«برنارد شو».. أول من قال «لا» لنوبل وأدهش العالم بسخريته ومواقفه

«جورج برنارد شو» كاتب مسرحي وروائي إنجليزي، اشتهر بالسخرية من المواقف المؤلمة والجهر بالرأي وعدم المبالاة بمخالفة المألوف والتمرد على التقاليد السائدة، إذ كانت قسوة الحياة التي عاشها السبب وراء كل هذه السخرية، لدرجة أنه كان يسخر من نفسه ومن الآخرين، فيقول "شو" عندما سُئِل عن حالة الاقتصاد العالمي: "لحيتي كثيفة ورأسي أصلع كالاقتصاد العالمي، غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع".
ولد «برنارد» لأسرة من الطبقة المتوسطة، إذ دفعته ظروف الحياة لترك المدرسة وهو ذو الخامسة عشرة ليعمل موظفاً، فكان والده سكيراً مدمناً للكحول مما شكل لديه ردة فعل بعدم قرب الخمر طوال حياته، كما كان نباتياً لا يقرب اللحم الأمر الذي كان له أثراً في طول عمره وصحته الدائمة.
رغم ترك "شو" للمدرسة مبكراً إلا أنه استمر بالقراءة وتعلّم اللاتينية والاغريقية والفرنسية وكان بذلك كشكسبير الذي غادر المدرسة وهو طفل ليساعد والده ومع ذلك لم يثنه عدم التعلم في المدارس عن اكتساب المعرفة والتعلّم الذاتي. فالمدارس برأي برناردشو "ليست سوى سجون ومعتقلات".
من المواقف الشهيرة التي عرف بها "شو" ، أنه سنة 1925 مُنح جائزة نوبل في الأدب فقبل التكريم ورفض الجائزة المالية ساخراً منها بقوله: "إن جائزة نوبل تشبه طوق النجاة الذي يتم إلقاؤه لأحد الأشخاص بعد أن يكون هذا الشخص قد وصل إلي الشاطئ".
عُرف مؤلف القلب الكسير، بسخريته الدائمة وأقواله اللاذعه حتى و هو على فراش الموت، حيث قال حول التزامه الطعام النباتي لمدة (64) سنة: "لي الحق أن تُشيعّني قطعان من البقر والخراف والدجاج وأحواض الأسماك وأن تمشي كلّها في حدادٍ عليَّ».
من الطرائف أيضًا أن قبل أسبوعين من احتفال برنارد شو بعيد ميلاده الثالث والتسعين كتب إليه مدير احدى الشركات السينمائية الجديدة راجيًا فيه أن يأذن له بإخراج احدى رواياته لقاء اجر زهيد، معتذرًا بأن الشركة ما زالت ناشئة ولا تستطيع دفع مبلغ كبير له فرد عليه شو قائلا: "أستطيع أن انتظر حتى تكبر الشركة".
جمعت لونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، و"برناردشو" صداقة حميمة، وكان الأول يحب النكتة البارعة فيتحرش ببرنارد شو ليتلقى قوارص كلامه، قال له تشرشل _وكان ضخم الجثة_: أن من يراك يا أخي برنارد _ وكان نحيل الجسم جدا_ يظن أن بلادنا تعاني أزمة اقتصادية حادة، وأزمة جوع خانقة، أجابه برنارد شو على الفور: "ومن يراك أنت يا صاحبي يدرك سبب الأزمة".
يذكر أيضًا أن برناردشو حضر حفلة خيرية، وأثناء الأحتفال دعته إمرأة للرقص معها فوافق، وهو يراقصها سألها عن عمرها فقالت: خمس وعشرون !!.
فضحك وقال لها: النساء لا يقلن أعمارهن أبدا، وإن قلنها فهن يقلن نصف العمر فقط.
فقالت غاضبة: أتقصد أنني في الخمسين من عمري يا سيدي ؟
فرد عليها: بالضبط.
فصاحت به: إذا لماذا تراقصني ؟
رد عليها بكل هدوء: أنسيتي أننا في حفلة خيرية سيدتي.
رغم كثرة المواقف والطرائف التي اشتهر "برناردوشو"، إلا أن هناك موقف هو الأشهر له على الأطلاق، حين قال له كاتب مغمور, "أنا أفضل منك، إنّك تكتب بحثاً عن المال, وأنا اكتب عن الشرف"، فقال له برنارد شو على الفور, "صدقت، كل منّا يبحث عن ماينقصه".
من أشهر أقول برناد شو:
- "عندما يكون الشيء مثيرًا للضحك، فابحث جيدًا حتى تصل إلى الحقيقة
الكامنة وراءه".
- "المرأة هي جمع للهموم، طرح للاموال ، ومضاعفة للاعداء وتقسيم للرجال".
- "ليس هناك سوى دين واحد بمئات من النسخ".
- "الحيوانات أصدقائي.. وأنا لا آكل أصدقائي".
- "لن يسود السلام العالم حتى تُستأصل الوطنية من الجنس البشري".