المترجم مطالب بالأمانة والدقة ومراعاة المعنى المقصود في النص الأصلي، إذ أن انشغال المترجم في ايجاد المقابلات ووقوفه عند المعنى الأول كارثة حقيقة، لذا يجب عليه الإلمام بالجانب الثقافي للمؤلف لأنه ناقل للثقافات. جاء ذلك في احتفال الهيئة المصرية العامة للكتاب، بيوم المترجم، أمس الاثنين؛ حيث نظمت الهيئة ثلاثة ندوات أقيم على هامشها معرضًا ضم إصدارات سلسلة الجوائز، وشارك فيها مجموعة من والمترجمين وهم: طلعت الشايب، محمد البعلي، الدكتورة ناهد عبد الله أستاذ الأدب الصينى، يارا المصري، الدكتورة علا عادل أستاذ الأدب الألماني، شيرين عبد الوهاب، مي شاهين، أمل رواش، وأدارتها الدكتورة سهير المصادفة. احتفت الندوة الأولى بالأدب الصيني الذي قاله عنه محمد البعلي أن هناك اهتمامًا كبيرًا به فى وقتنا الحالي، بدليل تواجد برامج في الصين لدعم أدبهم وترجمته إلى اللغات الأخرى، وأن هناك مشروع في الصين أيضًا للترجمة يشرف عليه شاب مصري خريج جامعة الأزهر. وأكدت الدكتورة ناهد عبد الله، أن الأدب هو مرآة للشعوب التي تنقل الثقافات والعادات والتقاليد وعن تاريخ الترجمة الصينية قالت: أنه بدأ منذ ألفين سنة وكانت جميع الترجمات للتعاليم البوذية، وفى تاريخ الصين الحديث بعد تأسيسي الدولة كانت الترجمة موجهة من الحزب الشيوعي وكان معظمها للأدب الروسي لخدمة السياسة، بعدها حدثت كبوة للصين وثورة ضد كل الأقلام استمرت عشرة أعوام سوداء في تاريخ الصين، إلى أن حدثت ثورة الإصلاح والانفتاح في عام 1979 ونهضت الترجمة، إذ ترجمت كل أمهات الكتب العربية إلى الصينية. أضافت ناهد: الآن نهتم أيضًا بالإضافة إلى الأدب بالسينما الصينية؛ حيث نقوم بترجمة الأفلام الصينية ونعرضها بالمركز الثقافي الصيني، فدور المترجم أن يظل طوال الوقت يترجم في مجالات مختلفة ومتنوعة، لكن لا يوجد تقدير كافي للمترجم في عالمنا العربي. وعن تجارب ترجمة الأدب الصينى إلى اللغة العربية تحدثت يارا المصرى ومى شاهين، إذ ترجمت يارا رواية "الذواقة" التي صدرت في سلسلة الجوائز، وترجمت مى رواية "رب جملة بعشرة آلاف جملة"، وهى رواية تصف الطغيان المادي الذي يعانيها الشعب الصيني من تراجع العلاقات الإنسانية. «المترجم مبدع العمل الثاني» كان محور حديث الندوة الثانية، إذ تحدثت شيرين عبد الوهاب عن مشروع ترجمة أعمال إبسن، وهو مشروع ضخم تعكف عليه لترجمة أعماله إلى العربية، كما أوضحت «علا عادل»أن هناك إشكالية كبرى في الترجمة، متسائلة "هل هي عمل أدبي ثاني؟ وكيف يمكننا قراءة العمل المترجم على أنه عمل أدبي بعيدا عن الترجمة؟، وهل يفضل أن نبحث في ثقافتنا العربية عن نفس المأثورات أو المعاني ونضعها في متن النص أم على المترجم أن ينقل النص كما هو لأن الترجمة نقل للثقافة مع عمل هوامش للتوضيح للقارئ؟".لكنها رأت أنه يجب نقل النص كما هو دون وصاية على القارئ. وعن مشاكل الترجمة دارت الندوة الثالثة، وقالت أمل رواش: يجب على المترجم الإلمام بالجانب الثقافى للمؤلف لأنه ناقل للثقافات والنص يجبرك إجبارًا على القراءة للوصول إلى أصل الكلمة، وأكدت رواش على حتمية وضع هوامش وإشارات متخذة ترجمة لويس عوض فى الإلياذة والأوديسة نموذجًا؛ حيث وضع الهوامش في أخر العمل مع ترك الحرية للقارئ للعودة إليها أو لا. قال طلعت الشايب: مسألة حدود المترجم إشكالية قديمة، والمقصود بالمبدع نه مبدع في لغته هو ليس في لغة المؤلف وإلا أصبح مؤلف مشارك وليس مترجمًا، فالمترجم مطالب أن يبحث في لغته عن المعاني حتى يجد معادلًا لها. أضاف الشايب: الترجمة تخدم النص الأصلي والقارئ، والمترجم مطالب بالأمانة والدقة ومراعاة المعنى المقصود في النص الأصلى ففعل الترجمة مرتبط بالفهم والمترجم يفهم لكي يفٌهم، وانشغال المترجم في إيجاد المقابلات ووقوفه عند المعنى الأول كارثة حقيقة، فالمترجم الناقل أشبه بآلة الكمبيوتر، ولكن اللغة كائن حى لا يستطيع الكمبيوتر الوصول لجماليتها، ولكن يجب عليه أيضًا الاحتفاظ بالنص الأصلي ومعناه ويجب عليه الإلمام بالثقافات المختلفة. وعن ترجمة الشعر قال الشايب: إن هناك بعض الآراء تقول أن ما يضيع في ترجمة الشعر هو الشعر؛ حيث يستحيل ترجمته لأن الأوزان بالتأكيد ستختل وأقصى ما يمكن المترجم عمله في الشعر هو محاولة إيجاد المعنى.