يبدو أن المصريين كتب عليهم الحزن والألم، فلم يعد يخلو بيت فى المحروسة إلا ولديه شهيد، سواء نتيجة عمليات إرهابية، أو بيد سلطة القمع والقهر، أو حتى مشجعى كرة القدم الذين يذهبون إلى المدرجات لقضاء أوقات ترفيهية سعيدة يمارسون فيها هوايتهم المفضلة فى تشجيع أنديتهم، ولم يكن يعلمون أنهم سيلقون حتفهم. لم يمر سوى 3 أعوام على «مذبحة بورسعيد» التى راح ضحيتها 72 شهيدا من مشجى النادى الأهلى «ألتراس أهلاوى»، ليتكرر المشهد فى نفس الأيام تقريبا، لكن هذه المرة مع المنافس التقليدى «نادى الزمالك»، الذى قضى 22 مشجعا من «وايت نايتس» حياتهم ثمنا لمباراة كرة قدم. اختلف المكان والزمان والمفعول به، لكن الفاعل واحد، «الداخلية» تستعيد أمجادها فى تصفية الجماهير الكروية من جديد، لكن هذه المرة فى صفوف جماهير نادى الزمالك أمام استاد الدفاع الجوي، بعدما أطلقوا الغاز المسيل للدموع على مشجعين ينتظرون بدء المباراة لينتهى المشهد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، ولم ينطفئ نار أهالي شهداء «ألتراس أهلاوي» ولم تعد المياه إلى مجاريها مع الداخلية، حتى يتجدد الصدام، ومع أول مباراة يسمح فيها بحضور مشجعين لنادي الزمالك، تعود رائحة الدم من جديد. مذبحة بورسعيد.. ثأر الداخلية من الألتراس تعددت المناوشات بين الداخلية وروابط ألتراس أهلاوي، أول الداعمين لثورة يناير وأصحاب الدور البارز فى أهم المعارك التى خاضتها الثورة من موقعة الجمل، إلى مجلس الوزراء، حيث هتف الألتراس ضد الداخلية والمجلس العسكري السابق فى عدد من المباريات التى حضرها داخل المدرجات، لكن كان الرد بمذبحة راح ضحيتها 72 شابا من مشجعي ألتراس أهلاوي فى بورسعيد. ذهب الألتراس وراء فريقه، لم يكن يحمل سوى "تيشرته الأحمر" الذى كان يرتديه داخل المدرجات، وعقب انتهاء المباريات، فوجئت تلك الرابطة بغلق البوابات، لتترك المشجعين فريسة للبلطجية الذين انقضوا على فريستهم وأودوا بحياتهم دون رحمة. 22 شهيدًا من «وايت نايتس» بعد 3 أعوام من المذبحة الأولى ثلاثة أعوام تقريباً مرت على المذبحة الأولى، حتى ارتكبت الداخلية مذبحة جديدة بحق مشجعى نادي الزمالك «وايت نايتس»، فعادت الداخلية لتتألق من جديد فى اصطياد ضحاياها، فمع ازدحام المشجعين أمام أبواب استاد الدفاع الجوي من الذين ذهبوا لمشاهدة المباراة وتشجيع فريقهم، ما كانت من رجال الشرطة إلا وأمطرتهم بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع دون سابق إنذار، ما تسبب فى سقوط ما يقرب من 22 شهيداً. رئيس نادي الزمالك يبرأ الداخلية.. و«الويت نايتس»: المجزة مدبرة قال المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك عقب مباراة الزمالك وانبي في الدوري الممتاز، مساء أمس، إن مجموعات من الألتراس اقتحمت ملعب اللقاء، ولم تكن تحمل تذاكر للدخول، مشيرًا إلى أن الأمن حاول منعهم حفاظًا علي ترسيخ دولة القانون، ووصف "منصور" المجموعات التي حاولت اقتحام الملعب بالبلطجية، وبرأ الداخلية من قتلهم. وعلى الجانب الآخر، نشرت رابطة مشجي النادي الزمالك "وايت نايتس" بياناً عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ردًا على أحداث استاد الدفاع الجوي والتي راح ضحيتها ما يقرب من 22 مشجعا، أوضح أن «المجزرة مدبرة.. قتل مع سبق الإصرار والترصد». ولفت البيان إلى أن القفص الحديدي الذي مات معظم الناس فيه، تم تركيبه قبل الماتش بيوم واحد ولم يتم استخدامه مطلقاً في مباريات كرة القدم في مصر ولا في العالم، كما أضاف: «مرتضى منصور اشترى التذاكر كلها قبل المباراة باتفاق مع الداخلية، واتصل بمدحت شلبي قبل المباراة وأخبره أن هناك مفاجأة تنتظر الوايت نايتس اليوم»، واختتم البيان: «قالها شوبير للوايت نايتس، ستمر الدولة على أجسادكم، فقط احفظوها للتاريخ.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».