الثورة الملونة مصطلح يطلق على أعمال الحركات والعصيان المدني وأعمال الشغب أو الحركات المطلبية في بعض الدول، خاصة المناوئة منها للغرب كالدول الشيوعية السابقة في وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا، ولبنان وإيران في بداية القرن الحادي والعشرين. استخدم المشاركون في هذه الثورات المقاومة السلمية والاحتجاجات والمظاهرات مع استخدام وشاح ذو لون محدد أو زهرة كرمز، ومنها ثورة الورد أو ثورة الزهورأو الثورة الوردية في جورجيا والثورة البرتقالية أو ثورة البرتقال في أوكرانيا، أو الثورة الزهرية في قيرغيزيا، وثورة الأرز في لبنان. وقد أطلق البعض اسم الثورة الزرقاء على الاحتجاجات المطالبة بمشاركة المرأة في الحياة السياسية بالكويت عام 2005، وأطلق اسم ثورة الزعفران على تحرك المعارضة في بورما أو ميانمارعام 2007، وأطلق على أعمال الشغب في التبت عام 2008 اسم الثورة القرمزية، ولكن حاليا تحاول الولاياتالمتحدة استخدام الثورات الملونة للعب مع روسيا، حيث دعا الرئيس الروسي "فلاديمر بوتين" إلى أخذ العبر من الثورات الملونة في دول أخرى لضمان عدم حدوثها في روسيا، وقال في اجتماع لمجلس الدفاع الروسي 20 نوفمبر الماضي:" هذا العالم المعاصر يستخدم التطرف كأداة تغيير جيوسياسي وإعادة توزيع مناطق النفوذ"، وأضاف:" نحن جميعا نرى العواقب الكارثية لما يعرف بالثورات الملونة إضافة للهزات التي تعرض ولا يزال يتعرض لها سكان هذه البلدان حيث مروا بتجارب غير مسؤولة تحت تدخلات خارجية، بعضها فظ جدا، في حياتهم". وفي هذا السياق، قال موقع "فيترانس توداي" البحثي، إن أمريكا تسعى للهيمنة على النظام العالمي الجديد، وترغب أن تركع كل الدول لإرادتها، خاصة روسيا، حيث تضعها في عين العاصفة، مضيفا أن سياسة الولاياتالمتحدة تدعو منذ فترة طويلة لتغير النظام، والقضاء على استقلال وسيادة موسكو. ويشير الموقع إلى أن الولاياتالمتحدة تستبدل حكام الدول المجاورة لروسيا بهؤلاء الموالين للغرب، ليصبحوا مثل الدمية في يد واشنطن، فالثورات الملونة أصبحت من تخصص الحكومة الأمريكية، حيث تضع التكتيكات في وقت سابق، ومن خلال التجربة تتعلم واشنطن من أخطائها، وتصل إلى الكمال لحد كبير، وتجربتها ناجحة في معظم الأحيان. ويلفت الموقع إلى الإطاحة مرتين بالحكومة الأوكرانية، المحاولة الأخيرة وفي عام 2004، تحاول الولاياتالمتحدة تثبيت الفاشين النازين الجدد لإدارة شئون البلاد، وتدمير الحريات الأساسية وشن الحرب القذرة على الشعب الأوكراني، موضحا أن الولاياتالمتحدة تحاول افقار أمة بأكملها، بالإضافة إلى استفزاز روسيا، والدخول في صراع مفتوح، بدعم أمريكي كامل. ويرى "فيترانس توداي" أن الثورات الملونة تخفي نوايا مظلمة، حيث يتم التلاعب بالناس العاديين، ولكن المشتبه بهم هم المعنين، ويضيف الموقع أن الولاياتالمتحدة تستخدم استخبارتها والمنظمات غير الحكومية الداعية للحرية والديمقراطية، مثل مؤسسة سوروس و بيت الحرية، ومجموعة من الشركات المختلفة، لخلق الثورات الملونة. ويؤكد الموقع الأمريكي أن روسيا تدرك نوايا الولاياتالمتحدة، حيث إن "بوتين" يلوم العقوبات غير القانوية والتلاعب بأسعار النفط لضرب الاقتصاد الروسي، حيث قال:" سيحاولون دائما تدمير الدب، ومجرد تفكيرهم في ذلك، سوف يقلعون أنيابهم ومخالبهم"، ويعتقد الموقع أن مشكلة اليوم هي أن الدول الغربية التي تقودها الولاياتالمتحدة، ترفض التوقف عن معادة روسيا، وتظن أنها الرابحة، إنهم يريدون مشاركة روسيا أو عزلها، جعلها مقطوعة الرأس للسيطرة عليها ونهبها. وعلق وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" على الموقف الغربي، مؤكدا أن الأحداث وصلت إلى نقطة حيث لا يوجد بوادر حسنة النية للنتائج المطلوبة، مشير إلى العلاقات مع الدول الغربية، مؤكدا أن روسيا غير مسؤولة عن الأزمة الأوكرانية، وفرض العقوبات عليها أمر غير قانوني. ويشير الموقع إلى أن حلف الناتو الذي تقوده الولاياتالمتحدة يواصل مساره نحو تحدي روسيا، ويتخذ خطوات لتعزيز قدراته العسكرية على الحدود الروسية، ويواصل أعماله العدائية التي تشعل التوترات وتقوض الاستقرار، حيث إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يضع روسيا على قائمة التهديدات العالمية منذ فترة. ويؤكد الموقع أن سياسة الولاياتالمتحدة تشمل زيادة وجودها في أوروبا الشرقية، وبدء المناورات العسكرية الاستفزازية على مقربة من الحدود الروسية، كما أن السفن الأمريكية تتجه نحو البحر الأسود.