قال موقع "دويتش فيله" إن مالي ما زالت ترزح تحت نير الاضطرابات منذ الانقلاب العسكري الذي حدث في البلاد مارس 2012، وتنازعت بعده "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين" اللتين يشتبه في علاقتهما بتنظيم القاعدة، وقاموا بالسيطرة على مناطق شمالي البلاد، قبل أن يشن الجيش المالي، مدعومًا بقوات فرنسية، عملية عسكرية في الشمال يناير 2013 لاستعادة تلك المناطق . وتابع الموقع أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد، شمالي مالي ، طالبت بتحقيق دولي ، فيما تقول إنه قصف شنته طائرات أُمميّة، الثلاثاء الماضي، على مواقع بالإقليم، خلف مقتل 7 مُسلحين من الحركة المطالبة باستقلال أزواد. وأعلنت الحركة، وهي إحدى مجموعات تنسيقية الحركات الأزوادية، في بيان لها الجمعة، تعليق التنسيق الأمنيّ مع القوات الأممية في شمال مالي، المعرُوفة اختصاراً ب"مينوسما"، "إلى إشعار آخر"، وذلك على خلفية القصف الجوي. وقال موسى أغ الطاهر، المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد، في مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم بالرباط، إن الأممالمتحدة مطالبة بتوضيح موقفها حول الأحداث التي وقعت في منطقة "تابنكورت"، مطالباً قوات "المينوسما" بتقديم اعتذار رسمي ل"شعب أزواد"، و"تعويض عائلات وأُسَر القتلى والجرحى". واتهم المتحدث سلطات باماكو بالتخطيط للقضاء على الحركة وإفشال تنسيقها مع باقي الأطراف، خاصة التحالف الشعبي من أجل أزواد، وتنسيقية الحركات الأزوادية، في المطالبة بالاستقلال شمال مالي، وأيضا في "إضعاف المفاوضات الجارية حاليا في العاصمة الجزائر"، وذلك عبر "تسخير ميليشات تابعة للجيش المالي" قال إنها مُموّلة من تجارة المخدرات. وتابع أغ الطاهر أن حركته تتعرض لهجوم من جهات مختلفة، أبرزها "الحكومة والجيش الماليين" وقوات "مينوسما"، إلى جانب من وصفها بالتنظيمات الإرهابية، خاصّاً بالذكر حركة "التوحيد والجهاد" و"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وطالب أغ الطاهر بفتح تحقيق دولي "محايد" في حيثيات قصف الطائرات الأممية لمواقع بمنطقة أزواد، مشيرا إلى أن تلك الطائرات كانت مزودة بكاميرات مراقبة "من شأنها أن تسهل التعرف على حقيقة ما وقع". كما طالب المجتمع الدولي، الذي قصد به من وصفها ب"الدول المحورية التي تمتلك حق الفيتو وتتمتع بالمسؤولية"، بالتدخل العاجل من أجل "إعطاء ضمانات كافية لشعب أزواد تدعم حمايته من عدوان الأعداء والنزعات العدوانية لسلطات باماكو". وكشف المتحدث أن الجولة القادمة من مفاوضات السلام، التي تجمع زعماء المجموعات المسلحة الأزاودية بسلطة باماكو وتحتضنها الجزائر، ستنظم يوم 8 فبراير القادم. وأضاف "يجب أن تكون جولة حاسمة للتوصل إلى حلّ منصف يرقى للتطلعات الشرعية للشعب الأزوادي"، فيما دعا إلى تنظيم ملتقى دولي من شأنه أن يوضح مواقف كل الأطراف. وتواصل القوات الأممية "مينوسما" انتشارها شمالي مالي لحماية السكان، في وقت بلغ فيه النزاع أشدّه بين المجموعات المسلّحة للسيطرة على مدينة "تابانكورت" التابعة لمنطقة "غاو" بالشمال الشرقي للبلاد