مع دخول فصل الشتاء القارس بدأ عدد من النشطاء تدشين حملة الهدف منها هو مد المسجونين على خلفية سياسية ببعض الأشياء اللازمة لهذا الفصل؛ لتحميهم من برودته. جاء هذا عقب الأنباء التى تداولت بوجود حالة من التعنت داخل السجون تصل لحد سحب فراشهم وتصل لملابسهم الثقيلة وتركهم يواجهون برودة الشتاء بأجسادهم النحيلة. فعلى سبيل المثال نشرت صفحة "الحرية للجدعان" رسالة للصحفى أحمد جمال زيادة الذى تعرض مؤخراً للضرب من ملثمين داخل السجن بعد رسمه لصورة الشهيد "جيكا" على أحد جدران الزنزانة، وقام هؤلاء الملثمون بأخذ كل شيء منهم من ملابس وبطاطين وغيرها من الأشياء. لذلك دعا عدد من النشطاء إلى حملة جديدة لمواجهة "برد الزنازين"، من خلال دعوات انطلقت وتداولها رواد العالم الافتراضي "فيس بوك". وعن هذه الدعوة تقول "دينا يوسف" عضوة الحملة إنها ليست الدعوة الأولى، فقد سبقتها دعوة "كتابى لأجل المعتقلين" التى كان هدفها جمع أكبر عدد من الكتب من المتبرعين وإمداد سجناء الرأى بها؛ لتؤنس وحدتهم داخل زنازينهم الضيقة والتى تفصل بينهم وبين الحياة بأسوار عالية. وأضافت أنه في الوقت الذي لا يشعر فيه المعتقلون بآمال كبيرة في خروجهم لاشتداد الظلمة ومغالاة التجبر والاستبداد، كان إرسال الكتب أو كتابة رسائل لهم وإشعارهم بأن الكثيرين مهتمون بهم وبالقضية؛ ليكون هذا سبباً للتهوين عليهم وتخفيف معاناة عدم مرور الوقت داخل السجن، والآن مع شدة إيذائهم طوال مدة الاعتقال وبداية موسم البرد نتذكرهم ونحاول أن نخفف عنهم بكوفيات وشرابات وآيس كابس وجوانتيات، مشيرة إلى أنها يجب أن تكون بيضاء اللون؛ حتى يستطيعوا إدخالها. وقال عبد الرحمن القاضي عضو الحملة "إننا نعمل كل ما يساعدهم على تقليل إحساسهم بالوقت في السجن من كتب أو ملابس، وكل ما يتم جمعه يوزع على الجميع، لا نفرق بين معتقل إسلامي أو ليبرالي أو يساري أو إبريلي، نجمع كل التبرعات ونوصلها للمعتقلين فى الزيارات"، مؤكداً أن تلك المبادرة ليست بديلاً عن المطالبة بالحرية للمعتقلين، وأنه ليس رضا بالأمر الواقع أو استكانة له، "ولكنها وسيلة نتمنى أن نساعد بها المعتقلين، كأنها نوع مختلف من الإعاشة المرسلة لهم".