أشعلت احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ماراثون الدعاية الانتخابية للبرلمان المقبل، واستغل المرشحون المرتقبون تلك المناسبة الهامة للدعاية الانتخابية لأنفسهم؛ مما أثار غضب الكثير من المتابعين، خاصة أن بعض هؤلاء المرشحين لم تطأ أقدامهم مطرانية البحيرة سوى في قداس عيد الميلاد أمس الأول الثلاثاء، وأمس خلال تقديم التهنئة بمطرانية البحيرة. كما تحولت جدران كنيسه مارى جرجس المعروفة باسم "المزرعة" إلى لوحة للدعاية الانتخابية، وقد تبارى المرشحون لتقديم التهنئة للمسيحيين بتلك المناسبة، وكأنها المرة الأولى التى يتم الاحتفال فيها بالعيد. فقد امتلأت ساحة الكنيسة بالمرشحين وأنصارهم، وتنافسوا فى التقاط الصور التذكارية مع رموز الكنيسة، وعلى رأسهم نيافة الأنبا باخوميوس – مطران البحيرة وشمال إفريقيا – والذى منعته حالته الصحية من استقبالهم واقفًا، واكتفى بالجلوس على كرسى خلال الوقت القصير الذى استقبل فيه المهنئين. وفى تعليق على كثافة لافتات المرشحين على جدران الكنائس، أكد "بشرى" أحد المسيحيين بدمنهور أن تقديم التهنئة شيء يسعدنا، ولكن اللافت أنه لا يكون سوى فى مواسم الانتخابات، وسرعان ما يختفى وجود المرشحين، ويتوقف تواصلهم عقب انتهاء موسم الدعاية. فيما أكد حامد ياسين (قيادى بحزب التجمع بالبحيرة) أن الأمر لا يجب أن يتوقف عند مجرد التهنئة فى المناسبات رغم أهمية ذلك، ولكن يجب أن ينسحب الأمر إلى عمل حقيقى وجاد؛ لترسيخ قيم ومفاهيم الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن نواب الحزب الوطنى المنحل كانوا بذهبون إلى المسيحيين؛ طمعًا فى أصواتهم، لكنهم لم يكونوا أبدًا يؤمنون بالمساواة بين أبناء الوطن، وربما كانوا أكثر رجعية من تيارات الإسلام السياسى تجاه الإخوة المسيحيين، وأشار ياسين إلى أنه يرى وجوهًا تزور الكنيسه للمرة الأولى فى حياتها خلال فترة الانتخابات. ويعتبر أحمد حجازى منسق حركه شباب من أجل التغيير أن المرشحين المنتمين للحزب الوطنى المنحل هم أبعد ما يكونون عن الوحدة الوطنية، وهناك أدلة كثيرة على ذلك، وأنهم يسعون فقط إلى أصوات المسيحيين دون استعداد لتبنى قضاياهم أو التعبير عنهم بإخلاص، لافتًا إلى أنه لا يوجد أى مرشح مسيحي فى دائرة دمنهور، الأمر الذى شجع المرشحين على التسابق فى الحصول على أصواتهم.