تتضمن منطقة "بين السريات" كنزا جغرافيا، من الممكن أن تستغله جامعة القاهرة في تحقيق توسعات بعد تزايد الأعداد الملتحقة بالجامعة. المنطقة عمره الآن 116 عاما، ومساحتها 30 ألف متر مربع، فكانت مصنعا للبيرة في عهد الحملة البريطانية على مصر عام 1898، وتسمى "بيرة التاج بالقاهرة"، وكانت مختصة لصنع البيرة لجنود الاحتلال إلى أن تم تأميمها عام 1962، ومن ثم تملكتها جامعة القاهرة بنظام الانتفاع لمدة 99 عاما؛ بهدف إنشاء توسعات في الجامعة، وهو ما لم يحدث. في الوقت الحالي، تعاني جامعة القاهرة من تكدس الطلاب وزيادة أعدادهم بشكل يفوق قدرات المكان على الاستيعاب ويمنعها من تقديم خدمة تعليمية وبحثية على المستوى المطلوب، فى ظل إغفال إدارة الجامعة لسنوات المساحة الشاسعة في منطقة بين السرايات، كما أن الأرض تضم المبنى الأثري الذي قرر أن يعتبره رئيس الجامعة متحفًا لكلية الآثار، لكن الجامعة كعادتها تضع خططا دون تنفيذ. تفقد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، في سبتمبر الماضى، يرافقه محمد سامح، سفير مصر باليونيسكو، موقع متحف كلية الآثار الجديد بأرض الجامعة في منطقة "بين السرايات" والتى حصلت عليه كلية الآثار بموجب قرار رئيس الجامعة رقم 921 لسنة 2014 الخاص بصيانة وترميم وإعادة تأهيل المبني التاريخي بأرض الجامعة في "بين السرايات"، ليكون متحفًا تابعًا للكلية تعرض فيه حفائرها خلال 100 عام، وآثار ما قبل التاريخ، والآثار الخاصة بجامعة القاهرة، وكذلك إحياء الحرف التقليدية وربطها بالتسويق السياحي. وعن تجاهل تلك المنطقة رغم قرار رئيس الجامعة، قال الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، إن تلك الأراضي تابعة لجامعة القاهرة، وحصلت عليها مقابل حق الانتفاع من محافظة الجيزة؛ من أجل التوسع في الجامعة، لكن المشكلة التى تقابل الجامعة في الوقت الحالي، قانونية، فالجامعة منذ أن حصلت على الأرض عام 2009 لم يتم استغلالها. وأضاف "حمزة" أنه كان من المفترض أن يتم نقل العقد من الشركة القابضة للسياحة إلى مؤسسة المصري لخدمة المجتمع، ومن ثم تستغلها جامعة القاهرة، مشيرًا إلى أن الخلاف الحقيقي، يكمن في افتتاح الأرض في الوقت الحالي بين محافظة الجيزة وجامعة القاهرة. ومن جانبه، رفض الدكتور عز الدين أبو ستيت، نائب رئيس جامعة القاهرة، الإدلاء بتصريحات ل"البديل" حول ذلك المتحف، مشيرًا إلى أن القضية تخص محافظة الجيزة أولا وأخيرا.