تقول صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية إن أفغانستان مازالت تعاني من هشاشة الاقتصاد والسياسية معا، على الرغم من تشكيل الحكومة الوطنية الجديدة في كابول، وتوقيع الاتفاقية الأمنية بين أفغانستانوالولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن الحكومة الوطنية هدفها إحباط الانقسامات العرقية بعد ادعاءات التزوير في الانتخابات الرئاسية. وتوضح الصحيفة أنه يجب التساؤل هل هذه الحكومة نتيجة لاستنارة الطبقة السياسية في أفغانستان، أم نتيجة للاستفزاز الأمريكي فإذا كانت الأولى، فإن استمرارها مؤكد، حيث ستكون دلالة على تطور النظام السياسي الأفغاني، مع الشعور القومي ببدء التفوق على أمراء الحرب، لكن لو الثانية ستكون متانة الحكومة تحت الاختبار، فالمنصب الذي تولاه "عبد الله عبد الله" كرئيس تنفيذي غير موجود بالدستور الأفغاني، وقد يؤدي لنزاعات قضائية على الرغم من الاتفاقات السياسية، حيث كانت تحت ضغط الظروف. وتوضح أن دعم باكستان لحركة "طالبان" لم يكن أبدا مسألة خلافية مع الولاياتالمتحدة، لكن انخراط أمريكا ليس إلا جزء من إستراتيجيتها للانسحاب من أفغانستان، وهكذا فباكستان لديها الحرية للتلاعب ب"طالبان" لبسط سيطرتها الإستراتيجية على أفغانستان، خاصة للحد من دور الهند في أفغانستان وأسيا الوسطى. فعداء باكستان تجاه الهند وسلاح الإرهاب الذي تستخدمه ضدها والعدوانية المتجددة حول قضية كشمير، يشير إلى هوس الطبقة الحاكمة، والذي يتضمن اعتقاد باكستان بأن لها الحق في علاج أفغانستان كأنها حاميها الخلفي. فالتحديات الاقتصادية التي تواجهها أفغانستان هائلة، حيث أنها غنية بالموارد المعدنية، لكن عملية الاستخراج تتطلب استثمارات ضخمة، والتي تحتاج جو سلام ضروري، وتذكر أن أفغانستان قد تكون معبرا بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا من ناحية النفط والغاز والطاقة والتنمية الاقتصادية الإقليمية التي من شأنها المساعدة في احتواء التطرف الديني. الهند والصين، على مستويات مختلفة يمكنهم المساعدة في تطوير الموارد المعدنية والبنية التحتية الموصلة في أفغانستان، موفرين أسواق لغاز ونفط آسيا الوسطى التي يمكن أن تستفد منها أفغانستان كدولة عبور. واختتمت بأن أي تدخل خارجي كان في أفغانستان منذ 1979 كان مدمرا، لذا من غير المؤكد إذا كان تدخل الدول المحيطة بها سيكون بناء أم لا، خاصة وأن المنطقة الإسلامية برمتها في حالة من الاضطرابات، ومع المصالح الجيوسياسية والطائفية الإقليمية والخارجية، من الصعب رؤية كيف ستكون أفغانستان في معزل عن هذا الواقع الخطر.