يعانى مرضى الكبد بمحافظة الفيوم من بطء إجراءات صرف الدواء الجديد الخاص بعلاج " فيروس c" وقلة منافذ توزيعه ومواعيد حجز المرضى للكشف بالمستشفيات، والتي طبقاً للحجز الإلكترونى وصلت إلى 2017، إلى جانب غياب دور وزارة الصحة في حمايتهم من شركات إنتاج الأدوية الجديدة الخاصة بعلاج المرض والتي تستغل حاجتهم للعلاج، وتستخدمهم في تجاربها فئران تجارب، وتستنزفهم ماديًّا. والغريب أن شركات الأدوية تستغل المرضى تحت شعار واسم معهد الكبد القومى بالقاهرة، وتستدرجهم إلى التجارب بدعوة من المعهد، وتستقبلهم لجنة من أطباء المعهد مكلفة باختيار المرضى المقرر إجراء تجارب عليهم لدواء جديد تحت الاختبار جارٍ تجربته، ولم يتم الموافقة عليه بعد، ويجبرون المرضى على إجراء تحاليل وفحوصات على نفقتهم الخاصة بمعمل خاص شهير واحد فقط خاص بقيادة كبيرة بالحزب الوطنى المنحل وتكاليف تحاليله عالية، والشيء العجيب أن اللجنة لا تعترف إلا بتقاريره، ويرضخ المرضى ويقبلون ويعرضون أثاث منازلهم للبيع؛ لإجراء التحاليل؛ لإرضاء اللجنة؛ على أمل الشفاء من المرض اللعين. التجربة خاضها صلاح خليفة وكيل وزارة بالمعاش مع أحد أصدقائه الذي سجل اسمه بمكتب مدير معهد الكبد بالقاهرة؛ على أمل الحصول على الدواء الجديد "السوفالدى" الخاص بعلاج "فيروس c"؛ بسبب بطء إجراءات الحصول على العلاج الجديد بالفيوم الذي تقوم وزارة الصحة بصرفه للمرضى ووصول قوائم الحجز والانتظار لمقابلة اللجنة الخاصة بالكشف على المرضى بالفيوم إلى عام 2017. وقال إن مكتب مدير معهد الكبد بالقاهرة أجرى اتصالاً هاتفيًّا بصديقه المريض، وطلب منه الحضور للمعهد ومعه صورة دم كاملة ووظائف الكبد وتحليل للغدة الدرقية، واشترط أن يكون التحليل بالمعمل "المحظوظ"، وحاول المريض الاستفسار عن إجراء التحليل بمعمل آخر، فقوبل طلبه بالرفض، واضطر إلى إجراء التحاليل بناء على رغبة المعهد، وأضاف أنه رافق المريض في رحلته إلى المعهد، وحضر لقاء اللجنة التي اطلعت على التحاليل، وتأكدت من شعار المعمل، ومنحته اللجنة ورقة بيضاء لا تحمل أي دليل على أنها صادرة من معهد الكبد، وطلبت من المريض عمل تحاليل جديدة أخرى أشد تكلفة منها، تحليل "p c r" عددى للفيروس ودلائل أورام "من نفس المعمل"، والحضور بعد إجراء التحاليل. وأكد محمد زغلول (محاسب) أن الأمر تكرر مع أحد أقاربه، واضطر إلى بيع الجاموسة التي كانوا يربُّونها، لتدبير تكاليف وقيمة التحاليل، وذهب فرحاً إلى المعهد لتقديم نتيجة التحاليل؛ على أمل أن يدرج اسمه في كشف تجارب شركة الدواء، لكنه فوجئ أن اللجنة بعد أن حصلت على نتيجة التحاليل، طلبت منه أن يتركها ويعود إلى الفيوم، وينتظر اتصالاً جديداً، وتعددت زيارة المريض للمعهد لعله يجد إجابة شافية توضح سر عدم الاتصال به أو بزملائه، لكنه لم يحصل على إجابة، وعاد يصارع المرض وقد خسر أمواله في التحاليل الطبية. وقال غانم محمد محمود سائق إنه وجه أسئلة إلى الطبيب المخصص بمقابلة المرضى بالمعهد حول سر انفراد معمل التحاليل بإجراء التحاليل للمرضى عبر فروعه بالمحافظات، ولماذا لا تتم التحاليل بمعهد الكبد نفسه وعلى نفقة المريض لإنعاش خزينة المعهد، ولماذا لا يحصل المريض على نتيجة التحاليل المطلوبة على ورقة تحمل شعار معهد الكبد، وطرح مخاوفه أن تكون العملية الغرض منها تنشيط حركة التحاليل بهذا المعمل، ولكن الطبيب رفض الإجابة عن أسئلته، وأشار غانم إلى أنه في عام 2011 تردد على معهد الكبد بالمنوفية لإدراج اسم أحد أقاربه بتجربة مماثلة لعلاج كان يطلق عليه "فيكسين"، وبمجرد تقديم أوراقه للمعهد أجريت له كافة الفحوصات والتحاليل وعينة الكبد والأشعة اللازمة على نفقة المشروع والمعهد، ولم يتحمل أي تكاليف. وطرح إبراهيم محمد عبد العال (موظف في هيئة الأبنية التعليمية) مخاوفه من أن تلك التجارب تتم بعيداً عن أعين وزارة الصحة رغم أن المقابلات تتم بمعهد الكبد بالقاهرة، بعد أن التقى أطباء اللجنة، وأكدوا له أن دورهم هو اختيار المرضى الذين تنطبق عليهم شروط شركة الدواء فقط، و لا علاقة للمعهد بالدواء الذي تجرى عليه التجارب، ويخشى أن يكون المرضى كفئران تجارب لشركات الدواء العالمية، وقال إنه حاول مراجعة مدير المعهد للاستفسار عن الموضوع والتأكد من جديته واقتراح أن يكون التحليل بالمعهد، لكنه فشل في المقابلة، وإنه حاول التواصل معه عبر القنوات الفضائية التي يتردد عليها، لكنه فشل. وطالب صلاح هديب (مبرمج كمبيوتر) بضرورة التغلب على مشاكل المواعيد التي وصلت إلى عام 2017 وضرورة فتح منافذ جديدة بالفيوم لمقابلة المرضى والتقليل من الشروط التعجيزية وتفعيل معامل التحاليل بالمستشفيات الحكومية رفقاً بالمرضى وظروفهم القاسية. ومن ناحيته أكد الدكتور حسام السقا مدير التأمين الصحي بالمحافظة الفيوم أن أول مريض يعالج بوحدة أمراض الكبد التابعة للتأمين من "فيروس c" الكبدي حصل على عقار "سوفالدى" من فرع الهيئة العامة للتأمين الصحي بالجيزة كان يوم 15 ديسمبر الماضي، مشيراً إلى أن الوحدة استقبلت أكثر من 700 مريض من المستحقين للعلاج، وأضاف أن المرضى يعالجون بالنظام الثلاثي "حقن الأنترفيرون لمدة 3 أسابع، بالإضافة إلى مضادات الفيروس الريبافرين، وأقراص السوفالدى العلاج الجديد". وقال مدير التأمين الصحي إن الغرض من صرف علاج "السوفالدى" للمرضى من فرع الجيزة هو سياسة وزارة الصحة لتوحيد مصادر صرف العلاج؛ لمنع التلاعب وصرفه لمستحقيه، بينما يحصل المرضى على حقن الأنترفيرون والريبافرين من وحدة علاج أمراض الكبد بمستشفى التأمين بالمحافظة، وأوضح أن وحدة علاج أمراض الكبد بالتأمين تعمل من الثانية عشرة ظهراً إلى الثالثة عصرًا كل يوم ما عدا العطلات الرسمية، ويشرف عليها أكثر من 15 إخصائيًّا واستشاريًّا، وتعمل تحت رئاسة الدكتور محمد عبد الوهاب الأبجيجى. وأضاف أن الهيئة العامة للتأمين الصحي كلفت أحد المكاتب الاستشارية الهندسية لإضافة طابق جديد بمستشفى التأمين بالفيوم؛ ليصبح عدد طوابق المستشفى الرئيسي 6 طوابق بدلاً من 5 ضمن خطة التطوير الجارية حاليًّا والتي من المقرر أن تنتهي بعد 13 شهراً بتكلفة إجمالية تصل إلى 24 مليون جنيه من موازنة الهيئة العامة للتأمين الصحي، وسيتم استحداث أقسام جديدة بالمستشفى تضم وحدات مركزية للغسيل وتعقيم الأدوات والملابس وأسطوانات الأكسجين وأقسام جديدة للأشعة بدلاً من الوحدات القديمة محدودة الطاقة التي كانت تعمل وتسبب مشاكل بسبب طاقتها المحدودة التي لا تناسب طبيعة العمل بالمستشفى. وأضاف مدير التأمين بالمحافظة أن الهيئة اعتمدت أيضاً 22 مليون جنيه لإنشاء مجمع طبي تابع لفرع التأمين الصحي بمدينة الفيوم لعلاج مرضى الأورام، مشيراً إلى أن الدكتور مدحت شكري وكيل وزارة الصحة بالمحافظة وافق على تخصيص طابقين بمستشفى الفيوم لفرع التأمين؛ لإجراء العمليات الجراحية العاجلة لمرضى التأمين لحين الانتهاء من عملية التطوير، وأكد أن أقسام الاستقبال والعناية الفائقة ووحدات غسيل الكلى والأطفال والباطنة تعمل بالمستشفى الجاري تطويره. وعلمت "البديل" أن الدكتور عزوز منصور على مدير عام مستشفى الفيوم العام أرسل 235 ملفًّا لمعهد الكبد مستوفى جميع التحاليل والأوراق؛ لصرف علاج "سوفالدى" من مستشفيات المحافظة، وأن المستشفى جهز صيدلية واستراحة للمرضى للصرف من المستشفى بدلاً من معهد الكبد بالقاهرة. يذكر أن مرضى الفيوم وزعتهم وزارة الصحة على القاهرة وبني سويف؛ لصرف دواء "سوفالدي".