أقدمت إسرائيل مجددا على مخالفة العهود والمواثيق والتهدئة، حيث وجهت مدفعيتها نيران أسلحتها تجاه الحدود مع قطاع غزة، ما اعتبرته فصائل المقاومة الفلسطينية خرقاً واضحاً وجديداً للتفاهمات التي جرت برعاية مصرية من خلال المفاوضات في القاهرة عقب العدوان الأخير على قطاع غزة. استشهد مقاوم فلسطيني يُدعى "تيسير يوسف السمري" من كتائب "عز الدين القسّام" ويبلغ من العمر 33 عام، وينتمي لوحدة المراقبة التابعة للجناح المسلح للحركة بجنوب قطاع غزة، وقال مصدر طبي فلسطيني إنّ "السمري" استشهد جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مواطنين فلسطينيين شرق بلدتي خزاعة والقرارة شرق خانيونس، كما أطلقت دبابات العدو صباح أمس الأربعاء، وابلاً من القذائف المدفعية باتجاه منازل المواطنين بمنطقة خزاعة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لإصابة عدد من المدنيين. من جانبه اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه يعالون" إن إسرائيل غير معنية بالتصعيد ولا بعرقلة عملية إعادة إعمار قطاع غزة، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه "يجب على حركة حماس ألا تختبر صبرنا حيال محاولات تشويش مجرى حياتنا"، وأوضح "يعالون" أن إسرائيل تعتبر حماس مسئولة عما يجري في قطاع غزة، ولن تسمح بأن يصبح إطلاق النار من القطاع أمرا اعتياديا، وسترد بحزم وبشدة على كل حادث من هذا القبيل". أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة "حماس" الانتهاكات الصهيونية المتواصلة، حيث حملت "حماس" في بيان لها الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن التصعيد جنوبي القطاع، مؤكدة أن المقاومة ملتزمة بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها، ومشددة على أنها "لن تسكت على هذا الإجرام الصهيوني المتكرر، وقالت الحركة إن هذا الخرق الخطير يأتي بعد سلسلة من الاستفزازات الإسرائيلية، سواء كانت عن طريق الغارات الوهمية لإرهاب المواطنين أو التوغل عبر السياج الفاصل أو إطلاق النار على الصيادين والمزارعين أو قصف الأراضي الزراعية بصواريخ الطائرات الحربية، وحذَّرت من خطورة هذا الاختراق الإسرائيلي للتهدئة، داعية كل الأطراف المعنية إلى لجم العدوان. من جهة أخرى دعت حركة "حماس" الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع لتدارس العدوان الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة، وطالبت مصر بضرورة الدعوة السريعة لاستئناف المفاوضات للضغط على حكومة العدو من أجل وقف عدوانها على أبناء الشعب الفلسطيني، كما طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته والضغط على الاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه المتكرر ضد قطاع غزة برا وبحرا وجواً، وتحمل مسئولياته لوقف العدوان، ورفع الحصار وفتح المعابر وإدخال مواد الإعمار ومستلزماته لسرعة إعادة الإعمار. في ظل هذه الأجواء المتشابكة، شيّع مقدسيون اليوم الخميس، جثماني الشهيدين غسان وعدي أبو جميل منفذي عملية "الكنيس اليهودي" التي أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين وإصابة آخرين في 18 من الشهر الماضي، وتخللت مسيرة تشييع جثماني الشهيدين أبو جمل صيحات التكبير والهتافات. https://www.youtube.com/watch?v=TQTsq8KEPGY وقال محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان "محمد محمود" إن سلطات الاحتلال أبلغتهم بشكل مفاجئ بتسليم جثماني الشهيدين "أبو جمل" على أن يتم دفنهما الليلة بمشاركة 40 شخص فقط وخلال مدة لا تتجاوز ساعة ونصف فقط بعد مماطلة 36 يومًا في تسليم جثامين الضحايا، وأشار المحامي إلى أن شرطة الاحتلال فرضت على العائلة رهن مبلغ 20 ألف شيكل لديها، تعاد في حالة إتمام مراسيم الدفن دون حدوث أي خروقات. على الرغم من مرور أربعة أشهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، إلا أن الظروف التي يعيشها القطاع، تحوّله إلى قنبلة موقوتة، يُمكن أن تنفجر في أي لحظة، فلاتزال جبهة القطاع مهيأة لعودة المواجهة العسكرية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار المُوقّع في 26 أغسطس الماضي، واستمرار الحصار، وتعطّل عملية إعادة الإعمار.