حلقة جديدة من المعاناة في سلسلة المشكلات التي أثقلت كاهل المواطن البسيط، صرخات واستغاثات مليون نسمة صمَّت آذان المسئولين عنها بالمؤسسات كافة، سواء برئاسة حي غرب شبرا الخيمة أو بوزارة الصحة المعني الأول بالأمر. بدأت الأزمة عام 2005 بإصدار وزارة الصحة قرارًا إداريًّا لحي غرب شبرا الخيمة بهدم مبنى المركز الصحي بمنطقة بيجام؛ لانتشار التصدعات والشروخ بالمبنى وإعادة بناء المركز مرة أخرى، وتحدد ذلك بالفعل قبل 10 سنوات تقريبًا، ومن وقتها لم يشهد أبناء المنطقة تحقق أي من تلك القرارات أو الوعود الكاذبة، حيث تحولت قطعة الأرض المخصصة للمستشفى إلى موقف للسيارات ومكان لتجميع القمامة. "البديل" قام بجولة ميدانية داخل منطقة بيجام بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية لتقصى آراء السكان من أهالي المنطقة ومعرفة كيفية إيجاد البديل الصحي خلال كل تلك السنوات، حيث إن أقرب مستشفى لسكان المنطقة مستشفى ناصر. الأهالي: عشر سنوات دون خدمات صحية.. وأقرب مستشفى على بعد ساعة يقول محمد عبد السلام 60 سنة، أحد قاطني المنطقة: إنهم يعيشون أسوأ درجات الإهمال والتردي في الحالة الصحية، حيث إنه تم هدم الوحدة التي لا تمتلك المنطقة أي بدائل لها وكانت تخدم المواطنين كافة، لكن بعد عمليات الهدم لم يتم أي تجديد للمستشفى، وأصبحت الأرض (خرابة) ومرتعًا لتجارة المخدرات والأعمال المنافية للآداب؛ ولعدم وجود أي علامات أو خطوات لبدء عملية بناء المستشفى مرة أخرى استغلها البلطجية بالمنطقة لتسكين السيارات صباحًا ولتجارة المخدرات مساءً، مشيرًا إلى أن هذا الوضع أصبح عبئًا على المواطنين الفقراء، الذين يحتاجون للخدمة الصحية ولا يمتلكون سوى هذا المستشفى الذي مر على هدمه حوالي 10 سنوات. نطالب بتخصيص ميزانية لبناء الوحدة بدلًا من السور وقالت "سناء" 40 سنة، إحدى ساكنات المنطقة: الأرض كانت وحدة صحية تخدم أكثر من مليون نسمة، وتم اإتخاذ القرار بتجديدها عام 2005، وبالفعل تم الهدم، ولم يتم التجديد حتى الآن، وبعد مرور 10 سنين تقريبًا على الهدم، تم تأجير غرفتين بأحد المباني؛ للعمل كمكتب لتسجيل المواليد والوفيات والغرفة الأخرى للتطعيم بدلًا من المستشفى، عرفنا بعد ذلك من الشكاوى التى قدمناها للحي ولنقابة الأطباء أن هناك شيكًا صدر من وزارة الصحة لحي غرب شبرا بمبلغ 312 ألف جنيه لإنشاء سور لحماية الأرض، مضيفة أنه ليس منطقيًّا بعد هذه السنين أن يصدر شيك لبناء سور، وأنه ما دامت هناك ميزانية، فكان المفروض أن يكتمل بناء المستشفى؛ لأن سكان المنطقة يعانون في الوصول لأقرب مستشفى. البلطجية سيطروا على الأرض لتكون موقفًا للسيارات ومتجرًا للمخدرات وكشف علاء أحمد، 30 سنة، أن قطعة الأرض التي تخص المستشفى أصبحت وكرًا للبلطجية، وبفضل شباب المنطقة تم إخلاء الأرض من البلطجية وتسليمها للإدارة الصحية. وأكمل أن الشباب عاملين نوباتجيات لحماية الأرض خوفًا من عودة البلطجية متسائلًا: إلى متى سيظل هذا الوضع وسيظل شباب المنطقة هم الذين يحمون الأرض بدلًا من بناء الحي المستشفى وبدء العمل فيها؟ وأضاف علاء: نطالب وزارة الصحة، ونحن في بداية سنة مالية جديدة، ببناء وحدة للخدمات الصحية بدلاً من السور، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من ذوي الإعاقة بالمنطقة والأطفال الذين في أمس حاجة لتلك الخدمات الطبية بصفة مستمرة. النقابة تعرض الأمر على الوزارة.. والرد: سنقيم سورًا لحماية الأرض على صعيد آخر أرسلت النقابة العامة للأطباء، في ضوء دورها الذي تقوم به تجاه المجتمع والمريض المصري، خطابًا إلى الدكتور عادل عدوي وزير الصحة، وعرضت الدكتورة مني مينا، الأمين العام للنقابة، استغاثة أهالي منطقة بيجام، بشبرا الخيمة غرب، قائلة: توجد قطعة أرض مخصصة لمركز طبي بيجام، تم إخلاؤه إداريًّا للتجديد والإحلال منذ عام 2005، ومنذ ذلك الحين يستغله البلطجية لمزاولة الأعمال المخالفة والمنافية للآداب العامة. وطالبت وزير الصحة بإدراج إعادة بناء المركز الطبي ببيجام ضمن خطة وزارة الصحة والسكان بالعام المالي الحالي 2014/2015 عقب إخلاء حي غرب شبرا الخيمة الأرض وتسليمها للإدارة الصحية بشبرا الخيمة غرب، بعد ضغط من الأهالي لإعادة بناء المركز الطبي مرة أخرى. وأكدت "مينا" أن الإدارة الصحية أصدرت شيكًا ب 312 ألف جنيه؛ لبناء سور خارجي حول مساحة الأرض، إلا أنه منذ ذلك القرار لم يتم اتخاذ أي إجراءات نحو إعادة بناء المركز الطبي، والأرض عرضة للبلطجة مرة أخرى. وبعد كل تلك الإجراءات والشكاوى تقف الوزارة معصوبة الأعين مكبلة الأيدي، رغم أن القرار بيدها، متغافلة عن حقوق المرضى؛ فقط لأنهم ليسوا ذوي سلطة أو مال، فهل يعقل أن تكون غرفتان تم استئجارهما بديلاً عن المركز الطبي؟ علمًا بأن منطقة بيجام يفوق تعداد سكانها المليون نسمة، وأقرب مستشفى هو "ناصر"، ويبعد أكثر من ساعة، كما توجد صعوبة في الوصول إليه.