صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة، النسخة العربية من كتاب «الأندلس.. بحثًا عن الهوية الغائبة»، من تأليف خوليو رييس روبيو «المجريطي»، ومن ترجمة وتقديم غادة عمر طوسون ورنا أبو الفضل، ومراجعة سرى عبد اللطيف. يُلقي كتاب «الأندلس بحثًا عن الهوية الغائبة» الضوء على فترة مهمة من تاريخ اسبانيا وتاريخ العالم، وهي فترة الوجود الإسلامي في الأندلس التي استمرت قرابة الثمانية قرون، وضع المسلمون بصماتهم عليها، لكن الغرب سعى لطمس ملامح تلك الهوية. ويأتى المؤلف بعد مرور أكثر من خمسة قرون أخرى ليزيل الغبار عن هذه الحقبة، ويؤكد للعالم أن الفضل يرجع للعرب وللحضارة الإسلامية في نهضة أسبانيا وأوروبا كلها. ورغم أن موضوع الحضارة الإسلامية في اسبانيا تناولته أقلام كثيرة من المؤرخين والكتاب والمفكرين، فإن طريقة المعالجة والطرح تختلف في هذا الكتاب؛ فلقد ألف الكاتب عمله في وقت يتعرض فيه الإسلام لهجمات شرسة من كل جانب، ويتهم فيه المسلمون بالتخلف والإرهاب، فاذا بالمؤلف ينكر ذلك ويعرض لنا فكر الاّخر وتصوره المحايد عن الإسلام والمسلمين. المؤلف خوليو رييس روبيو، ولد في العام 1944، له عدد كبير من الأعمال التاريخية الهامة، نذكر منها «عبد الرحمن الثاني، أمير قرطبة وعهده»، «وادي الحجارة ومدنها الزراعية: تاريخ وفن وعادات، أفراح وأحزان سلالة البصري أو الأندلسي التائه».