الجزار: ترجمة الأدب من العربية إلى اللغات الأخرى فرض عين على الدولة الشهاوي: المهانة أن نترجم أعمال غيرنا ولا يترجم عنا على مائدة مستديرة ببيت السناري، التقى مساء أمس- الأحد، مجموعة من شعراء وأدباء مصر، بصحبة المترجم الأمريكي «همفري ديفيز»، لمناقشة المعوقات التي تقف حائل أمام ترجمة الأدب العربي للغات الأجنبية. أكد «ديفيز» خلالها، أن هناك اهتمام من دور النشر الأجنبية بترجمة أعمال العرب، قائلًا: أصبح هناك اهتمام بالبعد الزمني للأدب العربي، إذ قامت جامعة نيويورك بترجمة سلسلة كبيرة من أعمال أساتذه الأدب العربي من قبل عصر الإسلام حتى بدايات القرن ال20، أي أنه في المستقبل القريب سيكون في مكاتب لندنونيويورك ساحات كبيرة للأدب العربي القديم. يحاول «همفري» الإجابة على سؤال لماذا الأدب العربي الحديث غير موجود في اللغات الأجنبية؟، إذ يقول: هناك معوقات أمام المترجمين الغرب للأدب العربي أبرزها صعوبة الإقامة للمترجمين الغرب في العالم العربي حتى يستطيعوا فهم البيئة التي يترجمون عنها، أيضًا هناك مشكلة هامة وهي عدم توافر القواميس الخاصة بمصطلحات اللغة العربية الجديدة، لذا من الصعب علينا ترجمة الأدب العربي الحديث.إذ رأى الكاتب حمدي الجزار أن «الأدب» هو الإسهام الوحيد الذي يقدمه العرب للحضارة الإنسانية حاليًا، بعدما تدهور واضمحل العطاء العلمي والتنكولوجي، قائلًا: فن الرواية هو الذي جعل لنا مكانًا في الحضارة الإنسانية، لذا فإن ترجمة الأعمال الأدبية من العربية إلى اللغات الأجنبية فرض عين على الدولة المصرية الآن. فيما انتقد الشاعر أحمد الشهاوي بعض الأدباء العرب الذين فضلوا الكتابة باللغات الأجنبية بدلًا من اللغة العربية، اعتقادًا منهم أنهم بذلك سيصلون للعالمية أسرع، مشيرًا إلى أننا نعاني افتقار خطة مدروسة لترجمة أعمالنا الأدبية للغات الأجنبية، قائلًا: الترجمة في مصر تقوم على المجاملات والمذاج الشخصي، مما يجعلنا نعود للخلف، فنحن نترجم للآخر ولا نتواصل معه حتى نقترب منه أكثر، وهو شىء محرج ومؤسف، لذا أرى أننا في حاجة إلى تبني تجربة جديدة، كتجربة البرتغال مع أديب نوبل «جوزيه ساراماغو»، إذ انتبهت هذه الدولة أن ليس بها كاتب حاز على جائزة نوبل في الأدب، فقامت على مدار 10 سنوات، بنشر أعمال "ساراماغو" في مختلف اللغات حتى عرفه العالم. تابع «الشهاوي»:هناك أعمال مترجمة لكتاب عرب في الخارج، لكنها لا تخرج عن أسوار الجامعات، وهذا لا نريده، نحن نريد أدباء ينتشرون في اللغة نفسها لا داخل فصل بجامعة. كذلك احتكار الجامعة الأمريكية بالقاهرة لترجمة الأدب العربي للغات الأخرى، من أكثر الانتقادات التي أخذها «الشهاوي» على الدولة المصرية التي ابتعدت عن حركة الترجمة وتركت المؤسسات المستقلة تعبث بالكتاب والأدباء، متسائلًا: لما لا تكسر الدولة المصرية احتكار الجامعة الأمريكية ويصبح لدينا مؤسسات أخرى تحفظ كرامة الكاتب العربي؟