نقلت صحيفة “جارديان” البريطانية عن زعيم ائتلاف “العراقية” إياد علاوي، الذي حصل على أغلبية غير حاسمة في الانتخابات البرلمانية التي أقيمت منذ سبعة أشهر، أنه في طريقه إلى الانسحاب من مباحثات تشكيل الحكومة متجهًا نحو تزعّم المعارضة العراقية. وقال علاوي في مقابلة خاصة مع الصحيفة واسعة الانتشار “قبول المعارضة خيار حقيقي بالنسبة لنا”، مؤكدًا على أن كتلته البرلمانية “في الأيام الأخيرة من اتخاذ قرار نهائي بشأن هذه المسألة”. وحتى وقت قريب كان علاوي يأمل في الوصول إلى حل وسط بين كتلته التي فازت ب 91 مقعدًا برلمانيًا مقابل 89 لائتلاف رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي في الانتخابات الأخيرة التي أجريت شهر مارس الماضي. غير أن سبعة أشهر من الشلل السياسي التام مع فشل كل محاولات التوصل إلى حلول وسط لتقاسم السلطة فيما يبدو أفضت بعلاوي لاتخاذ هذا القرار. وعلق على ما تردد من أنباء حول استحداث منصب جديد يتولاه توازي سلطاته سلطات رئيس الحكومة “لسنا على استعداد لنكون شهودًا على تزوير التاريخ من خلال الموافقة على ترتيبات لا نعتقد بجدواها”. ومن شأن هذا القرار المتوقع في غضون الأيام المقبلة أن يسهّل مهمة المالكي المدعوم من إيران في إكمال ائتلافه الحاكم. غير أن هذا القرار يحبط الجهود الأمريكية الداعمة لعلاوي الأكثر علمانية في مواجهة المالكي حليف طهران. وحاولت واشنطن وبعض حلفائها في الشرق الأوسط مثل السعودية خلال الصيف الماضي تكثيف جهودها الدبلوماسية لمنع بقاء المالكي في السلطة. ويتزامن تصريح علاوي مع دعوة سعودية لعقد اجتماعات مصالحة في الرياض بين القادة العراقيين باءت بالفشل بسبب رفض المالكي الحضور. وقال المالكي تعقيبًا “القادة السياسيين اتفقوا على أن تحل أزمة تأليف الحكومة داخل العراق، لذلك اعتذرنا على المبادرة السعودية”، مؤكدًا على أن الاعتذار “ليس لأنها صدرت من السعودية، ولكننا سنعتذر عن أي حل من الخارج لأن الحل في الداخل”. ويواكب هذا التطور السياسي ترديًا في الأوضاع الأمنية هو الأسوأ منذ سنوات. إذ سقط خلال يومين أكثر من 110 بعد أن قال صالح الحسناوي وزير الصحة العراقي إن عدد قتلى سلسلة التفجيرات التي استهدفت مناطق أغلب سكانها شيعة في العاصمة بغداد بلغ 64 إلى جانب 360 مصابًا. وتأتي هذه التفجيرات بعد ساعات من حادثة استهداف كنيسة “سيدة النجاة” في بغداد، والتي اختطف فيها مسلحون نحو 100 مصلٍّ واحتجزوهم داخل الكنيسة، وأسفرت عملية تحرير هؤلاء الرهائن عن 52 قتيلاً بعضهم من رجال الشرطة. وكان مصدر في الشرطة العراقية قال في وقت سابق إن 14 انفجارًا لسيارات ملغومة وقعت، كما انفجرت قنبلتان على جانب الطريق وأطلقت ثمانية قذائف مورتر. لكن القوات الأمريكية قالت إن أجهزة راداراتها لم ترصد أي قذائف مورتر. واستهدف أحد أكبر التفجيرات فيما يبدو مطاعم ومقاهي في حي مدينة الصدر الشيعي. وتظهر الهجمات فيما يبدو أن التمرد المستمر رغم ضعف قوته لديه قدرة على تنفيذ ضربات واسعة النطاق أكثر مما يقر به مسئولون أمريكيون وعراقيون. مواضيع ذات صلة 1. جارديان: محكمة بريطانية تنظر قضية محاولة قتل وزير سابق “انتقاما لشعب العراق”