سلمان: لا بد من حلول سياسية للخروج من الأزمات الحالية وتحقيق المشاريع القومية نافعة: المشروعات الوهمية التي يطرحها السيسي في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية هدفها الشو الإعلامي العزباوي: طالما أن منظومة التعليم مهملة.. فلا وجود لأي حلول في الوقت الحالي في الوقت الذي نشر فيه عدد من وسائل الإعلام تسريبات تدعي أنها لعدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الداخلية، وتتعلق التسريبات باتفاقات خاصة بمكان حجز الرئيس السابق محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو وغير ذلك، وبهذا الخصوص شن عدد من الصفحات الثورية على مواقع التواصل الاجتماعي هجومًا حادًّا على مكتب رئاسة الجمهورية وعلى المخابرات العامة المصرية، معتبرين أن نشر تلك التسريبات يعني أن أجهزة الدولة مخترقة. وعلى الرغم من أن الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء إلى الحكم دون برنامج انتخابي، كان الشعب المصري مؤمنًا يوم الانتخابات الرئاسية ان السيسي هو المنقذ الوحيد لمصر مما هي فيه، لكن بعد مرور ما يقرب من 6 أشهر على توليه رئاسة الجمهورية، وبالتزامن مع التسريبات التى نشرت مؤخرًا، كان السيسي خلال تلك المدة قد وعد بالعمل على مشروعات قومية في عهده تكون كبديل لبرنامجة الانتخابي وهي: مشروع قناة السويس الجديد، ومشروع استصلاح المليون فدان، ومشروع شرق التفريعة، ومشروع شبكة الطرق 3700 كم وال 7 كباري، ومشروع أنفاق تحت الأرض ما بين شرق وغرب قناة السويس، والأخير مشروع إنشاء شركة لتشغيل مليون شاب في أربع سنوات. وفجرت صفحة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين وتدعى "فرسان الميدان" أن تلك المشاريع القومية التى وعد بها السيسي ما هي إلا وعود كاذبة لم يتحقق منها أي شيء سوى مشروع تنمية قناة السويس وهو في الأصل ضمن الخطط القديمة التى تم الاستفادة منها في الوقت الحالي. وحول تلك المشاريع وكيفية تحقيقها على أرض الواقع، قامت "البديل" باستطلاع رأي عدد من الخبراء في تلك المشاريع ورؤيتهم لأداء السيسي خلال نصف عام من توليه الحكم. في البداية يقول الدكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التسريبات التى خرجت من قِبَل جماعة الإخوان المسلمين جاءت لتفتح أبوابًا من النيران على جميع من هم في السلطة الحالية، مشيرًا إلى أن تلك التسريبات ربما تكون مفبركة، لكن حتى وقتنا الحالي لم يخرج مصدر من الرئاسة ينفى ما حدث، وهذا ما يؤكد صحتها. وأوضح "سلمان" أن أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي من المفترض أن يُقيَّم وفقًا لبرنامجه الانتخابي الذي هو غير موجود في الأساس، ولكن على صعيد محاربة الإرهاب، فالإرهاب ما زال متواجدًا وقادر على الزج بكافة الأجهزة الامنية، بدليل عدد القنابل الكبير الذى يحصل عليه خبراء المتفجرات بشكل يومي في أماكن بالقاهرة والمحافظات، مشيرًا إلى أن محاربة الإرهاب كان هو الحمل الأول للرئيس. وتابع أن "المشروعات القومية التى وعد بها السيسي لا يمكن تحقيقها في الوقت الحالي، طالما أن الحالة الأمنية لمصر غير مستقرة"، مشيرًا إلى أن استقرار الحالة الأمنية يتطلب مصالحة بين جميع الأطراف السياسة، وهي الأحزاب السياسية والقوى الثورية التى تنتفض غضبًا في الوقت الحالي على براءة مبارك والمتبقين من الجماعات الإسلامية والذين ثبت عدم تورطهم في العنف. وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن الحلول الأمنية لن تخرج مصر مما هي فيه، لكن الحلول السياسية هي الحل للبدء في كافة المشاريع القومية، موضحًا أن الناجح الوحيد في تلك المشاريع هو قناة السويس حتى وقتنا الحالي. وأكد حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه في ظل المشروعات الوهمية التي يطرحها السيسي والأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر بسبب سياسة السيسي الاقتصادية، فإنه من المستحيل أن يتم تنفيذ مشروع بهذا الحجم في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن الهدف من طرحه هو الشو الإعلامي، على حد قوله. ولفت الدكتور يسري العزباوي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إلى أن المشاريع القومية التي أعلن السيسي عن تنفيذها خلال 4 أعوام لم تتضمن خططًا في تطوير التعليم؛ باعتباره أهم المشاريع القومية التى لا بد أن يتم العمل عليها، لافتًا إلى أنه طالما أن منظومة التعليم مهملة، فلا وجود لأي حلول في الوقت الحالي. وأكد "العزباوي" أن كافة المشاريع القومية التى أعلن عنها السيسي تحتاج إلى أمد طويل، خاصة أن مصر تمر بمرحلة انتقالية تمثل الفاصل بين إقامة دولة حقيقية ودولة الإرهاب.