الآثار الإسلامية تعاني حالة إهمال شديد من قبل المسئولين قطاع الآثار الإسلامية: عمل خطة بمقايسات لبعض المساجد لترميمها وكيل الأوقاف: الترميم من اختصاص «الآثار» ونحن نمول المشروع بالمال فقط أصبحت أوضاع الآثار الإسلامية فى مصر تمثل كارثة إنسانية وتاريخية، فالآثار الإسلامية التى مر عليها عقود صانها خلالها التاريخ، صارت الآن تتعرض لكم كبير من الإهمال فصار التراث الإسلامى فى ربوع المحروسة عرضة لكل أنواع الإهمال والتدمير. ونخص هنا بالذكر مسجد المحمودية الذى أنشأه سنة 975ه الوالي العثماني في مصر "محمود باشا"، حيث ألحق به قبة ضريحية وسبيلا، وكان قد عرف عن الوالي العثماني محمود باشا أنه كان ظالما جائرا في أحكامه، صادر كثيرا من أموال الناس، خرج في جمادى الأولى سنة 975 ه من مقر الحكم بالقلعة في موكبه الضخم، وعند مروره عند بركة الناصريّة، أطلق عليه شخص مجهول عياراً ناريا أصابه ولم يجد معها العلاج وتوفي ودفن بجامعه، واشتهر بعد ذلك باسم المقتول. والمسجد معلق يصعد إليه بعدة درجات، ساحة الصلاة داخل الجامع عبارة عن قاعة كبيرة مربعة طول ضلعها "19.75م" تقريبا في وسطها أربعة أعمدة من الجرانيت تحمل أربعة عقود كبيرة في وسطها منور، وفي منتصف ساحة الجامع طرقة أرضيتها منخفضة قليلا عن أرضية الجامع وتصل بين الباب الجنوبي والباب الشمالي فانقسم الجامع بذلك إلى إيوانين. ويتوسط جدار القبلة محراب من الحجر خال من الزخارف يجاوره منبر من الخشب بحشوات مجمعة، وعلى يسار المحراب باب يؤدى إلى القبة الضريحية وبها قبر المنشىء، والقبة مرتفعه قائمة بمفردها بارزة عن مستوى الواجهة مبنية بالآجر على قاعدة من الحجر، وفي الجهة الجنوبية الشرقية قاعدة دائرية عليها مئذنة من دورة واحدة قمتها مدببة. رصدت "البديل" أثناء تواجدها في مسجد المحمودية الأثر الإسلامي المسجل برقم 135، القمامة تحاصر المسجد ويوجد بعض الحيوانات الأليفة في حديقة المسجد بالخارج، كما تظهر التشققات والشروخ في جدران المسجد، إضافة إلي أن الصرف الصحي يحتاج إلي إعادة إصلاح، فالمياه أتلفت الحوائط. يقول رأفت النبراوي، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن الآثار الإسلامية تعاني من حالة إهمال شديد من قبل المسئولين، مشيراً إلي أنه يجب صيانة الآثار التي تستحق الترميم في أسرع وقت ممكن؛ لأن الآثار الإسلامية المنسية. وطالب "النبراوي" الوزارة بمنع التعديات التي تحدث للآثار، وإبلاغ الأجهزة الأمنية بأي مخالفات أو تعديات تحدث علي الآثار، لافتا إلي ضرورة حصر الآثار الإسلامية والعمل علي إزالة أي تعديات وترميم شامل؛ لإنقاذ الآثار. من جانبه، أوضح محمد فوزي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار، أنه تم عمل خطة بمقايسات لبعض المساجد لتنفيذها وإرسالها إلي وزارة الأوقاف؛ للوقوف علي التمويل، لكن يوجد بطء في التعامل وإرسال الأموال الخاصة بالتكلفة. وأضاف "فوزي" أن هناك لجنة مشكلة بالفعل للتعاون بين الأوقاف والآثار، لكن منذ أن توليه قطاع الآثار الإسلامية منذ 4 أشهر، لم يتم عقد اجتماعات للجنة، ويوجد منسق للجنة لتسيير الأعمال التي يتفق عليها. وعلى الجانب الآخر، أكد المهندس مرسي البحراوي، وكيل وزارة الأوقاف للشئون الهندسية، عدم وجود رد لكل الخطابات التي ترسلها وزارة الآثار، مشيراً إلي أن الترميم هو اختصاص وزارة الآثار، وأن "الأوقاف" تمول المشروع بالمال فقط. كما طالب "البحراوى" بضرورة تنفيذ مشروع ترميم أي مسجد أثري أولاً؛ حتي يتم صرف المبالغ المالية التي تطلب عن طريق إرسال مستخلص بالمبلغ الذي تم به أعمال الترميم لتدرسه الأوقاف وإرساله لوزارة الآثار.