أصبح الدور القطري خلال هذه المرحلة في ما يتعلق بالأزمة السورية أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، حيث يعتبر دور قطر اليوم هو دور تأمري بالنيابة عن كل أعداء سوريا والوطن العربي، وهي تقوم بهذا الدور بالوكالة عن الطرف الرئيسي الأصلي وهو أمريكا وحلفائها المعاديين لدمشق، ويساندها في ذلك بعض الدول الأخرى التي تدعم المعارضة المسلحة بالمال والسلاح منذ بداية الأزمة السورية. عُرفت قطر منذ بداية الأزمة السورية بمعارضتها للحكومة السورية ونظام "بشار الأسد"، وتأييدها للمعارضة المسلحة عبر تقديم الدعم المالي والأسلحة لها، وأبرز ذلك عدة مواقف أخذتها قطر من أهمها دعوة أمير قطر السابق "حمد بن خليفة آل ثاني" خلال افتتاحه القمة العربية الرابعة والعشرون في العاصمة الدوحة، كلا من الرئيس المستقيل لما يعرف باسم "الائتلاف السوري المعارض "أحمد معاذ الخطيب"، ورئيس الحكومة المعارضة المؤقتة غسان هيتو"، وباقي أعضاء الوفد السوري المعارض إلى شغل مقعد سوريا بالجامعة، ورفع علم "الاستقلال" الذي تعتمده المعارضة السورية مكان العلم السوري، وترأس "الخطيب" الوفد السوري، كما دعت قطر جامعة الدول العربية إلي إرسال قوات عربية إلى سوريا للقتال مع المعارضة. كشفت مصادر بريطانية مؤخراً أن قطر تدرب سراً مسلحين من المعارضة السورية بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية في قاعدة بالصحراء للقتال ضد الجيش السوري وجماعة "داعش" الإرهابية، وأفادت المصادر أن "المعسكر يستخدم لتدريب الجيش الحر ومقاتلين آخرين من المعارضة ويقع إلى الجنوب من العاصمة القطريةالدوحة بين الحدود السعودية وقاعدة "العديد" أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن "البرنامج قد يشمل تدريب مقاتلين من جماعات إسلامية علنًا"، وبدأ برنامج التدريب منذ عام تقريبا كما أن المخابرات المركزية الأمريكية تقوم بمراقبة العناصر التي ستخضع للتدريب في قطر قبيل سفرهم، وهؤلاء العناصر يسافرون إلى قطر عبر تركيا، كما سلمت قطر أسلحة معظمها قذائف "مورتر" للجبهة الإسلامية وبعض كتائب الجيش الحر قبل حوالي شهرين ودفعت بعض الرواتب للجماعات المتطرفة. لم يكن هذا التدريب الأول من نوعه، ولم يكن هذا المعسكر جديد، ولم تكن هذه السياسة القطرية مختلفة عن سابقتها، فقد كشفت مصادر مطلعة فيما قبل عن وجود مراكز تدريب للقتلة على مختلف أنواع الأسلحة، ومن مختلف الجنسيات وذلك من أجل إرسالهم إلى سوريا للقتال ضد الحكومة، حيث يتلقى هؤلاء القتلة تدريباً عسكرياً متنوعاً وتدريباً دينياً متطرفا، فقد أنشئت هذه المراكز التدريبية في يونيو عام 2004 من خلال دمج خدمة جهاز المخابرات العامة السابق، وجهاز التحقيق وجهاز أمن الدولة، ويتولى أمن الدولة في قطر الإشراف على هذه المراكز مستعيناً ببعض الضباط، ومن ثم يتسلل هؤلاء الإرهابيون إلى سوريا عبر تركيا وليبيا والأردن، فبين 3 يناير 2012 وإبريل 2013 نفذت طائرات عسكرية قطرية نحو 90 رحلة عبر تركيا والأردن ونقلت فيها مئات المقاتلين. لم توضح قطر موقفها الرسمي حتى الآن تجاه خطة الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية الخاصة بتوجيه ضربات عسكرية في الأراضي السورية، لكن منذ تولي "تميم بن حمد آل ثاني" منصب أمير قطر يونيو العام الماضي، بدأت قطر تحول اهتماماتها من الشئون الدولية إلى الشئون الداخلية، وأصبح موقفها تجاه الأزمة السورية محافظًا نسبيًا، ويعتقد محللون أن الموقف القطري الداعم للمعارضة السورية لن يتغير، ومن المرجح أن قطر ستحافظ على موقفها المتشدد تجاه الحكومة السورية، لأنها لا تستطيع اتخاذ موقف دون أخذ مصالح أصدقائها الإقليميين والدوليين في الاعتبار. دور الدويلة القطرية خلال السنوات الماضية ظهر جالياً فى كافة الأزامات التى يمر بها العالم العربى، والذى بدأ بفتح أبوابها أمام القوات الأمريكية لضرب العراق ثم دورها فى تونس وليبيا ومشاركة قطر فى ضرب المواطنين الليبيين، وكذلك ظهر الدور جليا فى الأزمة المصرية عبر رعايتها واحتضانها لجماعة الإخوان ودعمها ماديا وسياسيا وفقا للخطة الأمريكية المرسومة للمنطقة بأكملها والتى تنفذها قطر ببراعة، وكان آخر أدوار الشر والخيانة دورها الحاسم في تصعيد الأزمة السورية، حيث أصبحت الدوحة مجرد أداة بيد الإدارة الأمريكية بعد أن كان أمير قطر نفسه يشيد بالرئيس "بشار الأسد"، لكن بالرغم من كل هذه المؤامرات، إلا أن الدور القطرى قارب على الانتهاء بعد التخلص من الإرهابيين الذي زرعتهم في سورياوالعراق ومصر وغيرهم من الدول العربية.