 1996م و1998م.وأحكام التدخين في الفقه الإسلامي – بحث منشور بجامعة الأزهر في 1995م.والعلاقات الدولية في الشريعة الإسلامية – كتاب طبع مرتين بمصر في 1996م.وأحكام الاحتكار في الفقه الإسلامي - بحث منشور في 1997م.وإجهاض الحمل في الفقه الإسلامي – كتاب مطبوع بمصر في 1998م.وتاريخ التشريع الإسلامي ومصادره – طبع مرتين بمصر في 1993و1998م.والخطبة في الشريعة الإسلامية - كتاب مطبوع بمصر في 2000م.والمضاربة الإسلامية – بحث منشور بجامعة الأزهر في 2001م.والحج والعمرة - كتاب مطبوع بمصر في 2001م.وأحكام الصيام - كتاب مطبوع بمصر في 2002م.وأحكام الرهن في الفقه الإسلامي – كتاب مطبوع بمصر في 2003م.وحضانة الأطفال في الشريعة الإسلامية – كتاب مطبوع في 2004م. والخلع في الفقه الإسلامي - كتاب مطبوع بمصر في 2004م. وهناك كثير من المؤلفات لا يسع المقام لذكرها
ما دور الأزهر الشريف فى نبذ العنف والتطرف باسم الدين فى مصر والوطن العربى؟
الحديث عن دور الأزهر الشريف فى مواجهة قوى التطرف ينطلق من المبادئ السامية للشريعة الإسلامية بل وجميع الرسالات السماوية التى تنبذ التطرف والعنف والإرهاب بكافة أشكاله المادية والفكرية وتتبرأ من فاعليه، والأزهر الشريف في مقدمة المؤسسات تصديا للإرهاب والإرهابيين، والجهود المكثفة التى يقودها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر بنفسه متعددة ومتنوعة، وتؤكد تلك الجهود على أن الدين الإسلامي دين إنساني يهدف إلى تحقيق الأمن والسلام للعالم بأسره وليس لأتباعه فقط، ولذا فإن شيخ الأزهر قد قرر إنشاء بيت العائلة المصرية الذي يجمع بين علماء الأزهر الشريف ورجال الكنائس المصرية، في قلب مشيخة الأزهر، وذلك لترسيخ التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، ولنجاحه الملحوظ تولدت عنه فروع في المحافظات المصرية، ووصلت قمة نجاحاته في تسيير قوافل مشتركة من علماء الأزهر ورجال الكنيسة، حيث يصغي إليهم المصريون من المسلمين والمسيحيين على السواء.
ومن الجهود أيضا تسيير القوافل الدعوية في كافة محافظات مصر، لتبصر الناس بحقيقة العنف والإرهاب، وتحذر من الانخداع بكلمات براقة ماكرة تصدر من أفواه من باعوا ضمائرهم للشيطان مهما رفعوا من رايات وشعارات باسم الإسلام فهو من أعمالهم براء، فلسنا بأحرص على إسلامنا من رسوله– صلى الله عليه وسلم - القائل في حق غير المسلم: »من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين خريفا«. فكيف بمن يقتل مسلما باسم الدين؟! كما أن رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - تعايش مع اليهود في المدينة المنورة وعقد معهم معاهدات سلام لم ينقض واحدة منها.
كما يجب أن ننوه إلى دور علماء الأزهر من الوعّاظ والمعلمين المنتشرين في كافة الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي يوجد بها مسلمون يعلّمون الناس الدين الصحيح، ويدعونهم للتعايش السلمي وعدم نبذ الآخر ليكونوا قدوة في مجتمعاتهم وسفراء لدينهم الحنيف دين السلام، إضافة إلى أبناء المسلمين من أكثر من مائة دولة الذين يدرسون بالأزهر ويقيمون على نفقته ليتعلموا سماحة الإسلام ووسطيته ويعودوا هداة مهديين إلى أوطانهم.
لدى بعض الناس ملاحظات على مناهج التعليم الأزهرى، حيث يقولون إن فيها ما لم يعد يتماشى مع روح العصر وفيها ما يدعو إلى التشدد، فهل هناك خطة لتنقية مناهج التعليم الأزهرى؟ وما الإجراءات المتبعة في هذا الشأن؟
من البدهي أن المناهج التربوية والتعليمية غاية في الأهمية لبناء العقول على أساس سليم، لتكون قادرة على مواكبة العصر ومواجهة التحديات، وهذا يتطلب تحديث هذه المناهج على فترات زمنية متقاربة أو متباعدة حسب الظواهر المجتمعية والمستجدات التي تطرأ على واقع الناس، ويختص التطوير في العلوم بصفة عامة بالأجزاء التي تقبل التغيير أو إعادة التشكيل، وهو ما فعله الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ.د/ أحمد الطيب حفظه الله، حيث شرع في هذا فور توليه مشيخة الأزهر قبل أربع سنوات، فشكّل العديد من اللجان لهذا الغرض، كان آخرها اللجنة التي شرفت بالتكليف بتشكيلها ومتابعة أعمالها بعد أن شرفني باختياري وكيلا للأزهر، وقد انطلقت أعمال اللجنة التي عمل بها وما زال أكثر من مائة خبير في تطوير المناهج من داخل الأزهر وخارجه للعمل على تطوير المناهج التعليمية بعد دراسة مشكلاتها من واقع التطبيق العملي، والتي انحصرت تقريبا في زيادة العبء على طلاب وطالبات وقتنا الراهن، وكثرة عدد المواد مقارنة بمواد التربية والتعليم، وخلو المناهج عن معالجات معاصرة للقضايا التي برزت في السنوات الأخيرة في الوقت الذي تحتوي فيه على موضوعات لم يعد لها تطبيق في الحياة العملية ولا تناسب زماننا، وكان العمل على حل هذه المشكلات يهدف إلى تخفيف العبء الدراسي دون القطيعة مع التراث فهو سمة مميزة للأزهر الشريف وضرورة لتحقيق مقاصد التعليم الأزهري القائم على تراثنا الإسلامي، وفي الوقت ذاته تناول القضايا المعاصرة ومعالجتها في المناهج الأزهرية، والتغلب على هذه المعضلة بحذف المفردات التي لم يعد لتطبيقها مجال في زماننا، مع تبسيط العرض بأسلوب معاصر لا يستعصي على فهم أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، مع مراعاة المراحل العمرية المختلفة ،ومع هذا التطوير والإصلاح الذي يحدث للمناهج هناك خطوات أخرى اتخذت وتتخذ لتطوير العملية التعليمية والنهوض بها، منها: الاهتمام بالمباني التعليمية لتكون لائقة بطلاب الأزهر الشريف، ونقل كنترولات المرحلتين الابتدائية والإعدادية إلى المحافظات للحد من المركزية، كما تم تطبيق نظام الفصلين الدراسيين بداية هذا العام، ويجري تكثيف الدورات التدريبية للمعلمين بكافة أنواعها، كما سيجري إعادة تقييم محفظي القرآن الكريم تحديدا وسيتم تحويل من يثبت عدم ملاءمته للاضطلاع بهذا الدور العظيم لأعمال أخرى، بالإضافة إلى جهود ضبط الانتظام الدراسي وسير أعمال الامتحانات التي تابعها المواطنون في العام الماضي، ويتم تكثيف الجهود هذا العام مع استخدام وسائل وطرق جديدة سيكشف عنها في الوقت المناسب، وعلى المشككين في جهود تطوير المناهج والنهوض بالعملية التعليمية بالأزهر الشريف الانتظار قليلًا حتى يتم الانتهاء من إعداد المناهج الجديدة ليكون النقد مفيدا وموضوعيا وليس تخمينا ورجما بالغيب كما يحلو للبعض.
نرجو من فضيلتكم سعة الصدر في الإجابة عن هذا السؤال لأنه متعلق بشخصك..الجميع يردد أن الهجوم على الأزهر نابع من شخص عباس شومان نتيجة مساندته لنظام الإخوان، كما علق البعض شماعة الهجوم على فضيلتكم بسبب خطبتكم الشهيرة في مسجد الشربتلي لمناصرة الرئيس المعزول محمد مرسي بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره.. فما تعليق فضيلتكم؟
هذا موضوع لا يستحق الرد أصلا والحقيقة فيه واضحة للجميع ولدا لم نرد على أحد لأنه لا وقت لدينا لنضيعه فى مثل هذه المهاترات وقد أوضحت الحقيقة للناس وليس للمهاجمين من خلال بعض القنوات وهذا حق واجب للناس لذا قمت به ،ولا أود إعادة ما سبق ذكره فتاريخي لا يقبل التشويه ومواقفي معروفة حتى للمهاجمين انفسهم وهم أحرار فيما يعتقدون ،ويكفي أن يعرف الجميع موقفي من صكوك الإخوان في مجدهم وأن رفضي لها أوصلني إلى وكالة الأزهر الشريف ،وعليك أن تراجع مواقع وقنوات الإخوان لتعرف ما يقولونه عنى ،ولو كان ما يقوله هؤلاء صحيحا فلماذا أقدم الإخوان على حرق بيتي وتهديدي وأولادي بالقتل ،هذه حملة مغرضة عرفنا من خلفها ولا نهتم بها كثيرا ولا نتابعها أصلا إلا من خلال ما نسمعه من الناس .
أثار بيان الأزهر حول عدم تكفير «داعش» جدلا كبيرا.. فما منطق الأزهر فى هذا الأمر؟
أولا لا يملك أي إنسان على وجه الأرض ولا الأزهر الشريف نفسه أن يكفر أحدا من دون تحقيق ولذا فإن تكفير الأشخاص لا يصدر إلا من القضاء فضلا عن الجماعات ، والبعض يفهم موضوع التكفير خطأ، من الممكن أن أقول إن أفعال «داعش» تؤدي بهم إلى الكفر، ولا يمكن أن أقول إن التنظيم كافر، ونحن لم نقم بمعايشتهم حتى نقول عنهم جميعا أنهم كفار على ما فيهم من نساء وأطفال ومن أجبر على الانضمام إليهم ويحمل اسمهم، فالعلماء مجال حديثهم في التكفير يقتصر على التحذير منه، وبيان خطورته، وبيان الأمور المكفرة دون إسقاط أحكام الكفر على الناس كما يحلو لكثير من الناس في زماننا، وأمر هؤلاء يثير الشفقة عليهم في نفوس العلماء العارفين بخطورة التكفير، ويكفي لبيان غفلة هؤلاء المكفرين للناس قول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم: «إذا قال المرء لأخيه يا كافر فقد باء بإثمها أحدهما،فإن كان كما قال وإلا ردت إليه»، ولعلهم سمعوا يوما قول رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم - لسيدنا أسامة بن زيد منكرا قتله لرجل قال لا إله إلا الله حين أدرك أنه مقتول، قال: «هلا شققت عن قلبه»، وإنكاره – صلى الله عليه وسلم - على سيف الله المسلول سيدنا خالد بن الوليد حين قتل جماعة في معركة بعد أن قالوا: «صبئنا»، وهي مجرد كلمة لا تعني أكثر من الخروج من دين إلى دين آخر، وهي تصدق على من خرج من الإسلام إلى الكفر، ومن خرج من اليهودية إلى النصرانية، ولا تختص بالدخول في الإسلام، ومع ذلك رآها رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كافية وموجبة للتوقف عن قتالهم حتى يعلم حقيقة أمرهم، لاحتمال دخولهم في الإسلام حيث كانوا يقاتلون عليه، ولذا أنكر على سيدنا خالد وتبرأ من فعله قائلا: «اللهم إني لم آمر، ولم أشهد، ولم أرضَ إذ بلغني، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" ثم السؤال ما الذي سيستفيده الناس من الحكم بتكفير داعش من غيره الذي يعنيهم كيفية التعامل معهم ،وهذا أوضحه الأزهر مرارا وتكرارا أنهم جماعة مفسدة فى الأرض محاربة لله ورسوله يجب كف شرهم ولو بقتالهم المفضى إلى قتلهم
محمد عمارة وحسن الشافعي خرجا ببيانات رسمية اعتبرا من خلالها 30 يونيو انقلابا.. فما مبرر الإبقاء عليهما في منصبيهما، وتحديدا الدكتور محمد عمارة الذي يشغل منصب رئيس تحرير جريدة «صوت الأزهر»؟!
الدكتور محمد عمارة أحد أعضاء هيئة كبار العلماء وعضو مجلس تحرير «مجلة الأزهر»، وليس جريدة «صوت الأزهر» .فلم يعدا رئيسا للتحرير بل هو ضمن ثلاثة من العلماء يتولون أمرها وهيئة كبار العلماء أعلى هيئة علمية في الأزهر الشريف الذي هو أعلى مؤسسة تعنى بالشأن الإسلامي في العالم، وكل من فيها علماء ثقات وكبار فعلا، ولا يتخيل أحد أن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذي أشرَف على تكوين هذه الهيئة العلمية المحترمة والذي يرأسها يمكن أن يوافق على اختيار من يعتنق منهجا لا يتفق ومنهج الأزهر الوسطي، أما من ثبت أنه على منهج وفكر الإخوان، واتخذ مواقف تتعارض مع المصلحة العليا للوطن وهو الدكتور يوسف القرضاوي فقد تم استبعاده من الهيئة، وبعض العلماء صدر منه ما اعتبره الناس دليلا على انتمائه للإخوان بعد عزل مرسي من الحكم، لكن من خلال عملي ومنصبي بالهيئة لا أرى ذلك دليلا كافيا؛ لأن الدكتور حسن الشافعي والدكتور محمد عمارة المتهمين بهذا، وافقا على بيان تهنئة الرئيس السيسي بتوليه منصبه رئيسا للدولة، وعلى عزل الدكتور يوسف القرضاوي من الهيئة، ولم يبديا أي اعتراض، وغير ذلك من المواقف التي لا يمكن أن تكون في صالح الإخوان، مع العلم أن البيان الصادر عنهما بعد عزل مرسي لم يمرّ مرور الكرام من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
الغش في المعاهد الأزهرية يزداد يوما بعد يوم ويعتبر ذلك إساءة لمؤسسة الأزهر.
يجب الإشارة إلى أن الحديث عن الغش فى الامتحانات ليس مقصورا على الأزهر فقط، وقد بدأ الغش في الامتحانات في التراجع لا الزيادة كما ذكرت، فهناك زيارات لجميع المناطق بلا استثناء وتصدر قرارات حاسمة ضد كل من يقصر و لا أحد فوق المساءلة والقانون، والقيادة التي يثبت أنها مقصرة أو متهاونة في عملها ترحل ويأتي من يعمل بجد وكفاءة، فلا مكان في الأزهر لغير القادر على العمل بتفان وإخلاص، وقد بدأنا من العام الماضي صحوة تعليمية شاملة فى كافة الاتجاهات وأصبحت المتابعة أكثر حزما، وأتمنى أن تراجع ما قام به الأزهر العام الماضي، حيث ألغينا امتحانات لجان وغيّرنا الأسئلة قبل وصولها للطلاب لمواجهة الغش والتسريب وغيره من الانفلات، وهذه توجيهات صارمة من فضيلة الإمام الأكبر للاهتمام البالغ بملف التعليم، وفضيلة الإمام الأكبر يقود عملية الإصلاح والتطوير بنفسه، ويعمل تحت قيادته فريق من المخلصين للأزهر من القيادات العليا بمشيخة الأزهر وقطاع المعاهد، ولقد قطعنا شوطا لا بأس به في هذا المجال، ونحن نسير في طريق الإصلاح لكننا في حاجة إلى مزيد من الوقت لإتمام عملية الإصلاح والتطوير، فلم نحقق ما نرجوه للتعليم الأزهري بعد، ولكننا نسير بمعدل جيد، وقد تحقق بعض التقدم.
كيف تسلل كل هذا الكم من الغش لدى الطلاب؟! ومن المتسبب في ذلك؟!
هذا الوضع هو ميراث تركه لنا السابقون لكننا لا يمكن أن نلومهم عليهم كثيرا، فالرقابة كانت غائبة وكانت جميع المؤسسات التعليمية تعمل فى جزر شبه منعزلة، لكن اليوم الوضع تغير وجميع المسئولين على قلب رجل واحد ونعمل معا ليل نهار للنهوض بالعملية التعليمية بالأزهر وسنعيد بفضل الله للتعليم الأزهري مكانته وسيرى الجميع عما قريب أننا لن نجد أماكن تسع الطلاب الراغبين في الدراسة بالأزهر.
الجميع يردد في هذا الوقت أن «وسطية الأزهر» محل شك، فما السبب في ذلك؟
كثير من الناس لا يجيدون إلا الكلام ويتفننون في إلحاق الأكاذيب بالمؤسسات الوطنية وفي مقدمتها الأزهر الشريف، ويستحضرني في الإجابة عن هذا السؤال ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
قم في فم الدنيا وحيّ الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا
فهذا أقل ما يستحقه الأزهر وما يطبقه الناس حرفيا في العالم الإسلامي. وقد تبينت هذه الحقيقة خلال الزيارة التي قمت بها بصحبة وفد رفيع المستوى من علماء وأساتذة الأزهر الشريف إلى تايلاند، حيث لمست خلال تلك الرحلة قدر ومكانة علماء الأزهر لدى المسلمين في تايلاند، فبعد يومين من زيارة لا التقاط فيها للأنفاس أراد التايلانديون البوذ حكما وهيمنة تمكين وفد الأزهر من زيارة المسلمين حيثما وجدوا في تايلاند مع حفاوة استقبال حيثما حل وفد الأزهر الذي خصصت له طائرتان مروحيتان كأنهما سيارتا أجرة تسهيلا لتنقلاته وحرصا على زيارة أكبر عدد من الولايات ولا سيما في الجنوب الذي أغلبه من المسلمين، حيث زرنا في يوم واحد فقط ثلاث ولايات من السابعة صباحا حتى صلاة العشاء، وكان في استقبالنا بكل ولاية عدد هائل من أبناء تايلاند شيوخا وشبابا رجالا ونساء، وعند الحديث معهم يشيرون إلى بعض الأشخاص ويقولون هؤلاء تخرجوا في جامعة الأزهر، وكأننا ونحن بينهم في رواق من أروقة الأزهر أو قاعة كبرى من قاعات جامعته العريقة. كان هناك عناية فائقة وتشريفات شرطية وإغلاق جميع الإشارات أثناء مرور وفد الأزهر بصحبة كبار المسئولين في تايلاند وفي مقدمتهم سفير تايلاند في القاهرة، وقد وجدنا كثيرا من التحيات والتقديرات من مسلمي تايلاند لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، «الطيب» اسما وصفة، فأيقنا مع كل هذه الحفاوة والتقدير أن كل ما قدمه الأزهر ولا يزال يقدمه للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لم يذهب هباء رغم محاولات بعض القوى الخارجية استغلال انشغال الأزهر بالأوضاع الداخلية في السنوات الماضية لفرض مناهجها ومسالكها غير الوسطية على المسلمين في هذه البلدان، لكن يبقى منهج الأزهر الوسطي سدا منيعا يصعب اختراقه.
وقد استحضر لدي ذلك المشهد الذي لمسته من مسلمي تايلاند عدة حقائق أحب أن أؤكد عليها، وهي توجيهات صريحة من إمامنا «الطيب»، وهي أن الأزهر الشريف ملك للمسلمين جميعا وليس ملكا للمصريين وحدهم، وعلينا في الأزهر أن نترجم ذلك عمليا وذلك بالتوسع في استقبال أبناء المسلمين من كل بقاع الأرض للدراسة في التخصصات الشرعية والعربية التي يرغبون فيها وتحتاجها بلادهم، بالإضافة إلى إيفاد دعاة الأزهر إلى كل مكان في العالم للقيام بواجب الدعوة الإسلامية ونقل سماحة الإسلام ووسطيته إلى عقول المسلمين وتصحيح صورة الإسلام لدى غير المسلمين، فالأزهر الشريف لا يحتاج إلى من يزايد على دوره دعويا وعلميا ووطنيا.
بصفتك وكيلا للأزهر، لماذا لا تتبنى فكرة إنشاء قناة فضائية؟
قناة الأزهر الفضائية ستنطلق قريبا ونحن نعول على قناة الأزهر كثيرا من أجل تصحيح صورة الإسلام، وقد حاولنا مع بعض القنوات الفضائية قبل أن نفكر فى إطلاق القناة لكن لم نتمكن من توصيل فكر الإسلام الصحيح بصورة كاملة، وربما البرامج الدينية فى هذه القنوات تضر أكثر ما تنفع لأن الفكرة فى كثير من الأحيان تصل مبتورة، وهذا يختلف كثيرا إذا كنت أنت من يعد البرنامج ويأخذ الوقت المناسب في إعداده ويذاع أيضا فى التوقيت المناسب حتى لا تخرج الأفكار مشوهة، لا بد أن تصل الحقائق كاملة، وقناة الأزهر لن تكون دينية فقط إنما ستكون قناة عادية عامة تقدم الأخبار وبرامج الأطفال والبرامج الترفيهية وبرامج التوك شو ولكن بصورة مختلفة، فلن نقدم خبرا لم نتأكد من صحته ولن نجنح إلى خلق صدام أو جدل، فهدفنا أن من يشاهد يقتنع، والقاسم المشترك بين برامج هذه القناة هو الصدق والأمانة والإحساس بالمسئولية والتوافق مع المتفق عليه بين العلماء، كما نؤكد أن الأزهر ليس ضد الفن الهادف والثقافة النافعة بل هو فى قلب دائرة الثقافة، وقد جمعنا لقاء مع المثقفين والكتاب فى مشيخة الأزهر، ونريد أن نتعاون مع المنتجين لإنتاج أفلام ومسلسلات، ولكن يبقى السؤال ماذا نكتب وماذا نقدم؟ لن نكتب ولن نقدم إلا المواد التي تحمل القيم والأخلاق والأفكار الهادفة، وسيكون همنا الأول والأخير هو علاج المشكلات الواقعية في مجتمعنا، نريد غرس القيم الإسلامية والمبادئ الوطنية.. فلدينا جانب مهمل جدا في ثقافتنا وفننا وهو تناول الأدوار العظيمة لعلماء المسلمين وقاماته الكبيرة والتاريخ الإسلامي حافل بأشياء كثيرة جدا لا بد من التركيز عليها وإبرازها.
رحبت بالحوار مع الفاتيكان بلا تحفظات على أن يتم الاتفاق على أسسه؟
الأزهر لا يمانع في الحوار مع أي جهة أو مؤسسة متى كان الحوار يخدم الإنسانية، ومتى أظهرت الجهة تجردا من الانحياز إلى من يعادي الإسلام والمسلمين، وليس هناك أي آليات أو شروط للحوار غير ذلك، لذا نطالب أي جهة تريد الحوار مع الأزهر إظهار حسن النيات بإدانة كل صور الاعتداء على الإسلام ومقدساته، وأن تحذو حذو الأزهر في مناصرة الإنسانية والدفاع عنها وإدانة كل صور الاعتداء على أتباع الديانات متى حدث ذلك.
الأزهر أنشأ مؤخرا لجنة للمصالحات ما هو دور هذه اللجنة؟
لجنة المصالحات التي شكلها فضيلة الإمام الاكبر ، هدفها استثمار ثقة المواطنين في الأزهر، والتدخل لحل المشكلات والأزمات التي ربما تتطور، قبل أن تصبح عصية على الحل، و الإشراف على لجان المنازعات الفرعية الموجودة بجميع المحافظات، التي سبق وجودها تشكيل لجنة الأزهر، ليتدخل الأزهر لحلها، دون التدخل في الأمور القانونية أو التشريعات .
وقد قامت اللجنة بعدة مصالحات في الفترة الأخير فى سوهاج وقنا وأسوان لكن للأسف الشديد الإعلام يحاول تهميش دور هذه اللجنة التي لو تم بثها على الفضائيات لشاهدتم الجموع التي تحتاج إلى استاد رياضي كبيرليسع الآلاف التي حضرت كما حدث في برديس وشطورة ،وقد تمنيت من المولى عز وجل أن يكون الشعب المصري بأكمله متابعا لما جرى في برديس جنوب محافظة سوهاج، فقد كنت أظن أن الحشد العظيم الذي شهدته في صلح الدابودية والهلايل في أسوان الذي وفق الله فيه الأزهر بقيادة شيخه-حفظه الله -توفيقا غير مسبوق في زمن قياسي، يصعب أن يتكرر في صلح آخر، حتى فوجئت بهذه الحشود الكبيرة التي تزيد عن 20 ألف من أبناء برديس والقرى المجاورة ، فالسرادق الذي كنا نجلس فيه لا أظن أن كاميرات الإعلام القليلة التي حضرت الصلح، كانت قادرة على أن تصل إلى آخر مدى للحاضرين فضلا عن مثلهم الذي لم يجد موطئ قدم ولو وقوفا فظلوا يتابعون من الخارج، حتى قال محافظ سوهاج إن المشهد كان بحاجة إلى طائرة تقوم بالتصوير، حقا إنه لمشهد مهيب يبين حب للأزهر الذي تقبلوا حكمه مع أن الجراح عميقة.
والحمد لله لقد نجحت جهود المصالحات الت يقوم بها الأزهر وهناك مصالحات كثيرة في الطريق وبإذن الله سنقضي على عادة الثأر في مصر من خلال العلم والحكمة وثقة المصريين في الأزهر الشريف .
أطلقت مؤخرا مبادرة تحمل عنوان التسامح عقب حادث "شارل ابدو" فهل هناك جهود جديدة للأزهر أو مبادرات ؟؟
باذن الله سوف يشارك الأزهر في حملة وزارة الري لحماية مياه النيل وسوف نطلق مبادرة تحمل عنوان " حماية نهر النيل ضرورة حياة" سندعو من خلالها إلى تضافر كافة جهود الوزارات و المؤسسات لتوعية الناس بأهمية النيل وخطورة تلوثيه على الصحة العامة، والدعوة للضرب بيد من حديد على المخالفين ولكن بعد أن تقوم الدولة بمد شبكات الصرف الصحي لتصل إلى كافة المنازل لاسيما تلك التي تقع على ضفتي النيل والتي تخلو معظم قرى الصعيد والتي تنتشر على طول نهر النيل حتى القاهرة من الصرف الصحي، ولذا لن تفلح العقوبات مهما تعاظمت في منع الناس من الإضرار بباطن الأرض التي تصرف فيها أبيارهم بالنيل الذي يصل إليه حتما الكثير منها لتسربه إلى ماء النيل لقربها منه أو بالصرف المباشر وهو أدهى وأمر ،ومن هذا المنطلق فإن الأزهر الشريف سيسهم بدوره كمؤسسة من مؤسسات الدولة في هذه الحملة المباركة بالعديد من الفعاليات، وسيكون:(استعادة النيل ضرورة حياة) هو العنوان الذي تتبناه قوافل الأزهر في الفترة المقبلة بداية من أسوان إلى الاسكندرية، كما سينظم الأزهر ندوة كبرى بالتنسيق مع وزارة الري في مركز مؤتمرات الأزهر، وندوات أخرى بالمحافظات ليتحدث فيها العلماء والخبراء عن المخاطر التي تهدد النيل وكيفية استعادة شبابه ونقائه وصفائه، كما تم الاتفاق مع معالي وزير الري ووزارة التربية والتعليم على تضمين المناهج قدرا تثقيفيا كافيا يكفي لتحصين الشباب من الوقوع فيما وقع فيه الكبار من إهمال لنهرنا العظيم، ولنعلم جميعا أنه إذا كان الماء أصل الحياة، وكان بقاؤها رهن بوجوده صالحا، فإنه يمكن أن ينقلب إلى وسيلة إفناء، فبالماء أغرق الله قوم نوح وقوم فرعون وتوعد رب العالمين من لايقدرون نعمة الماء العذب بإفساده عليهم قائلا: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}.نعوذ بالله من انقلاب نعمة الماء نقمة علينا.
موقفى من صكوك الاخوان اوصلنى الى وكالة الازهر الشريف
انا ضد الاخوان ولذلك قدموا على حرق بيتى وهددونى واولادى بالقتل
ازهر لايملك تكفير فكر داعش ..والقضاء صاحق الحق فى ذلك
الشافعى وعمارة وافقا على تهنئة السيسى وعزل القرضاوى لأنتمائة للأخوان
لامكان فى الازهر لغير القادر على العمل بتانى وأخلاص
الغش ميراث تركة لنا السابقون وجعلوة فى جزر منعزلة
الازهر ملك للمسلمين وليس للمصريين بأعينهم
قناة الازهر قريبا وليست دينية ولكن بها كافة البرامج والتوك شو
لجنة المصالحات ستقضى على الثأر قريبا ..مصر بلا دم
في بداية الحوار نود أن نتعرف على فضيلة الأستاذ الدكتور العالم الجليل عباس شومان وكيل الأزهر الشريف.. ما هي المحطات العلمية والمناصب التي تقلدتها إلى أن وطئت قدمك مشيخة الأزهر؟
الاسم: عباس عبد اللاه عباس شومان، مواليد شطورة – طهطا – سوهاج. عينت معيدا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر عام 1986م لأنني الأول على الدفعة، ثم مدرسا مساعدا عام 1991م، ثم مدرسا عام 1994م، ثم أستاذا مساعدا عام 2000م، ثم أستاذا عام 2006م، ثم رئيسا لقسم الشريعة عام 2013م، ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية عام 2013م، فوكيلا للأزهر الشريف في العام نفسه.
شغلت منصب رئيس وحدة الجودة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية فى الفترة من 2011م إلى 2013م، ومحكّم باللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة في جامعات الأزهر والأنبار بالعراق واليرموك بالأردن والجامعة الدولية بأمريكا حتى تاريخه، وعميد للمعهد العالي لدراسات التراث بأكاديمية الرائد بالقاهرة خلال الفترة من 2012م حتى 2013م، ونائب رئيس هيئة الرقابة الشرعية للمصرف المتحد، وممثل الأزهر الشريف في لجان الجودة وحلال وزارة الصناعة المصرية، والأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عام 2013م ورئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر.
وبالنسبة للمؤلفات العلمية فمن أهمها كتب عصمة الدم والمال في الفقه الإسلامي – طبع مرتين بمصر في 1996م و1998م.وأحكام التدخين في الفقه الإسلامي – بحث منشور بجامعة الأزهر في 1995م.والعلاقات الدولية في الشريعة الإسلامية – كتاب طبع مرتين بمصر في 1996م.وأحكام الاحتكار في الفقه الإسلامي - بحث منشور في 1997م.وإجهاض الحمل في الفقه الإسلامي – كتاب مطبوع بمصر في 1998م.وتاريخ التشريع الإسلامي ومصادره – طبع مرتين بمصر في 1993و1998م.والخطبة في الشريعة الإسلامية - كتاب مطبوع بمصر في 2000م.والمضاربة الإسلامية – بحث منشور بجامعة الأزهر في 2001م.والحج والعمرة - كتاب مطبوع بمصر في 2001م.وأحكام الصيام - كتاب مطبوع بمصر في 2002م.وأحكام الرهن في الفقه الإسلامي – كتاب مطبوع بمصر في 2003م.وحضانة الأطفال في الشريعة الإسلامية – كتاب مطبوع في 2004م. والخلع في الفقه الإسلامي - كتاب مطبوع بمصر في 2004م. وهناك كثير من المؤلفات لا يسع المقام لذكرها
ما دور الأزهر الشريف فى نبذ العنف والتطرف باسم الدين فى مصر والوطن العربى؟
الحديث عن دور الأزهر الشريف فى مواجهة قوى التطرف ينطلق من المبادئ السامية للشريعة الإسلامية بل وجميع الرسالات السماوية التى تنبذ التطرف والعنف والإرهاب بكافة أشكاله المادية والفكرية وتتبرأ من فاعليه، والأزهر الشريف في مقدمة المؤسسات تصديا للإرهاب والإرهابيين، والجهود المكثفة التى يقودها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر بنفسه متعددة ومتنوعة، وتؤكد تلك الجهود على أن الدين الإسلامي دين إنساني يهدف إلى تحقيق الأمن والسلام للعالم بأسره وليس لأتباعه فقط، ولذا فإن شيخ الأزهر قد قرر إنشاء بيت العائلة المصرية الذي يجمع بين علماء الأزهر الشريف ورجال الكنائس المصرية، في قلب مشيخة الأزهر، وذلك لترسيخ التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، ولنجاحه الملحوظ تولدت عنه فروع في المحافظات المصرية، ووصلت قمة نجاحاته في تسيير قوافل مشتركة من علماء الأزهر ورجال الكنيسة، حيث يصغي إليهم المصريون من المسلمين والمسيحيين على السواء.
ومن الجهود أيضا تسيير القوافل الدعوية في كافة محافظات مصر، لتبصر الناس بحقيقة العنف والإرهاب، وتحذر من الانخداع بكلمات براقة ماكرة تصدر من أفواه من باعوا ضمائرهم للشيطان مهما رفعوا من رايات وشعارات باسم الإسلام فهو من أعمالهم براء، فلسنا بأحرص على إسلامنا من رسوله– صلى الله عليه وسلم - القائل في حق غير المسلم: »من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين خريفا«. فكيف بمن يقتل مسلما باسم الدين؟! كما أن رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - تعايش مع اليهود في المدينة المنورة وعقد معهم معاهدات سلام لم ينقض واحدة منها.
كما يجب أن ننوه إلى دور علماء الأزهر من الوعّاظ والمعلمين المنتشرين في كافة الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي يوجد بها مسلمون يعلّمون الناس الدين الصحيح، ويدعونهم للتعايش السلمي وعدم نبذ الآخر ليكونوا قدوة في مجتمعاتهم وسفراء لدينهم الحنيف دين السلام، إضافة إلى أبناء المسلمين من أكثر من مائة دولة الذين يدرسون بالأزهر ويقيمون على نفقته ليتعلموا سماحة الإسلام ووسطيته ويعودوا هداة مهديين إلى أوطانهم.
لدى بعض الناس ملاحظات على مناهج التعليم الأزهرى، حيث يقولون إن فيها ما لم يعد يتماشى مع روح العصر وفيها ما يدعو إلى التشدد، فهل هناك خطة لتنقية مناهج التعليم الأزهرى؟ وما الإجراءات المتبعة في هذا الشأن؟
من البدهي أن المناهج التربوية والتعليمية غاية في الأهمية لبناء العقول على أساس سليم، لتكون قادرة على مواكبة العصر ومواجهة التحديات، وهذا يتطلب تحديث هذه المناهج على فترات زمنية متقاربة أو متباعدة حسب الظواهر المجتمعية والمستجدات التي تطرأ على واقع الناس، ويختص التطوير في العلوم بصفة عامة بالأجزاء التي تقبل التغيير أو إعادة التشكيل، وهو ما فعله الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ.د/ أحمد الطيب حفظه الله، حيث شرع في هذا فور توليه مشيخة الأزهر قبل أربع سنوات، فشكّل العديد من اللجان لهذا الغرض، كان آخرها اللجنة التي شرفت بالتكليف بتشكيلها ومتابعة أعمالها بعد أن شرفني باختياري وكيلا للأزهر، وقد انطلقت أعمال اللجنة التي عمل بها وما زال أكثر من مائة خبير في تطوير المناهج من داخل الأزهر وخارجه للعمل على تطوير المناهج التعليمية بعد دراسة مشكلاتها من واقع التطبيق العملي، والتي انحصرت تقريبا في زيادة العبء على طلاب وطالبات وقتنا الراهن، وكثرة عدد المواد مقارنة بمواد التربية والتعليم، وخلو المناهج عن معالجات معاصرة للقضايا التي برزت في السنوات الأخيرة في الوقت الذي تحتوي فيه على موضوعات لم يعد لها تطبيق في الحياة العملية ولا تناسب زماننا، وكان العمل على حل هذه المشكلات يهدف إلى تخفيف العبء الدراسي دون القطيعة مع التراث فهو سمة مميزة للأزهر الشريف وضرورة لتحقيق مقاصد التعليم الأزهري القائم على تراثنا الإسلامي، وفي الوقت ذاته تناول القضايا المعاصرة ومعالجتها في المناهج الأزهرية، والتغلب على هذه المعضلة بحذف المفردات التي لم يعد لتطبيقها مجال في زماننا، مع تبسيط العرض بأسلوب معاصر لا يستعصي على فهم أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، مع مراعاة المراحل العمرية المختلفة ،ومع هذا التطوير والإصلاح الذي يحدث للمناهج هناك خطوات أخرى اتخذت وتتخذ لتطوير العملية التعليمية والنهوض بها، منها: الاهتمام بالمباني التعليمية لتكون لائقة بطلاب الأزهر الشريف، ونقل كنترولات المرحلتين الابتدائية والإعدادية إلى المحافظات للحد من المركزية، كما تم تطبيق نظام الفصلين الدراسيين بداية هذا العام، ويجري تكثيف الدورات التدريبية للمعلمين بكافة أنواعها، كما سيجري إعادة تقييم محفظي القرآن الكريم تحديدا وسيتم تحويل من يثبت عدم ملاءمته للاضطلاع بهذا الدور العظيم لأعمال أخرى، بالإضافة إلى جهود ضبط الانتظام الدراسي وسير أعمال الامتحانات التي تابعها المواطنون في العام الماضي، ويتم تكثيف الجهود هذا العام مع استخدام وسائل وطرق جديدة سيكشف عنها في الوقت المناسب، وعلى المشككين في جهود تطوير المناهج والنهوض بالعملية التعليمية بالأزهر الشريف الانتظار قليلًا حتى يتم الانتهاء من إعداد المناهج الجديدة ليكون النقد مفيدا وموضوعيا وليس تخمينا ورجما بالغيب كما يحلو للبعض.
نرجو من فضيلتكم سعة الصدر في الإجابة عن هذا السؤال لأنه متعلق بشخصك..الجميع يردد أن الهجوم على الأزهر نابع من شخص عباس شومان نتيجة مساندته لنظام الإخوان، كما علق البعض شماعة الهجوم على فضيلتكم بسبب خطبتكم الشهيرة في مسجد الشربتلي لمناصرة الرئيس المعزول محمد مرسي بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره.. فما تعليق فضيلتكم؟
هذا موضوع لا يستحق الرد أصلا والحقيقة فيه واضحة للجميع ولدا لم نرد على أحد لأنه لا وقت لدينا لنضيعه فى مثل هذه المهاترات وقد أوضحت الحقيقة للناس وليس للمهاجمين من خلال بعض القنوات وهذا حق واجب للناس لذا قمت به ،ولا أود إعادة ما سبق ذكره فتاريخي لا يقبل التشويه ومواقفي معروفة حتى للمهاجمين انفسهم وهم أحرار فيما يعتقدون ،ويكفي أن يعرف الجميع موقفي من صكوك الإخوان في مجدهم وأن رفضي لها أوصلني إلى وكالة الأزهر الشريف ،وعليك أن تراجع مواقع وقنوات الإخوان لتعرف ما يقولونه عنى ،ولو كان ما يقوله هؤلاء صحيحا فلماذا أقدم الإخوان على حرق بيتي وتهديدي وأولادي بالقتل ،هذه حملة مغرضة عرفنا من خلفها ولا نهتم بها كثيرا ولا نتابعها أصلا إلا من خلال ما نسمعه من الناس .
أثار بيان الأزهر حول عدم تكفير «داعش» جدلا كبيرا.. فما منطق الأزهر فى هذا الأمر؟
أولا لا يملك أي إنسان على وجه الأرض ولا الأزهر الشريف نفسه أن يكفر أحدا من دون تحقيق ولذا فإن تكفير الأشخاص لا يصدر إلا من القضاء فضلا عن الجماعات ، والبعض يفهم موضوع التكفير خطأ، من الممكن أن أقول إن أفعال «داعش» تؤدي بهم إلى الكفر، ولا يمكن أن أقول إن التنظيم كافر، ونحن لم نقم بمعايشتهم حتى نقول عنهم جميعا أنهم كفار على ما فيهم من نساء وأطفال ومن أجبر على الانضمام إليهم ويحمل اسمهم، فالعلماء مجال حديثهم في التكفير يقتصر على التحذير منه، وبيان خطورته، وبيان الأمور المكفرة دون إسقاط أحكام الكفر على الناس كما يحلو لكثير من الناس في زماننا، وأمر هؤلاء يثير الشفقة عليهم في نفوس العلماء العارفين بخطورة التكفير، ويكفي لبيان غفلة هؤلاء المكفرين للناس قول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم: «إذا قال المرء لأخيه يا كافر فقد باء بإثمها أحدهما،فإن كان كما قال وإلا ردت إليه»، ولعلهم سمعوا يوما قول رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم - لسيدنا أسامة بن زيد منكرا قتله لرجل قال لا إله إلا الله حين أدرك أنه مقتول، قال: «هلا شققت عن قلبه»، وإنكاره – صلى الله عليه وسلم - على سيف الله المسلول سيدنا خالد بن الوليد حين قتل جماعة في معركة بعد أن قالوا: «صبئنا»، وهي مجرد كلمة لا تعني أكثر من الخروج من دين إلى دين آخر، وهي تصدق على من خرج من الإسلام إلى الكفر، ومن خرج من اليهودية إلى النصرانية، ولا تختص بالدخول في الإسلام، ومع ذلك رآها رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كافية وموجبة للتوقف عن قتالهم حتى يعلم حقيقة أمرهم، لاحتمال دخولهم في الإسلام حيث كانوا يقاتلون عليه، ولذا أنكر على سيدنا خالد وتبرأ من فعله قائلا: «اللهم إني لم آمر، ولم أشهد، ولم أرضَ إذ بلغني، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" ثم السؤال ما الذي سيستفيده الناس من الحكم بتكفير داعش من غيره الذي يعنيهم كيفية التعامل معهم ،وهذا أوضحه الأزهر مرارا وتكرارا أنهم جماعة مفسدة فى الأرض محاربة لله ورسوله يجب كف شرهم ولو بقتالهم المفضى إلى قتلهم
محمد عمارة وحسن الشافعي خرجا ببيانات رسمية اعتبرا من خلالها 30 يونيو انقلابا.. فما مبرر الإبقاء عليهما في منصبيهما، وتحديدا الدكتور محمد عمارة الذي يشغل منصب رئيس تحرير جريدة «صوت الأزهر»؟!
الدكتور محمد عمارة أحد أعضاء هيئة كبار العلماء وعضو مجلس تحرير «مجلة الأزهر»، وليس جريدة «صوت الأزهر» .فلم يعدا رئيسا للتحرير بل هو ضمن ثلاثة من العلماء يتولون أمرها وهيئة كبار العلماء أعلى هيئة علمية في الأزهر الشريف الذي هو أعلى مؤسسة تعنى بالشأن الإسلامي في العالم، وكل من فيها علماء ثقات وكبار فعلا، ولا يتخيل أحد أن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذي أشرَف على تكوين هذه الهيئة العلمية المحترمة والذي يرأسها يمكن أن يوافق على اختيار من يعتنق منهجا لا يتفق ومنهج الأزهر الوسطي، أما من ثبت أنه على منهج وفكر الإخوان، واتخذ مواقف تتعارض مع المصلحة العليا للوطن وهو الدكتور يوسف القرضاوي فقد تم استبعاده من الهيئة، وبعض العلماء صدر منه ما اعتبره الناس دليلا على انتمائه للإخوان بعد عزل مرسي من الحكم، لكن من خلال عملي ومنصبي بالهيئة لا أرى ذلك دليلا كافيا؛ لأن الدكتور حسن الشافعي والدكتور محمد عمارة المتهمين بهذا، وافقا على بيان تهنئة الرئيس السيسي بتوليه منصبه رئيسا للدولة، وعلى عزل الدكتور يوسف القرضاوي من الهيئة، ولم يبديا أي اعتراض، وغير ذلك من المواقف التي لا يمكن أن تكون في صالح الإخوان، مع العلم أن البيان الصادر عنهما بعد عزل مرسي لم يمرّ مرور الكرام من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
الغش في المعاهد الأزهرية يزداد يوما بعد يوم ويعتبر ذلك إساءة لمؤسسة الأزهر.
يجب الإشارة إلى أن الحديث عن الغش فى الامتحانات ليس مقصورا على الأزهر فقط، وقد بدأ الغش في الامتحانات في التراجع لا الزيادة كما ذكرت، فهناك زيارات لجميع المناطق بلا استثناء وتصدر قرارات حاسمة ضد كل من يقصر و لا أحد فوق المساءلة والقانون، والقيادة التي يثبت أنها مقصرة أو متهاونة في عملها ترحل ويأتي من يعمل بجد وكفاءة، فلا مكان في الأزهر لغير القادر على العمل بتفان وإخلاص، وقد بدأنا من العام الماضي صحوة تعليمية شاملة فى كافة الاتجاهات وأصبحت المتابعة أكثر حزما، وأتمنى أن تراجع ما قام به الأزهر العام الماضي، حيث ألغينا امتحانات لجان وغيّرنا الأسئلة قبل وصولها للطلاب لمواجهة الغش والتسريب وغيره من الانفلات، وهذه توجيهات صارمة من فضيلة الإمام الأكبر للاهتمام البالغ بملف التعليم، وفضيلة الإمام الأكبر يقود عملية الإصلاح والتطوير بنفسه، ويعمل تحت قيادته فريق من المخلصين للأزهر من القيادات العليا بمشيخة الأزهر وقطاع المعاهد، ولقد قطعنا شوطا لا بأس به في هذا المجال، ونحن نسير في طريق الإصلاح لكننا في حاجة إلى مزيد من الوقت لإتمام عملية الإصلاح والتطوير، فلم نحقق ما نرجوه للتعليم الأزهري بعد، ولكننا نسير بمعدل جيد، وقد تحقق بعض التقدم.
كيف تسلل كل هذا الكم من الغش لدى الطلاب؟! ومن المتسبب في ذلك؟!
هذا الوضع هو ميراث تركه لنا السابقون لكننا لا يمكن أن نلومهم عليهم كثيرا، فالرقابة كانت غائبة وكانت جميع المؤسسات التعليمية تعمل فى جزر شبه منعزلة، لكن اليوم الوضع تغير وجميع المسئولين على قلب رجل واحد ونعمل معا ليل نهار للنهوض بالعملية التعليمية بالأزهر وسنعيد بفضل الله للتعليم الأزهري مكانته وسيرى الجميع عما قريب أننا لن نجد أماكن تسع الطلاب الراغبين في الدراسة بالأزهر.
الجميع يردد في هذا الوقت أن «وسطية الأزهر» محل شك، فما السبب في ذلك؟
كثير من الناس لا يجيدون إلا الكلام ويتفننون في إلحاق الأكاذيب بالمؤسسات الوطنية وفي مقدمتها الأزهر الشريف، ويستحضرني في الإجابة عن هذا السؤال ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
قم في فم الدنيا وحيّ الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا
فهذا أقل ما يستحقه الأزهر وما يطبقه الناس حرفيا في العالم الإسلامي. وقد تبينت هذه الحقيقة خلال الزيارة التي قمت بها بصحبة وفد رفيع المستوى من علماء وأساتذة الأزهر الشريف إلى تايلاند، حيث لمست خلال تلك الرحلة قدر ومكانة علماء الأزهر لدى المسلمين في تايلاند، فبعد يومين من زيارة لا التقاط فيها للأنفاس أراد التايلانديون البوذ حكما وهيمنة تمكين وفد الأزهر من زيارة المسلمين حيثما وجدوا في تايلاند مع حفاوة استقبال حيثما حل وفد الأزهر الذي خصصت له طائرتان مروحيتان كأنهما سيارتا أجرة تسهيلا لتنقلاته وحرصا على زيارة أكبر عدد من الولايات ولا سيما في الجنوب الذي أغلبه من المسلمين، حيث زرنا في يوم واحد فقط ثلاث ولايات من السابعة صباحا حتى صلاة العشاء، وكان في استقبالنا بكل ولاية عدد هائل من أبناء تايلاند شيوخا وشبابا رجالا ونساء، وعند الحديث معهم يشيرون إلى بعض الأشخاص ويقولون هؤلاء تخرجوا في جامعة الأزهر، وكأننا ونحن بينهم في رواق من أروقة الأزهر أو قاعة كبرى من قاعات جامعته العريقة. كان هناك عناية فائقة وتشريفات شرطية وإغلاق جميع الإشارات أثناء مرور وفد الأزهر بصحبة كبار المسئولين في تايلاند وفي مقدمتهم سفير تايلاند في القاهرة، وقد وجدنا كثيرا من التحيات والتقديرات من مسلمي تايلاند لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، «الطيب» اسما وصفة، فأيقنا مع كل هذه الحفاوة والتقدير أن كل ما قدمه الأزهر ولا يزال يقدمه للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لم يذهب هباء رغم محاولات بعض القوى الخارجية استغلال انشغال الأزهر بالأوضاع الداخلية في السنوات الماضية لفرض مناهجها ومسالكها غير الوسطية على المسلمين في هذه البلدان، لكن يبقى منهج الأزهر الوسطي سدا منيعا يصعب اختراقه.
وقد استحضر لدي ذلك المشهد الذي لمسته من مسلمي تايلاند عدة حقائق أحب أن أؤكد عليها، وهي توجيهات صريحة من إمامنا «الطيب»، وهي أن الأزهر الشريف ملك للمسلمين جميعا وليس ملكا للمصريين وحدهم، وعلينا في الأزهر أن نترجم ذلك عمليا وذلك بالتوسع في استقبال أبناء المسلمين من كل بقاع الأرض للدراسة في التخصصات الشرعية والعربية التي يرغبون فيها وتحتاجها بلادهم، بالإضافة إلى إيفاد دعاة الأزهر إلى كل مكان في العالم للقيام بواجب الدعوة الإسلامية ونقل سماحة الإسلام ووسطيته إلى عقول المسلمين وتصحيح صورة الإسلام لدى غير المسلمين، فالأزهر الشريف لا يحتاج إلى من يزايد على دوره دعويا وعلميا ووطنيا.
بصفتك وكيلا للأزهر، لماذا لا تتبنى فكرة إنشاء قناة فضائية؟
قناة الأزهر الفضائية ستنطلق قريبا ونحن نعول على قناة الأزهر كثيرا من أجل تصحيح صورة الإسلام، وقد حاولنا مع بعض القنوات الفضائية قبل أن نفكر فى إطلاق القناة لكن لم نتمكن من توصيل فكر الإسلام الصحيح بصورة كاملة، وربما البرامج الدينية فى هذه القنوات تضر أكثر ما تنفع لأن الفكرة فى كثير من الأحيان تصل مبتورة، وهذا يختلف كثيرا إذا كنت أنت من يعد البرنامج ويأخذ الوقت المناسب في إعداده ويذاع أيضا فى التوقيت المناسب حتى لا تخرج الأفكار مشوهة، لا بد أن تصل الحقائق كاملة، وقناة الأزهر لن تكون دينية فقط إنما ستكون قناة عادية عامة تقدم الأخبار وبرامج الأطفال والبرامج الترفيهية وبرامج التوك شو ولكن بصورة مختلفة، فلن نقدم خبرا لم نتأكد من صحته ولن نجنح إلى خلق صدام أو جدل، فهدفنا أن من يشاهد يقتنع، والقاسم المشترك بين برامج هذه القناة هو الصدق والأمانة والإحساس بالمسئولية والتوافق مع المتفق عليه بين العلماء، كما نؤكد أن الأزهر ليس ضد الفن الهادف والثقافة النافعة بل هو فى قلب دائرة الثقافة، وقد جمعنا لقاء مع المثقفين والكتاب فى مشيخة الأزهر، ونريد أن نتعاون مع المنتجين لإنتاج أفلام ومسلسلات، ولكن يبقى السؤال ماذا نكتب وماذا نقدم؟ لن نكتب ولن نقدم إلا المواد التي تحمل القيم والأخلاق والأفكار الهادفة، وسيكون همنا الأول والأخير هو علاج المشكلات الواقعية في مجتمعنا، نريد غرس القيم الإسلامية والمبادئ الوطنية.. فلدينا جانب مهمل جدا في ثقافتنا وفننا وهو تناول الأدوار العظيمة لعلماء المسلمين وقاماته الكبيرة والتاريخ الإسلامي حافل بأشياء كثيرة جدا لا بد من التركيز عليها وإبرازها.
رحبت بالحوار مع الفاتيكان بلا تحفظات على أن يتم الاتفاق على أسسه؟
الأزهر لا يمانع في الحوار مع أي جهة أو مؤسسة متى كان الحوار يخدم الإنسانية، ومتى أظهرت الجهة تجردا من الانحياز إلى من يعادي الإسلام والمسلمين، وليس هناك أي آليات أو شروط للحوار غير ذلك، لذا نطالب أي جهة تريد الحوار مع الأزهر إظهار حسن النيات بإدانة كل صور الاعتداء على الإسلام ومقدساته، وأن تحذو حذو الأزهر في مناصرة الإنسانية والدفاع عنها وإدانة كل صور الاعتداء على أتباع الديانات متى حدث ذلك.
الأزهر أنشأ مؤخرا لجنة للمصالحات ما هو دور هذه اللجنة؟
لجنة المصالحات التي شكلها فضيلة الإمام الاكبر ، هدفها استثمار ثقة المواطنين في الأزهر، والتدخل لحل المشكلات والأزمات التي ربما تتطور، قبل أن تصبح عصية على الحل، و الإشراف على لجان المنازعات الفرعية الموجودة بجميع المحافظات، التي سبق وجودها تشكيل لجنة الأزهر، ليتدخل الأزهر لحلها، دون التدخل في الأمور القانونية أو التشريعات .
وقد قامت اللجنة بعدة مصالحات في الفترة الأخير فى سوهاج وقنا وأسوان لكن للأسف الشديد الإعلام يحاول تهميش دور هذه اللجنة التي لو تم بثها على الفضائيات لشاهدتم الجموع التي تحتاج إلى استاد رياضي كبيرليسع الآلاف التي حضرت كما حدث في برديس وشطورة ،وقد تمنيت من المولى عز وجل أن يكون الشعب المصري بأكمله متابعا لما جرى في برديس جنوب محافظة سوهاج، فقد كنت أظن أن الحشد العظيم الذي شهدته في صلح الدابودية والهلايل في أسوان الذي وفق الله فيه الأزهر بقيادة شيخه-حفظه الله -توفيقا غير مسبوق في زمن قياسي، يصعب أن يتكرر في صلح آخر، حتى فوجئت بهذه الحشود الكبيرة التي تزيد عن 20 ألف من أبناء برديس والقرى المجاورة ، فالسرادق الذي كنا نجلس فيه لا أظن أن كاميرات الإعلام القليلة التي حضرت الصلح، كانت قادرة على أن تصل إلى آخر مدى للحاضرين فضلا عن مثلهم الذي لم يجد موطئ قدم ولو وقوفا فظلوا يتابعون من الخارج، حتى قال محافظ سوهاج إن المشهد كان بحاجة إلى طائرة تقوم بالتصوير، حقا إنه لمشهد مهيب يبين حب للأزهر الذي تقبلوا حكمه مع أن الجراح عميقة.
والحمد لله لقد نجحت جهود المصالحات الت يقوم بها الأزهر وهناك مصالحات كثيرة في الطريق وبإذن الله سنقضي على عادة الثأر في مصر من خلال العلم والحكمة وثقة المصريين في الأزهر الشريف .
أطلقت مؤخرا مبادرة تحمل عنوان التسامح عقب حادث "شارل ابدو" فهل هناك جهود جديدة للأزهر أو مبادرات ؟؟
باذن الله سوف يشارك الأزهر في حملة وزارة الري لحماية مياه النيل وسوف نطلق مبادرة تحمل عنوان " حماية نهر النيل ضرورة حياة" سندعو من خلالها إلى تضافر كافة جهود الوزارات و المؤسسات لتوعية الناس بأهمية النيل وخطورة تلوثيه على الصحة العامة، والدعوة للضرب بيد من حديد على المخالفين ولكن بعد أن تقوم الدولة بمد شبكات الصرف الصحي لتصل إلى كافة المنازل لاسيما تلك التي تقع على ضفتي النيل والتي تخلو معظم قرى الصعيد والتي تنتشر على طول نهر النيل حتى القاهرة من الصرف الصحي، ولذا لن تفلح العقوبات مهما تعاظمت في منع الناس من الإضرار بباطن الأرض التي تصرف فيها أبيارهم بالنيل الذي يصل إليه حتما الكثير منها لتسربه إلى ماء النيل لقربها منه أو بالصرف المباشر وهو أدهى وأمر ،ومن هذا المنطلق فإن الأزهر الشريف سيسهم بدوره كمؤسسة من مؤسسات الدولة في هذه الحملة المباركة بالعديد من الفعاليات، وسيكون:(استعادة النيل ضرورة حياة) هو العنوان الذي تتبناه قوافل الأزهر في الفترة المقبلة بداية من أسوان إلى الاسكندرية، كما سينظم الأزهر ندوة كبرى بالتنسيق مع وزارة الري في مركز مؤتمرات الأزهر، وندوات أخرى بالمحافظات ليتحدث فيها العلماء والخبراء عن المخاطر التي تهدد النيل وكيفية استعادة شبابه ونقائه وصفائه، كما تم الاتفاق مع معالي وزير الري ووزارة التربية والتعليم على تضمين المناهج قدرا تثقيفيا كافيا يكفي لتحصين الشباب من الوقوع فيما وقع فيه الكبار من إهمال لنهرنا العظيم، ولنعلم جميعا أنه إذا كان الماء أصل الحياة، وكان بقاؤها رهن بوجوده صالحا، فإنه يمكن أن ينقلب إلى وسيلة إفناء، فبالماء أغرق الله قوم نوح وقوم فرعون وتوعد رب العالمين من لايقدرون نعمة الماء العذب بإفساده عليهم قائلا: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}.نعوذ بالله من انقلاب نعمة الماء نقمة علينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.