شهدت مدينة القدس اليوم الثلاثاء عملية فدائية نفذها فلسطينيينقُتل خلالها ما بين 4 إلى 6 مستوطنين وأصيب 9 آخرين، بعد اقتحام فلسطينيين مسلحين بسكين ومسدس، كنيسا يهوديًا في حي "هارنوف". منفذا العملية الفدائية هما الشهيدان "غسان أبو جمل" البالغ من العمر 27 عامًا، و"عدي أبو جمل" البالغ من العمر 22 عامًا، وهم من سكان جبل المكبر شرق القدسالمحتلة وهم أبناء عم، أصدرت كتائب الشهيد "أبو علي مصطفى" الذراع العسكري للجبهة الشعبية بيانا لها باركت فيه العملية الفدائية، مؤكدة أن الشهيدين منفذي العملية عضوان في الجبهة الشعبية. من جانبها باركت باقي الفصائل والقوى الفلسطينية عملية القدس، مؤكدة أن العملية تأتي في سياق الرد الطبيعي على الجرائم الصهيونية التي يتم ارتكابها ضد الفلسطينيين، خاصة في مدينة القدس ومسجدها، حيث أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" في بيان لها أن عملية القدس رد طبيعي على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، موضحة أن الحالة الفلسطينية أمام انتفاضة وثورة حقيقية جاءت كرد طبيعي على السياسات الاحتلالية المتراكمة، وبفعل الاعتداءات المتواصلة بحق مدينة القدس ومسجدها". حركة حماس باركت العملية أيضا على لسان المتحدث باسمها "حسام بدران" قائلة "نبارك العملية ونقدر عالياً بطولة منفذيها، إنها تطور نوعي في مواجهة الاحتلال ورد عملي على جرائمه المتتالية والتي كان آخرها إعدام الشاب المقدسي بالأمس"، ومن ناحيتها، باركت حركة "المجاهدين الفلسطينية" العمليات البطولية بالقدسالمحتلة والداخل المحتل، وقالت الحركة "يجب تصعيد عمليات الضفة لتشمل كل تواجد للمحتل على أرضنا". وعلى إثر العملية الفدائية، اتخذت قوات الاحتلال إجراءات خطيرة، حيث أوعز وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال "يتسحاق أهرنوفيتش" إلى الجهات المختصة بجيش الاحتلال بعدم دفن منفذي العلمية داخل القدس وهدم منازلهم، ونصب الحواجز داخل الأحياء والقرى الفلسطينية والقيام بعمليات تفتيش دقيقة للخارجين منها بالإضافة لنشر 4 فصائل من قوات الاحتياط فيما يسمى "حرس الحدود"، في عدة مناطق بالمدينة المحتلة، وتعزيز قوات الشرطة بالمتطوعين من الحرس الوطني في شتى أرجاء الداخل الفلسطيني، وكذلك فحص استئناف سياسة الاعتقال الإداري في صفوف المقدسيين، كما أصدر تعليماته بالتخفيف من القيود المفروضة على حصول المستوطنين على رخص حمل السلاح. كما أتخذ الاحتلال إجراءات عقابية ضد أهالي منفذي العملية، فقد اعتقلت 10 أفراد من عائلة الشهداء، كما اندلعت مواجهات في جبل المكبر بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن إصابة 22 مواطنا بجروح، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاط بشكل مباشر صوب الشبان، بعد محاصرة المنطقة ومداهمتها. شعر المستوطنون وقوات الاحتلال بالخوف بعد العملية الفدائية، وأقرت القناة العاشرة الإسرائيلية بأن العملية التي نفذت "منظمة جداً"، كما اعترف قائد الشرطة الإسرائيلية بعدم قدرة كيانه المحتل على منع عمليات كتلك، مؤكداً "ليس لدينا حلول سحرية لعمليات مماثلة كعملية القدس اليوم، فهي من أقسى وأصعب العمليات التي رأيناها في السنوات الماضية". وأمام الاعتراف الإسرائيلي بالعجز عن مواجهة هذه العمليات، تصاعدت حدة غضب وانتقادات المستوطنين لتصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، سارع خلالها رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" إلى احتواء الغضب بمطالبته بعقد جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، قائلا إنه سيرد بشدة على عملية القدس.