بالصور.. معديات النيل بالمنيا تؤكد أن أرواح المواطنين بلا قيمة وتصريحات المسئولين لا تسمن ولا تغني من جوع

تصوير: محمد حكيم
عادت مجددًا معديات الموت بمحافظة المنيا لتخطف أرواح مستقليها في مشهد يتكرر من حين لآخر، رغم تصريحات المسئولين بدءًا من المحافظ الأسبق اللواء أحمد ضياء الدين والحالي اللواء صلاح الدين زيادة، ورغم انتفاضة الغضب لدى الأهالي في كل حادثة.
لم تمضِ 3 أشهر على حادث معدية "أولاد علي" بقرية "عرب الزينة" بمركز سمالوط الذي راح ضحيته أكثر من 37 شخصًا سقطوا أثناء استقلالهم سيارة نصف نقل كانت على سطح المعدية تعبر للبر الثاني؛ لتشييع جثمان سيدة، وذلك يوم 10 أكتوبر من العام الماضي؛ لتسقط مساء أمس الثلاثاء سيارة كانت تستقل المعدية ذاتها؛ لتنقل رفات ميت للبر الثاني؛ ما تسبب في غرق "وائل سيد كامل"، وإصابة "حمادة عطية محمد" الذي تم انتشاله قبل غرقه. وكل ما تغير في الفترة ما بين الحادثتين هو إخلاء النيابة العامة بالمنيا، الأحد الماضي، سبيل سائق السيارة النقل في الحادثة الأولى.
وتكرارًا لحوادث المعديات غرق 13 آخرون فى حادث معدية مركز أبو قرقاص عام 2007، وغرق 19 آخرون فى مركز دير مواس في نفس العام، كما غرق 12 شخصًا عام 2011 جراء سقوط سيارة ربع نقل من معدية قرية السرارية بمركز سمالوط. وفى مركز أبو قرقاص سقطت سيارة ربع نقل من معدية كان يستقلها 7 ركاب نجوا من الغرق.
تصريحات المسئولين لم تغير واقعًا، ولم تمنع مزيدًا من حوادث المعديات، فرغم قرار المحافظ الحالي اللواء صلاح الدين زيادة تشكيل لجان للمرور على المعديات والتأكد من صلاحيتها وإجراءات الأمن والسلامة النهرية واعتماد بوابات حديدية ومراجعة أطقم التشغيل وتدريبهم، وذلك على خلفية حادثة معدية "أولاد علي" بسمالوط أكتوبر الماضي، سقطت أمس سيارة أخرى من المعدية ذاتها!
ومن المحافظ الحالي للمحافظ الأسبق اللواء أحمد ضياء الدين الذي هدد في سبتمبر 2008 بإقصاء المسئولين عن المعديات والمراسي النيلية بدءاً من المشرفين على توافر اشتراطات السلامة والأمن على الشواطئ، ثم رؤساء الوحدات المحلية بالقرى والمراكز، وذلك بعد تكرار حوادث غرق السيارات، إلا أن شيئًا لم يتغير.
وبحسب إحصاءات شرطة المسطحات المائية تعمل 178 معدية على ضفاف نهر النيل بالمحافظة، بينها 32 معدية حكومية و51 معدية لا تعمل بترخيص. ويؤكد العميد ناصر عثمان، مدير شرطة المسطحات المائية بالمنيا، أنه تم تحرير 245 مخالفة للمعديات فى شهرى يناير وفبراير الماضيين بمختلف مراكز المحافظة.
«البوابات الخلفية المتحركة» السبب الرئيسي في تكرار حوادث المعديات، حيث لا يهتم رواد المعديات بإغلاقها، وهي من أهم عوامل الأمن والسلامة، وتبين أن من بين محاضر المخالفات 42 محضرًا خاصًّا بعدم توافر أدوات الأمن والسلامة، بجانب غياب الرقابة على المعديات وعدم وجود طاقم البحارة بكامل قواه البشرية وعدم التزام الطاقم والمستقلين بالقوانين المنظمة للسير الملاحي.
يذكر أن محافظة المنيا تضم 9 مراكز طولية جميعها تطل على نهر النيل بطول 145 كم، ولا يوجد بها سوى 3 كباري على النيل بمراكز "المنيا- بني مزار- ملوي".