تصادف هذه الأيام الذكرى العاشرة لانتخاب الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، خلفًا للرئيس الراحل "ياسر عرفات"، الذي توفي في ظروف مثيرة للجدل والشك في 11 من نوفمبر عام 2004، عشرة أعوام حاول خلالها "عباس" تغيير الوضع الفلسطيني، لكنه رغم هذه المحاولات الحثيثة إلا أن الوضع ما زال كما هو. ولد "محمود رضا عباس" الشهير ب"أبو مازن" بمدينة "صفد" في فلسطين في 26 مارس عام 1935، ويعتبر من لاجئي 1948 الذين تم ترحيلهم إلى سوريا، وحاصل على البكالوريوس في القانون، بعد احتلال فلسطين في عام 1948، اضطر "أبو مازن" وعائلته للرحيل إلى سوريا، وصل في البداية إلى قرية "البطيحة" في سوريا، وبعدها توجه إلى دمشق لينتقل بعدها إلى إلى مدينة "إربد" في الأردن لمدة شهر، ثم اتجه إلى قرية "التل" قرب دمشق، وبعد عدة أشهر انتقلوا إلى دمشق، وهناك تلقى "عباس" تعليمه الثانوي والجامعي في جامعة "دمشق"، ثم التحق بجامعة القاهرة فيما بعد لدراسة القانون. في العام 1982 حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة "صداقة الشعب" السوفياتية في موسكو، وفي عام 1957، عمل مديراً لشئون الموظفين في وزارة التربية والتعليم في قطر، زار خلالها الضفة الغربية وقطاع غزة عدة مرات لاختيار معلمين وموظفين للعمل في قطر، واستمر في عمله حتى عام 1970 حيث تفرغ كلياً للعمل الوطني. بدأ "أبو مازن" نشاطه السياسي من سوريا، ثم انتقل إلى العمل مديرًا لشئون الأفراد في إدارة الخدمة المدنية في قطر، ومن هناك قام بتنظيم مجموعات فلسطينية واتصل بحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي كانت وليدة آنذاك، وشارك في اللجنة المركزية الأولى لكنه ظل بعيدا عن مركز الأحداث نظرًا لوجوده في دمشق، وقاعدة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت في بيروت. ظل "محمود عباس" عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968، وحصل خلال عمله السياسي على الدكتوراه في تاريخ الصهيونية من كلية الدراسات الشرقية في موسكو، وقاد "أبو مازن" المفاوضات مع الجنرال الإسرائيلي "ماتيتياهو بيليد" التي أدت إلى إعلان مبادئ السلام على أساس الحل بإقامة دولتين المعلن في 1 يناير 1977. كان الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" عضو اللجنة الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ أبريل 1981، وتولى حقيبة الأراضي المحتلة بعد اغتيال "خليل الوزير"، وشارك "عباس" في المحادثات السرية مع الإسرائيليين من خلال وسطاء هولنديين عام 1989 ونسق المفاوضات أثناء مؤتمر مدريد، وأشرف على المفاوضات التي أدت إلى اتفاقات "أوسلو"، كما قاد المفاوضات التي جرت في القاهرة وأصبحت ما يعرف باسم اتفاق "غزة-أريحا". ترأس "محمود عباس" إدارة شئون التفاوض التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994، كما عمل رئيسًا للعلاقات الدولية في المنظمة، وعاد إلى فلسطين في يوليو 1995، تم اختياره أمين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1996 مما جعله الرجل الثاني عمليًا في جدول القيادة الفلسطينية. مع دخول عام 2003 بدأ نجم "محمود عباس" يسطع، حيث تم تعيينه رئيسًا للوزراء في حكومة السلطة في 19 مارس، وكلفه "ياسر عرفات" بتعيين حكومة استمرت 4 اشهر من نهاية إبريل حتى بداية سبتمبر 2003، حين قدم استقالته فتم تعيين "أحمد قريع" رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق خلفه. اختير رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية "فتح" خلفا للرئيس "ياسر عرفات" بعد وفاته في 11 نوفمبر 2004، ورشحته حركة فتح في نفس الشهر لرئاسة السلطة الفلسطينية، وقد نجح بعد أن حصل على 62.52% من الأصوات، وكانت فترة رئاسته حسب التشريعات الفلسطينية هي خمس سنوات، فمن المفترض أنها انتهت في 9 يناير 2009 لكنه ظل في منصبه بسبب تعذر إجراء انتخابات جديدة في ظل الانقسام الحاصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وأيضاً الحرب الإسرائيلية على القطاع في نهاية عام 2008 وبداية 2009.