سادت حالة من الغموض حول موضوع زراعة الأعضاء في مصر، خاصة أن جميع عمليات زراعة الأعضاء فى مصر ما زالت تتم بين الأحياء فقط، مع سماح القوانين بنقل الأعضاء من الموتى وبشكل خاص الميت إكلينيكيًّا وبوجود فتاوى من الأزهر الشريف تفيد بإجازة نقل عضو من شخص ميت إلى مريض يحتاج هذا العضو. وكما جاء فى نص المادة (8) من قانون زراعة الأعضاء "يجوز لضرورة تقتضيها المحافظة على حياة إنسان حى أو علاجة من مرض جسيم أو استكمال نقص حيوى فى جسده، أن يزرع فيه عضو وجزء من عضو أو نسيج من جسد إنسان ميت، وذلك فيما بين المصريين إذا كان الميت قد أوصى بذلك قبل وفاته بوصية موثقة، أو مثبتة فى أية ورقة رسمية أو أقر بذلك وفقاً للإجراءات التى تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون". فلم تتم عملية نقل أو زراعة أعضاء واحدة فى جمهورية مصر العربية بجميع مراكز نقل وزراعة الأعضاء التابعة لوزارة الصحة المصرية من شخص ميت إكلينيكيًّا لمريض يحتاج هذه العملية. وتعليقًا على هذا الموضوع قال الدكتور "محمد هلال" أمين عام اللجنة العليا لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة إن جميع عمليات زراعة الأعضاء التي تمت في مصر كلها زراعة بين الأحياء وعلى الرغم من سماح القوانين ووجود فتاوى من الأزهر الشريف بجواز نقل الأعضاء من الشخص الميت إكلينيكيًّا أو الميت حديثًا، إلا أنه لم تتم حالة واحدة حتى هذه اللحظة، وذلك يرجع لعدة أسباب منها "أهمية الفحص وكيفية التشخيص التي يقوم بها أطباء العنايات المركزة فى تحديد الشخص الميت إكلينيكيًّا، ونتيجة لهذا التحليل تتوجه لجنة من كبار الأطباء للتأكد من سلامة التشخيص وصحته لكي يتمكنوا من أخذ عضو لزراعته بمريض آخر. وأضاف "هلال" في تصريح خاص ل "البديل" أن الوزارة تقوم حاليًّا بتشكيل لجنة تضم أكبر أساتذة القلب والمخ والأعصاب؛ وذلك لمعرفة كيفية تحديد الوصول لنتائج مؤكدة لتشخيص الحالات التي تتعرض لموت جزع المخ، مشيرًا إلى أنه سيتم تدريب باقي الأطباء في العنايات المركزة على كيفية التشخيص الدقيق بعد التوصل إلى هذه النتائج، مؤكدًا أنه بدأ التدريب فعليًّا مع عدد من الأطباء فى مستشفى عسكرى، وأنه بعد الوصول إلى التشخيص الدقيق سيتم تعميم التدريب فى باقى المستشفيات بشكل عام. موضحًا أن التبرع بالأعضاء يستلزم شروطًا، منها عمل فحوصات تكون مطابقة لأنسجة المريض الذى يحتاج لزراعة العضو، سواء كان قلبًا أو كبدًا أو كلية أو أي عضو آخر، وأيضًا كل هذا بموجب توصية من المريض بالتبرع بجزء من أعضاء جسده لشخص يحتاجها، وإن لم تكن هناك وصية فتكون الزراعة بموافقة الأقارب من الدرجة الأولى.