تعزيز التعاون الدولى للنهوض بالترجمة على المائدة مارتن فالكن: نتمنى أن نترجم الكثير من الأعمال العربية بيتر شتاينز : لا يمكن تجاهل الثقافة أو الأدب المصري لم ينتهى الكلام عن معوقات الترجمة في العالم العربي، أمس كان الحوار في المائدة مثالا حيا على أن الترجمة جسر الثقافات، فقد كان الضيوف هذه المرة من دول مختلفة، ربما لأن محور اللقاء يتوجب مشاركة دولية فكان يدور حول "تعزيز أهمية التعاون الدولى في النهوض بالترجمة".. أو ربما لأن مشكلة الترجمة العربية تحتاج إلى تضافر جهود مؤسساتنا العربية والمراكز الأجنبية المنتشرة في الكثير من الدول العربية، وقد تولى ترجمة اللقاء المترجم د. طلال فيصل لم تكف د. سهير المصادفة عن التذكير بالمعدلات المتدنية للترجمة في العالم العربي، والتى أقرت بها مؤسسة اليونيسكو من أن معدلات الترجمة غير مرضية، رغم أن الترجمة هي العمود الرئيسي للتقدم وبدونها لا نستطيع الترجمة. وأشارت إلى أن المراكز الأجنبية المنتشرة في الكثير من البلدان العربية يقع عليها أيضا عبء هذا التردي فلها دور مهم وخطير في دعم الترجمة، وكذلك الأمر بالنسبة للمراكز الثقافية العربية في الدول الأجنبية، ما الذي يمكن أن تقدمة من دعم لهذا المنتج، نحن لا نعرف شيء عن المشهد الأدبي في الكثير من الدول الغربية، وتسائلت: هل على الدول أن تدعم ترجمة الأدب والفن لجميع لغات العالم الآن طالما أن هناك تشجيع للجسور والتواصل. وتمنت المصادفة أن يتم رأب صدع الجسور بين المؤسسات العربية والأجنبية، وينقل الكثير من الأدب والفكر العربي إلى اللغات الأجنبية. وقالت: لدينا مشكلة كبرى في الوطن العربي وهى كيفية الحصول على حقوق الملكية الفكرية وما يعانيه الكاتب من عذاب، وهذا يتفق مع ما قاله كاتب مشهور من أن حقوق الملكية الفكرية ستكون أكذوبة القرن الحادى والعشرين، وظلم بين في العالم العربي، نحن نطبع أعداد قليلة من الكتب ولدينا اختلال في توزيع الكتاب بشكل عام والغرب لديهم طفرة تطورية في طباعة الكتاب وقراءته، وبالتالى فإن الحصول على حقوق الملكية في ترجمة أي أدب أجنبى شاق جدا ليس فقط ماليا، وإنما القنوات تكاد تكون مسدودة بين المترجم والمؤسسات المسئولة عن الترجمة. وقال مارتن فالكن المسئول عن الترجمة الهولندية: إن الترجمة في هولندا تدعمها منظمات، متخصصه في الترجمة فقط بشكل نشط ويقدموا الكتيبات التى تعرف بالأدب الهولندى ويدعموا ما يصلح للترجمة وينظموا ورش عمل للمترجمين ودعوات لهم من خلال برنامج الإقامة الذي ينظم للمترجمين للهولندية من بلدان العالم المختلفة، فضلا عن البرنامج الرئيسي لدعم الترجمات من الهولندية للعربية، ونحن ندرك أن المترجمين من الهولندية للعربية قليل جدا لذلك نضطر لاستخدام لغة وسيطه. وحكى فالكن عن تجربة هولندا مع الصين في الترجمة: "عملنا طيلة ست سنوات مع الصين وحتى الآن لازال هناك مئات العناوين التى تمت ترجمتها من الأدب الهولندي إلى اللغة الصينية، ونتمنى أن يحدث هذا مع اللغة العربية" واعترف فالكن أن الأعمال الأدبية تقل في الوقت الحالى ولكن السوق يعيد تنسيق نفسه أى أن درجة أهمية الأعمال تختلف حسب الوقت ويمكن أن تختفي أهميتها، ولكن المنظمة تدعم الكتاب الموهبين كما أننا نقوم بتدعيم أقسام الترجمة في الجامعات سواء المدرسين أو الطلبة، ولكن للأسف نحن نعانى من انخفاض أجور الترجمة لكن نحن تجاوزنا هذا الأمر بأن جعلنا عقود الترجمة ثابته لكل المترجمين حتى نضمن أن أي مترجم سيحصل على نفس الأجر إذا عمل لدى أي جهة، ولكن يجب أن يحصل المترجم على أموال كثيرة لأن الترجمة يجب أن تكون جيدة لأن العمل قد يكون جيدا ويفقد قيمته في الترجمة. ورفض بيتر شتاينز مدير المؤسسة الهولندية لدعم الترجمة وصف حقوق الملكية الفكرية بأنها لعنة وإنما هي شيء مهم لحماية وظيفة الكاتب والناشر، وقال: "ونحن لدينا في المنظمة نعمل على دعم حقوق الملكية الفكرية بأكثر من طريقة منها أن تقترح أو تساهم في اقتراحات الكتب، وكذلك أن تشارك في الحصول على أغلب الحقوق وهذا يحدث مع أغلب الناشرين الذين يتعاملون معهم بالتواصل بين الناشرين وصانعي الكتاب، فضلا عن أننا ندعم حقوق الملكية الفكرية ماديا من خلال برنامج الدعم الذي يدعمه للترجمات". وأوضح شتاينز أن رؤيته للمشهد الثقافي العربي تحتم عليه ألا يتجاهل الثقافة المصرية أو الأدب المصري لأن بها أديب حصل على جائزة نوبل أما هولندا ليس بها من حصل على هذه الجائزة، وقد ترجمت الكثير من أعمال نجيب محفوظ إلى الهولندية وهي تحقق مبيعات كثيرة، لأنه ببساطة استطاع أن يأتي بالرواية الغربية ويدعمها بالنماذج المصرية بشكل يستطيع معه القارئ الهولندي أو الغربي أن يستوعبه ويتعرف على الثقافة المصرية من خلاله، فضلا عن أن هناك بعض الترجمات كانت من العربية إلى الهولندية، وحكى أنه منذ خمسة عشر عام عندما كنت أعمل صحفيا مصورا للمنطقة العربية فكنت مدركا للنجاح الذي حققته الأفلام العربية في هذه الفترة في هولندا، وهذه الأسباب تعتبر اساس قوى يدفعنا للقراءة عن الثقافة المصرية ومعرفة كل شيء عنها. وتحدث المترجم د. محسن فرجانى عن الجهد الذي يمكن لمصر أن تتحرك في اطاره على مستوى قومي، المنطقة العربية كان لديها تصور رائع جدا لخطة الترجمة ففي السبعينيات على المستوى القومى حدثت وحدة للترجمة تتبع إدارة جامعة الدول العربية وهذه الوحدة للأسف لم تستكمل دورها كان لديها تصورات إلا أنها احبطت لم تكتمل، وفي بيروت عام 1997 كان مؤتمر الوزراء المسئولين عن الثقافة في الوطن العربي تم تسجيل أروع خطة للترجمة على المستوى العالمي، وهذه الخطة يمكن الآن أن تكون منطلقا للنهوض بالترجمة في عالمنا العربي، فهو يتحدث عن كيفية إنشاء مدارس للترجمة ومشروع قانون لتنظيم مهنة الترجمة ورأي فرجانى ضرورة البدء في إعداد المترجمين لأن أي مشروع نتمنى أن يكتب له النجاح لابد أن يهتم بالأساس والمترجم هو أساس عملية الترجمة، ويمكن أن يتم هذا بتنفيذ الخطة التى كانت في مؤتمر بيروت والتى وضعت مشروع المعهد العالى العربي للترجمة والمناهج التى يمكن أن يدرس المترجم.