فقر الدم، السمنة، الهزال، التقزم، الجلطات، السكر، الضغط، ارتفاع الكوليستيرول.. أكثر الأمراض الناتجة عن سوء التغذية انتشارا بمصر، وجاء غياب دور الدولة في كيفية القضاء على سوء التغذية ليكمل على الأسر الفقيرة والمستضعفة. قال الدكتور سالم سلام، أستاذ طب الأطفال والتغذية بجامعة المنيا، إنه من خلال الحصر الذي تم لأكثر أنواع أمراض سوء التغذية انتشارا في مصر جاء "التقزم" على رأسها، وهو أن يكون الطفل أقصر مما ينبغي نتيجة لسوء التغذية الشديد والمزمن، والهزال نتيجة لسوء التغذية الحاد بالنسبة للأطفال. ووصلت نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية الحادة لفترة قصيرة من حياتهم إلى 23% من بينهم 18% يعانون من "التقزم" وذلك نتيجة لنقص السعرات الحرارية والبروتين أو عن طريق تناول وجبات طعام غير متوازن في عناصر تكوينه. وأكمل سلام: من ضمن أمراض سوء التغذية ونقص العناصر الأساسية "الأنيميا" نقص الحديد" وتنتج عن قلة الحديد في الغذاء، حيث يدخل الحديد في تكوين الهيموجلوبين بالدم "كرات الدم الحمراء"، فيؤدي نقص الحديد إلى نقص الهيموجلوبين وبالتالي يعانى الشخص المصاب من نقص تزود الألياف بالمقدار الكافي من الأكسجين الذي يحتاجه الجسم، وهو ما يعرف بالأنيميا أو فقر الدم، وتتلخص أعراض الأنيميا في مثل هذه الحالات بالشعور بالضعف والتعب والدوار والصداع وضربات القلب السريعة وقصر التنفس وبهتان لون الجلد وضعف الأظافر وسهولة تقصفها وتشقق زوايا الفم. وهناك نوع آخر للأنيميا وهو أنيميا الخلايا الكبيرة: وتشمل الأنيميا الخبيثة وتكون نتيجة نقص فيتامين ب12 مما يؤدي إلى نقص في تكوين كرات الدم الحمراء. أما مرض الكساح فهو ينتج عن نقص فيتامين د الذي يساعد على عملية تكوين العظام من مادة الكالسيوم وينشأ عن نقص هذا الفيتامين إما كساح عند الأطفال أو لين العظام في السيدات الحوامل نتيجة لهدم العظام بسبب إمداد الجنين في داخل رحم الأم الحامل بالعناصر الغذائية اللازمة لبناء عظام الطفل وذلك في حالة نقص هذا الفيتامين في غذاء الأم الحامل. أرجع دكتور سلام أسباب انتشار أمراض نقص أو سوء التغذية الحادة بمصر إلى الفقر والذي يعد من الأسباب الرئيسية حيث ترتفع نسبة الإصابة في الأرياف وبعض محافظات وسط الصعيد مثل الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، و ذلك لاعتبارها المحافظات الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية نتيجة لقلة دخل المواطنين ولعدم قدرتهم على توفير العناصر الغذائية المتكاملة فى الوجبات الغذائية للكبار والأطفال على حد سواء. ولفت سلام إلى أن علماء التغذية في مصر توصلوا إلى بدائل للبروتين بشكله المعروف كاللحوم والدواجن تتناسب مع دخل الأسر الفقيرة حتى يتمكنوا من تغذية أبنائهم تغذية سليمة و ذلك مثل البطاطا الحمراء، والعصائر الطازجة، البرتقال، الموز، الجوافة، البطاطس، العجوة، البليلة، منتجات الألبان بمختلف أشكالها، الحلاوة الطحينية، العسل الأسود، والبيض. فكلها منتجات زهيدة الثمن وتعطى أفضل صور للتغذية، وبدائل طبيعية للبروتين الحيواني. فيما أكد الدكتور مصطفى محمود، أستاذ التغذية بكلية طب القصر العيني أن السمنة من الأمراض الناتجة عن التغذية الزائدة، أو الزيادة في تناول سعرات أكثر من المعدل الذي يحتاجه الجسم، وهي موجودة بمصر بنسبة معادلة للنسب العالمية. ويضاف إلي ذلك، الضغط والسكر والجلطات وارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم، كل هذه الأمراض انتشرت في الفترة الأخيرة بصورة مبالغ فيها، وهي ناتجة عن سوء التغذية بسبب الزيادة في السعرات الحرارية بصورة مفرطة ولعدم وجود توازن في الوجبات الرئيسية. وأشار محمود إلى وجود طرق كثيرة لعلاج سوء التغذية سواء على مستوى الأطفال أو الكبار، فهناك برامج يتم توضيحها للأم وتنقسم لثلاث مراحل: الأولى، منذ الولادة وحتى 6 أشهر، و تعتمد بالأساس على الرضاعة الطبيعية، والثانية"، من 6 أشهر وحتى سنة، ويتم فيها إدخال عناصر تكميلية مع الرضاعة الطبيعية، والثالثة من سنة وحتى سنتين وهي التي يأكل فيها الطفل جميع العناصر. أما بالنسبة للكبار، فيكون التوازن في العناصر الرئيسية عامل رئيسي في التغلب على زيادة التغذية أو سوئها". أكد دكتور سالم سلام أستاذ طب الأطفال أنه كانت هناك برامج تطرح طرق كيفية التغذية السليمة والصحيحة من قبل وزارة الصحة ولكنها انهارت في السنوات الأخيرة نتيجة لعدم وجود ميزانية كافية.