عدد لا بأس به من التعليقات على صفحة أصدقاء ذوي خلفية اسلامية حول فيديو رجم امرأة بتهمة الزنا في نطاق حكم الدولة الاسلامية "داعش" ، كان اعتراض أحدهم على وحشية الفيديو كفيل بجلب تعليقات من قاع التنظيمات الاسلامية الموجودة ببلادنا ، وحملت أسئلة داخل عقل كل شخص يعي تغلغل التيار الاسلامي داخل المجتمع . تنوعت التعليقات بين متسائل عن أحقية "داعش" في تطبيق الحدود باعتبارها ولي الأمر المتغلب ، أو ضرورة اقامة الدولة الاسلامية بشكل كامل وتأمين الحدود قبل البدء في الحدود ، ثم مناقشات مطولة حول حد الرجم ذاته وبين نسخ أية الجلد أو تطبيقها فتجلد ثم ترجم ، أيات قرأنية وأحاديث نبوية وأراء فقهية ووقائع في عصور مختلفة . أعادتني التعليقات الى بداية ظهور داعش ونفس الأسخاص يتحدثون عن خطأ نسبة ما يحدث في العراق الى داعش ، وأنه تشويه متعمد للثورة السنية في العراق ضد طائفية المالكي ، لم يكن هذا بحديث لأفراد من التيار الاسلامي فحسب ولكنه كان نص بيان الاخوان المسلمون في يونيه 2014 الذي وصف ارهاب داعش بثورة العراق التي تلاحق الربيع العربي ، وكان أيضا نفس خطاب الاعلام السعودي والقطري الداعمين لارهاب داعش . ثم تواردت الى ذهني ذكريات مواقف المجتمع وبخاصة المقربين من التيار الاسلامي عن تنظيم القاعدة والدولة الاسلامية في أفغانستان ، ثم تمجيد "بن لادن" منفذ العملية ضد المجتمع الأمريكي ، وفي نفس الوقت الادعاء بأن الصهاينة هم المنفذ الحقيقي . لا يختلف الوضع كثيرا مع امام الجمعة الذي يرى أن الاخوان "خونة" والثوار "عملاء" وحرمانية الخروج على الحاكم ، وفي ذات الوقت يتحدث كثيرا عن عبدة الصليب ودعوات التنصير ورغبتهم في تقسيم مصر ، ثم يمتدح اخواننا في الدولة الاسلامية ويدعو بنصرتهم على معركتهم مع "الشيعة " وعبدة القبور . في الحقيقة "داعش" سلطت ضوء مبهر على أزمة التيار الاسلامي في تمسكه بالفكر السلفي مع تميزه وتنوع أفكاره وتنظيماته ، وليس هناك من مصدر او رغبة لتجديد الأفكار ومراجعة المنهج داخل التنظيمات الاسلامية ، وبالتالي ستجد هناك الألاف من الجمهور الداعشي الذي لا ينقصه سوى الثغر والسلاح ، وستجد من يحاول لي النصوص والبحث في بواطن الفتاوي والأحكام لاستخراج ما يميزه عن الارهابي . ستجد العديد منهم يرفض الارهاب في مصر بحسب تعليمات الأمن ، ولكنه لا يجد غضاضة في دعم الارهاب طالما يقتل أمريكيا أو سوريا وعراقيا وياحبذا لو كان ايراني الجنسية شيعي المذهب ليتحول الارهابي الى رمز للتنظيم ، ربما يتبقى أفراد هنا وهناك يحاولون استخدام لغة العقل ومراجعة مناهجهم وأفكارهم ولكنهم لا يعبرون بشكل كامل عن السواد الأعظم من التيار الاسلامي في مصر . أعتقد أن الاسلام السني في حاجة ماسة الى مراجعة العديد من أفكاره والخروج من عباءة الفكر السلفي الوهابي ،ربما كان هذا هو الدور المنوط بالأزهر لولا تبعيته لأموال النفط السعودي ، والا سيتحول الدين الاسلامي الى دين داعشي بعد أن تجبر "داعش" المتدينين على الولاء لها وقد نفذت كل ما كتب في مذهب الوهابية من جهاد وتطبيق للحدود وعقيدة . في الحقيقة من المنظور الوهابي اذا بحثت عن مخالفات "داعش " للشريعة ستجد أنها أقل كثيرا من أي دولة اسلامية أخرى ، لذلك وجب تغيير المرجع وتجديد المنهج والا سنخرج من داعش الى داعش ويكون ايماننا كفرا وارهابهم تدينا .