أثارت استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل ضجة إعلامية كبيرة فى انحاء العالم، خاصة وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتردد في قبول هذه الاستقالة، رغم الحرب الدائرة ضد تنظيم داعش الإرهابي التي يقودها الجيش الأمريكي تحت غطاء التحالف الدولي، والتي لم تؤت ثمارها بعد. الاستقالة التي قدمها «هيجل» الاثنين الماضي، لم تكن مفاجئة للمتابع الجيد للإدارة الأمريكية حيث أشارت عدة تقارير خلال الفترة الأخيرة إلى تغيير وزاري مرتقب، يشمل الاستغناء عن أكبرمسئوليين في إدراة الرئيس أوباما، وهم وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل ووزير الخارجية جون كيري، وربما كان التفكير في تنحية وزير الخارجية جانبا هو الأكثر توقعا في هذه المرحلة. على الرغم من هذه المؤشرات، إلا أن وسائل الاعلام العالمية ظلت تبحث عن الأسباب الحقيقة وراء استقالة هيجل وقبولها بهذه السرعة في هذا التوقيت، وماهية الضغوط التي تعرض لها وزير الدفاع الأمريكي لتقديم استقالته خاصة وهو الجمهوري الوحيد بالإدارة الأمريكية، ومن هم أبرز المرشحين لاستلام هذا المنصب. البيت الأبيض يشدد قبضته على توجهات الأمن القومي ترى صحيفة نيويورك تايمز أنه على الرغم من أن التوقيت قد يكون مصادفة غير أنه يشير بشكل قاطع إلى أن رحيل هيجل لا ينذر بحدوث تغيير وزاري جوهري، بل قد يشير إلى انتصار البيت الابيض في النهاية لتشديد قبضته على توجهات الأمن القومي، فالرئيس أوباما لايبدو أنه سيغير مستشارته للأمن القومي سوزان رايس والتي كانت على خلاف مع هيجل بشأن محاربة تنظيم داعش وقضايا أخرى من بينها إغلاق معتقل جوانتنامو. ومع استمرار فريق أوباما بدون أي تغيير وعدم ترشيح من قد يكون مستقلا عن الرئيس أوباما ليحل محل هيجل، من المرجح أن يحكم البيت الأبيض قبضته على السياسة الخارجية خلال الفترة المتبقية لأوباما في منصب الرئاسة. علاقة هيجل مع إدارة أوباما هيجل، الجمهوري الوحيد في فريق أوباما للأمن القومي، لم يكن محبوبا في البنتاجون أو البيت الأبيض، وذكرت تقارير أنه لا يحبذ التحدث خلال اجتماع مجلس الوزراء، محبذا إثارة الأمور مع أوباما عندما يكونا على انفراد. كتبت نيويورك تايمز في وقت سابق أن «هيجل لديه مشكلة في توضيح أفكاره، أو سياسة الإدارة على نحو مؤثر»، لكن وزير الدفاع المستقيل كان يحظى بشعبية بين القوات الأمريكية، ربما لكونه الأول بين قدامى العسكريين الذي يتقلد منصب وزير الدفاع. هيجل بصفته جمهوريًا، يعتبر دخيل على المعسكر الديمقراطي، كما دأب من آن إلى آخر على انتقاد البيت الأبيض، وكان دائمًا ما ينتقد هيجل سياسات أوباما نحو الشرق الأوسط وخاصة «سوريا» ، حيث أرسل مؤخرا رسالة إلى مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ذكر خلالها أن أوباما في حاجة إلى تفسير نهجه تجاه الرئيس بشار الأسد، الذي قال ضربات أوباما ساعدته ضد تنظيم «داعش»، فأغضبت الرسالة مسؤولي البيت الأبيض. توازن القوى بعد سيطرة « الجمهوريين» على الكونجرس كما كشفت التقارير أن من أهم الأسباب أيضا هو سيطرة الحزب الجمهوري على الكونجرس بعد فوزة باغلبية كاسحة في الانتخابات الأخيرة، ورجح السفير «رخا حسن» مساعد وزير الخارجية فى تصريحات للبديل أن هذه الاستقالة جاءت لأختيار أوباما شخصية ديمقراطية فى هذا المنصب لعمل توزان في النفوذ بعدما فاز الجمهوريون بالاغلبية فى انتخابات الكونجرس. وأكد رخا على وجود إختلافات فى وجهات النظر بين أوباما وهيجل في ما يخص عدة قضايا تشمل التكتيكات في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي وتسليح ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة، مؤكدًا أن أوباما قد يختار سياسي أو عسكري لتنصيبه في هذا المنصب. مرحلة الدبلوماسية انتهت رغبة إدارة أوباما في تحجيم أنشطتها العسكرية الخارجية وتقليص الأموال المنفقة على التسليح والعمليات الحربية كانت سببًا لاختيار«هيجل» في هذا المنصب، فصارت وزارة الدفاع تضطلع بمهام أكثر ديبلوماسية في مناطق الصراع، وإدارة الانحساب من أفغانستان والعراق، والإشراف على التطورات في مصر وسوريا وهي المهام التي كانت تحتاج في نظر الكثيرين إلى وزير دفاع بمواصفات ديبلوماسية، إلى أن وجدت إدارة أوباما نفسها مضطرة من جديد إلى التورط بشكل مباشر في الصراعات فى الشرق الأوسط بعد تفاقم الأوضاع في سوريا والعراق وتنامي نفوذ تنظيم داعش، الأمر الذي ترتب علية الإطاحة بهيجل الذي يصفونه أنه لم يعد بعد رجل هذه المرحلة. أبرز 3 مرشحين ذكرت محطة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن هناك ثلاثة أسماء من المحتمل أن تخلف وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل الذي قدم استقالته، وقالت المحطة إن المرشحين المحتملين هم، السيناتور الديموقراطي جاك ريد، وميشيل فلاورنوي وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية السابقة، وآشتون كارتر نائب وزير الدفاع الأمريكي سابقا. وأوضحت أنه في حال تنصيب فلاورنوي ستكون أول سيدة تتولى رئاسة البنتاجون في تاريخ الولاياتالمتحدة، يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه متحدث باسم السيناتور ريد بأنه يريد البقاء في موقعه ولا يسعى إلى مثل ذلك المنصب.