تبذل القاهرة جهودا مكثفة لجمع كافة أطياف المعارضة السورية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي عصفت بالبلاد منذ 4 سنوات، في محاولة لإعادة دور القاهرة الإقليمي خاصة أن الأمن القومي المصري يبدأ من سوريا، وبحسب مصادر مطلعة بوزارة الخارجية فإن الحوار السوري يهدف لتوحيد موقف الفصائل والتيارات المعارضة، والتوافق بشأن صياغة "وثيقة سياسية" لحل الأزمة والتمهيد لإجراء لقاء تشاوري موسع متوقع أن تستضيفه العاصمة المصرية في وقت لاحق. يأتي حوار المعارضة المقرر خلال الفترة من 22 إلى 24 شهر يناير الجاري، تحت رعاية "المجلس المصري للشؤون الخارجية"، حيث يستضيف مقر المجلس اجتماعات المشاركين في الحوار من فصائل المعارضة السورية المختلفة. وقال "المجلس المصري للشؤون الخارجية إن "اللقاء يضم مجموعة من الشخصيات الوطنية السورية لبحث الأزمة في سوريا وكيفية الخروج منها، وذلك بمقر المجلس". ويرى المحللون أن مصر تستضيف الحوار بعدما فشلت المعارضة السورية في التوحد وانقسامها إلى عدة جبهات بين تركيا وقطر والسعودية خاصة أن القاهرة ترعى الحوار على أساس الحل السياسي للأزمة الذي يحفظ وحدة الأراضي السورية، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مقابلته مع صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن "حل الأزمة السورية لا بد أن يتم بشكل سلمي ومن خلال الحل السياسي، فما يحدث في سوريا اليوم ليس من مصلحتنا أبدا، ويجب أن يكون هناك عمل جاد من أجل إنهاء الأزمة هناك، ولا بد من موقف واضح من الجماعات الإرهابية والمليشيات التي تتسبب في تفاقم الأزمة السورية". وعن وضع الرئيس بشار الأسد في الحل السياسي، قال السيسي "أعتقد أن وضع الرئيس الأسد سيكون جزءا من عملية التفاوض والاتفاق إذا ما تم الاتفاق والتوافق بين جميع الأطراف، وما دام سيكون هناك حوار بين النظام والمعارضة". وبعيدًا عن الحل السياسي الذي تنادي به الادارة المصرية؛ طالبت الرياض والدوحة الإدارة الأمريكية بتوسيع تدخلها العسكري في سوريا عبر فرض «منطقة حظر طيران لحماية من سيتم تدريبهم من غارات الطيران السوري»، وذلك قبل أيام من انعقاد مؤتمر موسكو السوري، حيث تدوالت معلومات عن زيارة وفد من اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ الأمريكي، برئاسة رئيس اللجنة السيناتور جون ماكين، الرياض والدوحة لبحث حظر الطيران خلال الأيام الماضية. وفي الوقت نفسه تحضر روسيا لمؤتمر سينعقد في موسكو يجمع بين الحكومة السورية والمعارضة حيث أعلنت روسيا أن المؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، سيكون خطوة لتقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، حيث قال وزير خارجية روسيا "سيرجي لافروف": "اننا نريد المساعدة على التحضير لجولة جديدة من المحادثات تأخذ في الاعتبار أخطاء اجتماعات جنيف السابقة". تشارك روسيا مصر الرأي في أن الحل السياسي للأزمة السورية هو الحل الوحيد لايقاف الأزمة المندلعة منذ 4 سنوات حيث قال لافروف: "هناك قناعة كاملة في الغرب بأن الحل السياسي للأزمة في سوريا هو أمر حتمي والأولوية اليوم هي لمواجهة الإرهاب.