خلال شهر نوفمبر من عام 2012 الماضي، شن الاحتلال الصهيوني عدوانا غاشما ضد قطاع غزة استهدف خلاله القائد العسكري بحركة حماس "أحمد الجعبري"، لتعلن المقاومة الفلسطينية البدء في عملية حجارة السجيل. عملية اغتيال القيادي الحمساوي تمت في 14 نوفمبر، لتبدأ بعدها جولة جديدة من التصعيد والمواجهة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال، استطاعت خلالها المقاومة الفلسطينية من تحقيق عدة مكاسب عسكرية وسياسية أعقبت عملية حجارة السجيل. استطاعت صواريخ المقاومة الفلسطينية خلال تلك العملية من الوصول إلى القدس لأول مرة منذ عام 1970، كما أن صواريخ المقاومة وصلت أيضا إلى قلب الكيان الصهيوني، الأمر الذي أثار الفزع بين المستوطنيين والقيادات الإسرائيلية، حيث لم تتعرض تل أبيب لمثل هذا الهجوم منذ استهداف صدام حسين لها عام 1991. استمرت معركة حجارة السجيل منذ 14 نوفمبر عام 2012 وحتى 21 من الشهر نفسه، استطاعت المقاومة الفلسطينية خلال تلك الأيام القلائل من التأسيس لمرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال وأكدت على تفوق قدراتها العسكرية وتناميها خلال السنوات الماضية. حجارة السجيل واحدة من حلقات مسلسل المواجهة ومعركة التحرير بين قوات الاحتلال الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية، تلقى خلال تلك العملية العدو الصهيوني درسا مؤلما من المقاومة الفلسطينية التي فرضت عدة معادلات جديدة على سلطات الاحتلال. انعكسات عملية حجارة السجيل لم تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل كانت لها تبعات دبلوماسية وسياسية بارزة، فبجانب التأثير الذي أحدثته في الخريطة السياسية داخل الكيان الصهيوني واستقالة وزير الدفاع الصهيوني السابق "أيهود باراك"، انتصرت فلسطين في الساحة الدولية عبر التصويت الذي تم بالأمم المتحدة لرفع تمثيلها لدولة مراقبة غير عضو بعد أسبوع واحد فقط من انتهاء عملية حجارة السجيل. خلال عملية التصويت على رفع تمثيل فلسطين بالأمم المتحدة، صوتت 138 دولة لصالح القرار، وهو ما يعد انتصارا دبلوماسيا بارزا حققته المقاومة الفلسطينية عقب عملية حجارة السجيل التي مهدت لهذا الانتصار السياسي. أكدت المقاومة الفلسطينية خلال عملية حجارة السجيل أنها تمتلك قدرات خارقة في الرد على اعتداءات العدو الصهيوني عبر إطلاقها مئات الصواريخ نحو المستوطنات، كما أن المعابر لعبت دورا كبيرا في تسليح المقاومة بظهور صواريخ جراد وأخرى سورية الصنع بتكنولوجيا إيرانية، فضلا عن أن هذه العملية كشفت عن قصور القبة الحديدية وأكدت العملية أن الردع العسكري الإسرائيلي بدى عديم الجدوى هذه المرة، الأمر الذي منع سلطات الاحتلال من التوغل بريا في قطاع غزة نظرا لما قد يشكله من نكسة جديدة مشابهه لما تكبدته قوات الاحتلال في حرب لبنان الثانية مع حزب الله. يعتبر "الجعبري" أبرز القادة الفلسطينيون الذين استشهدوا خلال معركة حجارة السجيل، فضلا عن أن استشهاده كان السبب الرئيسي في توسع عمليات المقاومة الفلسطينية حتى أنها طالت عدة مستوطنات صهيونية لم تصل إليها منذ عدة سنوات.