ترددت أنباء عن جماعة الإخوان المسلمين بحزب النهضة التونسي عقب تلقيهم الهزيمة فى الانتخابات البرلمانية، بأنهم قد يغيرون من قرارهم السابق بعدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ويدعمون أحد المرشحين البالغ عددهم 24 أو يزجون بمرشح رئاسي يتبع لهم. وهو الأمر المشابه لما حدث سابقاً من جماعة الإخوان بمصر ووعدهم بعدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ثم تغيير رأيهم والنزول بخيرت الشاطر كمرشح ثم محمد مرسي بعد استبعاد الشاطر. وقد رصدت"البديل" آراء السياسيين حول فرص "النهضة" فى تونس للوصول إلى منصب الرئاسة، وهل من الوارد أن يغيروا موقفهم بعد فشلهم فى الانتخابات البرلمانية وضعف شعبيتهم؟. في هذا السياق يقول عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن باب الترشح فى تونس للانتخابات الرئاسية قد تم إغلاقه، ولكن حتى لو كانت هناك فرصة لحزب النهضة وجماعة الإخوان فى تونس للنزول إلى الانتخابات الرئاسية، فإن فرص الفوز قد تكون معدومة. ولم ينجح حزب نداء تونس العلماني فقط فى البرلمان وإنما هناك مجموعة من الأحزاب الديمقراطية المدنية الأخرى سواء ذات التوجه الليبرالي أو الاشتراكي حصلت على عدد لا بأس به من المقاعد، فحزب نداء تونس حصل على 86 مقعدا كأغلبية وحصلت تلك الأحزاب على 55 مقعدا آخر، بينما حزب النهضة حصل على 68 مقعدا فقط، وبجمع النسب نجد أن الشارع التونسي رفض مشروع الإسلام السياسي ويتجه إلى الديمقراطية والمدنية. وأضاف "شكر" ان الاخوان جماعة "برجماتية" وتلعب بطريقة نسميها فى مصر"اللى تكسب به العب به"، لذلك فهم عندما وجدوا أنفسهم خسروا فى الانتخابات البرلمانية يريدون تطبيق طريقتهم التى فعلوها فى مصر من قبل، والنزول فى أي معركة أخرى على أمل الفوز. ولكننى أعتقد أن الأمر قد حسم بالنسبة لهم، قائلاً: حزب النهضة كان يتعامل طوال الفترة الماضية على أنه الحزب الأكثر شعبية وجماهيرية ولكنه فوجئ بصدمة وهي حصوله فقط على ثلث أصوات التوانسة، لذلك أعتقد أن العملية السياسية فى تونس تتجه الى مزيد من الديمقراطية سواء الليبرالية أو الاشتراكية. فيما قال وحيد الأقصري رئيس الحزب العربي الاشتراكي، إن هناك صدمة كبيرة تلقاها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عقب هزيمته فى انتخابات تونس، مشيراً إلى أن تلك الصدمة هي واحدة من الضربات التى يتلقاها ذلك التنظيم والتي بدأت بإنهاء وجوده فى مصر. وأكد أن رئيس حزب نداء تونس "السبسي" طالب الرئيس منصف المرزوقي ورئيس الحكومة بالتنازل عن منصبيهما. وأضاف"الأقصري" أن أحداث تونس تشير إلى أن الشارع التونسي والشارع الاسلامي العربي بشكل عام يرفض أفعال الاخوان المسلمين التى تسيء إلى الدين ويريد التخلص منهم فى كافة البقاع العربية، متوقعاً أن يؤول الوضع فى تونس إلى ما آل إليه فى مصر والتخلص من الإخوان بأي طريقة ممكنة. وأوضح قائلا:"وحتى إن قرر الإخوان دعم مرشح رئاسي أو النزول بمرشح خاص بهم فإنهم سينالون الهزيمة النكراء ولا أعتقد أن لديهم أي أمل فى تولي الرئاسة بل سيتلقون صفعة جديدة على يد الشعب التونسي الذي رفض حزب النهضة". وقال أحمد الكيال القيادي بجبهة الشباب الناصري، أن حزب النهضة فى تونس لن يشارك فى عملية الانتخابات الرئاسية لانهم يدركون جيدا أن فرصهم باتت معدومة فى الفوز بهذا المنصب، مشيراً إلى أنهم قد يلجئون الى مساومة الدولة التونسية لمساندة أحد المرشحين أو إعطائهم صلاحيات ومناصب فى الوزارة التى ستشكل فيما بعد من جانب حزب نداء تونس وهو أسلوب الضغط أو المساومة الذي يستخدمونه الإخوان فى كل مكان.