تشهد محافظتي شمال سيناءوالإسماعيلية، حالة من الذعر بين الأهالي، خوفًا من انتشار مرض "الليشمانيا" الجلدية وانتقاله من جنوبسيناء بعد تفشي المرض هناك وإصابة أكثر من 30 حالة، كما أثار انتشار المرض تخوف العاملين بالقطاع السياحي وطلاب المدارس . "الليشمانيا" الليشمانيا الجلدية " Cutannious leishmaniosis " مرض طفيلي ينتقل نتيجة لدغة أنثى ذبابة الرمل " Sand fly " للإنسان، وغالبًا ما ينتقل الطفيلي للذبابة عن طريق الفئران والجرابيع التي تعتبر العائل الرئيسي للمرض، في حين تعتبر ذبابة الرمل هي ناقل المرض للإنسان من خلال اللسعة أو اللدغة، ويظهر المرض على شكل حبة أو قرحة مكان الإصابة، ويتم الشفاء بالعلاج خلال 6- 9 شهور، وغالبًا يستخدم عقار ("Estiban"وهو نفس العقار المستخدم في علاج البلهارسيا . يظهر مرض "الليشمانيا" في مكان اللسعة على شكل قروح تشبه فوهة البركان مساحتها عدة ملليمترات، ويمكن أن تتسع إلى سنتيمترات عدة تصاحبها حكة، وتترك آثارًا على الجلد تدوم مدى الحياة حتى بعد العلاج، وهي على شكل ندوب وأحيانًا تؤدي إلى تشوه كبير . وتشير التقارير الطبية إلى أنه يمكن التأكد من هذا المرض الجلدي في الفترة الأولى عبر أخذ عينة من القرحة يتم اختبارها في المختبر أو عبر اختبار للدم . "الليشمانيا" أحد الأمراض المستوطنة بسيناء وانتشرت خلال الفترة السابقة بالعديد من المناطق بالكونتلا وسد الروافعة والقسيمة والحسنة ونخل وبعض المناطق بجنوب الشيخ زويد ورفح . هذا وهناك نوعان من "الليشمانيا" إحداهما خطيرة وقاتلة ويطلق عليها "الليشمانيا الحشوية"، ولا توجد حتى الآن في شمال سيناء أو مصر، ويصاحب الإصابة بها ارتفاع في درجة الحرارة وتضخم في الكبد والطحال وتؤدي إلى الموت أحيانًا، والنوع الآخر هو "الليشمانيا الجلدية" وهو المستوطن بشمال وجنوبسيناء والمنتقل مؤخرًا للإسماعيلية . "الليشمانيا" تجتاح جنوبسيناء في نهاية العام الماضي 2014 ظهرت بوادر أزمة حقيقية في محافظة جنوبسيناء البلد السياحي في الدرجة الأولي، حيث أصيب نحو 33 حالة بالمرض الناتج عن لسعات الذبابة الرملية أغلبهم من مدينة رأس سدر، ومن جانبه أكد الدكتور "عمرو قنديل" رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، أنه تم علاج الحالات بالكامل، موضحًا أنه سافر ليتابع الحالات بنفسه ولرصد الوباء في المحافظة . كما أشار الدكتور "محمود فتح الله" وكيل وزارة الصحة بجنوبسيناء، إلى أن المرض غير معدي، وأوضح أن الذبابة الرملية معروفة للبدو الذين يقيمون في الوديان الجبلية وبعضهم يعالجها بالكي، لافتًا إلى أن المريض يشفى منها، وتختفي أي آثار للسعاتها خلال 6 أشهر حتى لو لم يتم علاجها، وأضاف أن مديرية الصحة شكلت فرقًا لمكافحة الذبابة الرملية في منطقة رأس سدر للقضاء على أي وجود لها، مشيرًا إلى أنه تم علاج المصابين . ويقول "جمال محمد" من مدينة رأس سدر، إن المرض أساسه محافظة شمال سيناء، وكان قد انتشر بها من قبل، مؤكدًا أن المرض ظهر وانتشر في مدينة رأس سدر بجنوبسيناء لأنها الأقرب لمدينة نخل بوسط سيناء التي انتشر بها المرض من قبل، وفقًا لانتقال المواطنين من شمال إلى جنوبسيناء . "الليشمانيا" على أبواب شمال سيناء مرض "الليشمانيا الجلدية" لم يكن بجديد على محافظة شمال سيناء، فهو موجود منذ زمن بعيد ولكن انتشاره بشكل كبير في الآونة الأخيرة بمحافظة جنوبسيناء وإصابة 33 حالة تسبب في إثارة الذعر بين المواطنين بالشمال، والمرض معروف للبدو الذين يقيمون في الوديان الجبلية وبعضهم يعالجها بالكي، دون اللجوء للمستشفيات . ويقول "محمود علي" موظف من العريش، إن الذباب الرملي معروف لدى البدو في شمال وجنوبسيناء، ويعالجون لسعته بالكي، ولكن تحدث حالات فردية قليلة، إنما الملحوظ في الآونة الأخيرة بجنوبسيناء وارتفاع الحالات المصابة ل33 يثير القلق وينذر بانتشار المرض ك "وباء" . ظهور أول حالة مصابة ب "الليشمانيا" في الإسماعيلية ظهرت أول حالة مصابة ب "الليشمانيا" الجلدية بقرية "سرابيوم" في الإسماعيلية وهي منطقة ريفية بالمحافظة، حيث وصل إلى المستشفى الجامعي طفل يعاني من تضخم أنفه وحالته غامضة، وقد تم تحويله إلى مستشفى "الدمرداش" بالقاهرة، وتم اكتشاف المرض هناك، وأخطرت الوزارة مديرية الإسماعيلية للسيطرة على المرض، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للمنطقة التي يقيم بها المريض التي ثبت أنها منطقة زراعية . وقد تسبب انتشار الخبر في حالة من الفزع لدى الأهالي بالمحافظة، خوفًا من تفشي المرض كما حدث في جنوبسيناء ووصول الحالات ل33 بالرغم من علاجهم جميعًا . العلاج والوقاية من المرض وعلى الرغم من عدم اكتشاف لقاح أو دواء يمنع الإصابة ب"الليشمانيا"، إلا أن المعلومات الطبية تشير إلى أن العلاج يتم من خلال الأدوية المضادة للحيوية سواء من خلال وضعها على الجلد المصاب أو عبر تناولها بالفم، وتغطية الأماكن المصابة بضمادات معقمة . ويزداد انتشار المرض على فترات موسمية خصوصًا في نهاية الخريف والربيع، وتنشط هذه الذبابة في آخر النهار وأول الليل وتطير على ارتفاع منخفض على سطح الأرض، وتسبب حدوث مضاعفات تنفسية. أما الوقاية تتم في الدرجة الأولى بالانتباه والوقاية من البعوض الرملي، علمًا بأن حجم كل بعوضة أصغر بثلاث مرات من حجم البعوضة العادية، أي أنها تستطيع الدخول من ثقوب صغيرة للغاية . وعن الأمصال قال الدكتور "محمد عزيزي" وكيل وزارة الصحة بالسويس، إنه لا يتوافر أدوية علاجية للمرض في القطاعات الصحية، حيث تتوافر أمصالها فقط بمركز الأمراض المستوطنة التابع للوزارة وهو الجهة الوحيدة التي تمد المحافظات، بتلك الأمصال حال تواجد المرض الناتج عن الذبابة .