ان اقصر الطرق للوصول الي العقل هي الضحكة المحملة بالفكرة...فهى كاعطاء الطفل حلوى بداخلها الدواء المر . فالضحك يصل بالانسان الي حالة الانشراح والتقبل النفسي للفكرة المصطحبة فلذلك كان للكتا بة الساخرة مكانها المرصع بالحرف والافكار النائمة بعد ان ارتديت جناح الضحكة فتطير في الفضاء حرة... فعندما تتلي عليك نكتة..فهى هدفها الضحك فقط.وهذا مايسمى بالتهريج اما عندما تتحول النكتة لبساط يحمل فكرة فهذا الاندماج يفتح لنا ابواب الدفاع والتهكم والرد وفرض الرأى الاخر دون ان تقع بنا الفكرة في ابار العقاب السلطوى وهي من تمنحنا بعض الحرية ان قيدت تلك الاخيرة....فالادب الساخر يحول الالم بسمة فيصح ان يطلق عليه الكوميديا السوداء او يمكننا ان نستخدم اسم فيلم احمد حلمى الاخير ونطلق عليه العسل الاسود.. ولا شك ان من اصعب الاداب هو الادب الساخر لما فيه من استخدام لكل كبيرة وصغيرة لموضوع المقال او القصة ..وخلق احاديث واشخاص في عقل الكاتب وتقمص للادوار... وتشويق المتلقي واحداث المفارقات وايصال الضحكة من قلب الالم محملة بكل مايريد ان يقوله الكاتب... ... وإليكم بعد الاقوال الساخرة لادباء حول العالم... مارك توين..امريكى سخر الكاتب الفرنسي بول بورجييه مرة من الأمريكيين بقوله :"إن الأمريكي حين يجد متسعا من الوقت فإنه يبحث عن أصوله وأصل جدوده ". ولما قرأ الكاتب الأمريكي مارك توين ما قاله بورجييه أجاب "هذا صحيح ...لكن الفرنسي يقضي كل وقته للبحث عمن هو أبوه"! برناردشو ايرلندى تقدم برنارد شو في حفل أرستقراطي الى سيدة جميلة وطلب منها مراقصته لكنها رفضت وهنا سألها شو عن السبب فقالت ساخرة منه وبترفع :"لا أرقص إلا مع رجل له مستقبل"... وبعد قليل عادت المرأة الى شو تسأله بدافع الفضول عن سبب إختياره لها بالذات ..فقال :"لأني لا أرقص إلا مع امرأة لها ماضي! كان برنارشو صديقا حميما لونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، وكان هذا يحب النكتة البارعة فيتحرش ببرنارشو ليتلقى قوارص كلامه. قال له تشرشل (وكان ضخم الجثة ( أن من يراك يا أخي برنار(وكان نحيل الجسم جدا) يظن أن بلادنا تعاني أزمة اقتصادية حادة، وأزمة جوع خانقة. أجابه برنار شو على الفور: ومن يراك أنت يا صاحبي يدرك رأسا سبب الأزمة. حافظ ابراهيم مصري كان حافظ إبراهيم جالساً في حديقة داره بحلوان، ودخل عليه الأديب الساخر عبد العزيز البشري وبادره قائلاً - شفتك من بعيد فتصورتك وحدة ست فقال حافظ ابر أهيم. والله يظهر انه نظرنا ضعف، انا كما شفتك، وانته جاي افتكرتك راجل!!. وللكتابة الساخرة في مصر رواد استطاعوا ان يدخولوا قلاع الحدث وقلاع الحكم وكل الابراج العاتية دون غيرهم من الادباء كالولد الشقى محمود السعدنى وله كثيرا من الاصدارات مثل حمار من الشرق ورحلات ابن عطعوطة والولد الشقى وغيرها من الاعمال سجن ايام السادات لاطلاق النكات علي اهل بيت الرئيس..ولن يشفع له توسط القذافى الا ان السادات بعد فترة اطلق صراحه ولكن كمم فمه فانطلق الي بيروت وعمل في جريدة براتب هزيل جدا وهناك عرض عليه من القذافي ان يكتب في جريدة الفجر الجديد ويطلقها من لبنان ولكنها لم تسلم من نقده فنعتها بالفقر الجديد ورفض عرض الرئيس الليبي حتى لا يتعرض للاغتيال في لبنان من المنتفعين من تجارة الصحف هناك .. احمد رجب وله ايضا الكثير من الاعمال مثل الحب وسنينه فوزية البرجوازية ضربة في قلبك وغيرهم هو احد ابرز الكتاب الساخرين يكتب في اخبار اليوم... واشتهرت مابين كتاباته نص كلمة لما فيها من نقذ لاذع ورأى اراه دوما صائب..