على بعد 110 كيلو متر من نفق الشهيد أحمد حمدي يقع "حمام فرعون" بالقرب من مدينة أبو زنيمة بمحافظة جنوبسيناء، تبعد عن القاهرة مسافة 250 كم، وهو عبارة عن مغارة جبلية تفجر منها ينابيع المياه الكبريتية شديدة السخونة، تصل درجة الحرارة المتدفقة من العين إلى 92 درجة مئوية، بالإضافة إلى كهوف أثرية داخل الجبل ترجع للفترة البيزنطية المبكرة، وتعود أهميتها إلى احتوائها على كتابات ونقوش باللغة اليونانية القديمة، ويقصد حمامات فرعون العديد من الزائرين للاستفادة العلاجية والسياحية أيضًا . حمام فرعون علاج بدون تكاليف "حمام فرعون" هو الأول بين العيون والآبار والينابيع المصرية لاحتوائه على عناصر الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والسيلكون والأملاح المذابة، بينما العين السخنة هي الأولى في الماغنسيوم، كما أن آبار وعيون وينابيع الواحات الداخلة هي الأقل في الكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم والأملاح المذابة، بينما عيون الواحات البحرية هي الأقل في السيلكون وعيون الصحراء الشرقية هي الأقل في البوتاسيوم . وكشفت دراسات جيو حرارية مصرية أن حمام فرعون هو الأكثر سخونة بين العيون والينابيع والآبار الساخنة البالغ عددها 1450 عيناً وينبوعاً وبئراً في مصر . كما كشفت قياسات تعيين درجات الحرارة السطحية لمياه العيون والآبار الساخنة أن درجة حرارة مياه حمام فرعون هي الأعلى على الإطلاق إذ بلغت 92 درجة مئوية . وتستخدم المياه الجوفية الساخنة منذ أقدم العصور في أماكن مختلفة من العالم في الاستحمام والعلاج من بعض الأمراض خاصة الجلدية منها لاحتوائها على معادن ومركبات كيميائية مهمة، كما أصبحت الاستعمالات الطبية للمياه الجوفية الساخنة الآن أكثر انتشاراً واستثماراً، حيث ساعد تقدم العلوم في توفير وسائل استخدام متنوعة لسخونة ومكونات هذه المياه الجوفية، بل أصبحت هذه المياه الساخنة المتدفقة مصدراً للتدفئة وفي توليد الطاقة الكهربية . وينصح الأطباء مرضى التهاب العظام المفصلي المزمن والتهاب العظام الروماتيزمي والالتهاب الليفي والعضلي والنقرس المزمن والشلل بأنواعه والروماتويد والالتهاب العصبي واسترخاء العضلات والأمراض العصبية الوظيفية وأمراض الجهاز التنفسي مثل الجيوب الأنفية والربو الشعبي والنزلات الشعبية والأمراض الجلدية مثل الجرب والتنية والصدفية والإكزيما المزمنة وحب الشباب وغيرها بالنزول في المياه الكبريتية والاستشفاء بالطمي الكبريتي المترسب حول الينابيع لعلاج هذه الأمراض . وتقول دراسات أُجريت بمعهد سيناء العالي للسياحة والفنادق عن العيون الكبريتية في سيناء: إن أفضل وقت لاستخدام العين والاستمتاع بها قبل غياب الشمس بقليل وقبل شروق الشمس أيضا بقليل، بينما ينصح بعدم التعرض للشمس كثيرا أثناء السباحة في العين. ومن جانبها أوضحت "إلهام السيد" 45 سنة مصابة بالتهاب في المفاصل، أن طبيب العظام نصحها بالاستحمام في عيون حمام فرعون حتى يمكنها الاستشفاء به . وتضيف أنها أتت للعين الكبريتية بعدما سمعت من أقرباء لها عن فعالية الاستشفاء بها، موضحة أنها شعرت بالراحة بعد أول مرة، لكن الطبيب طالبها بالمواظبة حتى تستشعر بتأثير العلاج . كما استنكر " عصام شكري" موظف من السويس، عدم التنسيق أو النظافة بحمامات فرعون التي يتردد عليها سائحين من جميع البلاد، قائلًا " للأسف الحمامات العظيمة الطبيعية الطبية في منتهى القذارة ومفيش كافتيريا أو بقالة أو كانتين حتى يبيع زجاجة مياه أو أي حاجة ساقعة، ولا يوجد بها دش للمياه النظيفة ولا انصح اي عائلة بالذهاب هناك، واستكمل قائلًا شكلنا بقى زبالة أدام نفسنا وأدام الأغراب يا مسئولين عن النظافة ارحموا بلادي . كهوف حمام فرعون… واستغلالها لتنشيط السياحة بالمنطقة منطقة كهوف حمام فرعون تم إخضاعها لقانون حماية الآثار بالقرار الوزاري رقم 43 لسنة 2009، بعد الكشف عن اثنين من الكهوف الأثرية التي ترجع للفترة البيزنطية المبكرة، وترجع أهميتهما إلى احتوائهما على كتابات ونقوش باللغة اليونانية القديمة ورسوم لقديسين، كانت تلك الكهوف ملاذًا للرهبان الأوائل هربًا من الاضطهاد الروماني، وإن تم استغلال هذه الكهوف وتجهيزها كمزار سياحي، فهذا سيجلب السائحين من أغلب بلدان العالم، إن لم يكن للاستشفاء فلزيارة الكهوف القديمة. ومن جانبها تقدمت منطقة آثار جنوبسيناء بمشروع متكامل لتطوير كهوف حمام فرعون الأثرية بمدينة أبو زنيمة ليتم وضعها على الخريطة السياحية لمصر، كما تم وضع تصورًا مبدئيًا لتطوير المنطقة، إلا أنه لم يتم التنفيذ حتى الآن .